19 ديسمبر، 2024 12:36 ص

الشعبانيون والتظاهر في المنفى

الشعبانيون والتظاهر في المنفى

على الرغم من قسوة ومرارة تراب الغربة التي لزبت بماء الفراق على مضض والتي جعلت  اجسادهم تسكن في لحود الاغتراب  وارواحهم معلقة بذرات تراب العراق  وبرغم جراحات التهميش والتغييب شبه المتعمد لهم والذي تجسد بحرمانهم من الكثير من حقوق اتيحت للعديد من العراقيين وهم بمعزل عن ذلك ولكنهم  بعد تحمل هذا وذاك وتحمل  نصل جلاد البعد وخنجر طعن الاقصاء هبوا هبة النشامى لما شعروا ان العراق على شفير هاوية الطائفية وسماعهم لنذير شؤم عودة العبثية شحذوا نفوسهم وضمدوا جرحهم وارخصوا دمائهم فنهضوا يرفعون راية الوحدة والصلابة الوطنية مقدمين ارواحهم قرابين تزف الى معبد التاخي وشعارهم نموت ويحيا العراق موحدا حتى وان فرقتنا عنه المسافات فانه وشعبه وحضارته ومقدساته هي نبضات قلوبنا واهات جراحنا  التي لا تهدا لواعجنا الا بسلامتها فلبسوا جلباب الوحدة وتازروا بحزام الاخوة واعتصموا بعد حبل الله بحبل الوطنية الصادقة لما تناهى الى اسماعهم صرير الريح الصفراء التي اختلطت بزفير العصبة الباغية على ابناء جلدتهم لتفرقهم فهاهم في فيافي الاغتراب غرسوا نواة الحب والتلاحم فسقوها بماء التكافل والتآزر فنبتت شجرة سامقة اصلها في وادي الرافدين وفرعها وثمرها يصدح في سماء الغربة لترسم لوحة عراقية زاهية بحب محمد واله  ترعى سموها الرافديني اجيال من ابنائهم تربوا في احضان البعد الامريكي او الاوربي اوغيرها من افات الغربة ولكنهم يشعرون انهم رضعوا عشق العراق ولم يفطموا منه .
فهاهم الغيارى من ابناء الجالية المغتربة ولاسيما ابناء الانتفاضة الشعبانية في مشيغان في الولايات المتحدة الامريكية ممن عانوا في معسكرات الاحتجاز في رفحاء والارطاوية وانا لست منهم والله يشهد على مااقول كانو على وشك الخروج بتظاهرة حاشدة امام السفارات العراقية لكنهم لما شعروا ان تظاهرتهم قد تجير وتحسب الى جهة تريد احراق وطنهم بحريق الفرقة المذهبية تحولوا الى نهرعذب سلسل يروي كل ظمان من ابناء جلدتهم حتى وان كان لايتفق معهم في وجهات النظر العقائدية فارادو ان يطفئوا لهيب اتون التحزب والتمزق الذي يصبوا اليه اعداء الله من ايتام البعث وغيرهم فضرب الرفحايون  مثالا للايثار والتعفف فلم تعمهم مصالحهم ولم تشط بهم اهوائهم
واما  بعد فلابد لاصحاب القرار ان يلتفتوا بعين الرافة والرحمة لهذه الشريحة التي مافرطت بوطنيتها ولا زهدت بعراقيتها لاسيما وانهم هجروا تحت مظلة حرصهم وحبهم لبلدهم التي استغلها النظام المقبور حجة لنفيهم لما علم فيهم شمم اصحاب الحسين الذين لايرضون بالذل  فعلى من بيده القرار ان ينظر الى حالهم لاسيما واني سمعت راس هرم الحكومة الاخ المالكي قال وفي لقاء على قناة العراقية نحن كحزب الدعوة من اشعلنا فتيل الانتفاضة اذن فوجب عليه وحزبه ان يراف بحالهم لانهم كانوا جسرا له ولحزبه ليتسنموا سدة الحكم فعسى ولعل ان يعود منهم من يرغب  بالعودة علما واني التقيت باناس منهم يقول اني لااملك شروى نقير فكيف اعود اذا كنت لااملك حتى البطاقة التموينية  وليس لي مقدار شبر من الارض استكن فيه فوجب على الحكومة ان تراعهم بعين رعايتها وان تخفف عنهم جزءا من معانتهم لاسيما وان دورهم في اسقاط النظام المقبور لا يخفى على المنصفين حتى اني وجدت احد الكتاب يقول ان شرارة الربيع العربي بدات بالانتفاضة الشعبانية في العراق عام 1991الله الله باخوانكم الذين لم يبيعوا وطنيتهم و لم يهادنوا على وحدة عراقهم

مركز الامام علي في
مشيغان
[email protected]