23 ديسمبر، 2024 10:13 ص

الشطارة في فن الدعارة

الشطارة في فن الدعارة

كان سقوط العراق من خارطة الوطن العربي سقوطا مدويا، صدع ورجٌ من قوته ما يحيط به، لم يكن السقوط ذاتيا او بعثرة، بل بدفعة امريكية ايرانية صهيونية عربية، في إجتماع قوى متناقضة القاسم المشنرك بينهم هو تدمير هذا البلد. مع ان تدمير العراق هو بداية لتدمير المنطقة وخرق للأمن القومي العربي وتهشيم الإرادة العربية. قال منظر السياسة الخارجية الامريكية هنري كيسنجر في مذكراته عام 1976″ إذا أردنا أن نكسر إرادة الأمة العربية والإسلامية، علينا أن نكسر إرادة الأمة العراقية”.
أدار الشيطان الأكبر ظهره للعرب الذين ساعدوه في إحتلال العراق، فهو على حقارته وسفالته يكره الخيانة ويستنكر ما فعله أخوة يوسف. نظر بإبتسامة ماكرة الى الشيطان الأصغر وغمز له بأن العراق سيكون من نصيبه. لم تكن تراود الأخير هذه الهبة الشيطانية حتى في احلامه الوردية، كان يكفيه دمار العراق فقط، ثأرا لكأس السم الذي جرعه وكيل ابليس في الأرض! اما ان يخضع لنفوذه فهذا ما لم يتوقعه مطلقا، فالأحلام عادة لا يتحقق منها الا ما ندر! تسلم الولي الفقيه العراق ونشر أقزامه من زاخو الى البصرة، وطوى صفحة العراق العربي، وفتح صفحة العراق الفارسي.
لم يعد العراق عربيا، هذه هي الحقيقة، إنها العاصمة الثانية لولاية الفقيه بإعترافهم وإعتراف من ينظر بعين الحق لواقع الحال. من يتحكم بسياسة العراق وإقتصاده وثقافته وجيشه ودينه ودنياه هم الفرس، هذه هي الحقيقة ويخاتلها كل من ينكر أشعة الشمس في رابعة النهار. وضال وأعمى بصيرة من يظن ان العرب او العراقيين قادرون على الخروج بسلامة من بين أذرع الأخطبوط الفارسي الآن أو بعد عقد او أكثر من الزمان.
لقد إمتدت أذرع الأخطبوط الفارسي الى كل القطاعات العراقية ولم يسلم منها أي أحد، والنياح والبكاء العربي والإسلامي على فقدان العراق مثل البكاء على الحسين، لا يغير من الحقيقة شيئا، ولا يعيد له الحياة ثانية. مات العراق ولم يقرأ العرب سورة الفاتحة على روحه، ولم يترحموا عليه، ربما لا يستحق الرحمة بنظرهم! ولكنهم أسفوا عليه بعد أن دفن في مقابر ولاية الفقيه، وبعد ان علموا إنهم يقفون بالطابور رغم أنفهم ليلاقوا نفس المصير. بحت الأصوات منذ السنوات الأولى للإحتلال الامريكي الغاشم. وعندما صرح الأخضر الإبراهيمي لجريدة الحياة بتاريخ 25/6/2014 بأنه ” أهدت الولايات المتحدة الامريكية العراق إلى إيران على طبق من ذهب”. كان يفترض بزعماء الأمة المهانة أن يصحوا من غفوتهم قبل ان يجهز الذئب على فريسته بالكامل، ولكن كما قال ابو حفص الفلاس:
ألا ذهب التّكرم والوفـــــاء … وباد رجاله وبقى الغثاء
وأسلمني الزمان إلى رجالٍ … كأمثال الذئاب لهم عواء
كان الفرس صريحين في توجهاتهم العدوانية، ولم يخفوا طمعهم في العراق والدول المجاورة، تصريحات المسؤولين واضحة كسماء في يوم صافِ. لم يخاتلوا كما خاتل الحكام العرب، صحيح أن البعض توقع ان تكون الهجمة الفارسية قوية ولها إمتداد في المنطقة، لكن ردة الفعل لم تكن لا بمستوى الأمل ولا التفكير ولا العمل لدرأ مغبة ما سيؤول اليه الأمر من كوارث على الأمة العربية. كان جلالة ملك الأردن أول من حذر من الهلال الشيعي، قبل أن يصبح بدرا كاملا، فإنهالت الإنتقادات على نبؤته المتحققة من قبل الأنظمة الشيعية الحاكمة في إيران والعراق ولبنان، حتى
المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني خرج عن صمته على غير عادته، ليدلس بأن لا يوجد مثل هذا الهلال إلا في مخيلة البعض، وإن الإتماء الشيعي هو إنتماء عربي وليس أجنبي، مع ان المرجع نفسه فارسي ورفض التجنس بالجنسية العراقية التي وهبها له شيعة السلطة بلا وجه حق!
يوم بعد يوم أخذ موج التمدد الفارسي يرتفع إلى أن فاض على الدول المجاورة فأغرقها بطفيلياته وأوساخه الطائفية، وارتفع ثانيا ليصل الى مناطق بعيدة لم يكن أحد يتوقع أن يصل اليها، مع ان الحقيقة هي أن الهلال يمكن رؤيته من أي مكان في العالم، لكنه العمى أو التعامي العربي والإسلامي والعالمي. لم تكن إيران في يوم من الأيام ماردا أو بعبعا تخشاه دول الجوار، فقد تلاشت احلام كسرى بمقتله كتلاشي الضباب بشروق الشمس، وأنسدل الستار عن مسرحية مطامح ومطامع الفرس غير المنتهية. وعندما حاول أحفاده كسرى النهوض ثانية لأستئناف خططهم الإبليسية تحت شعار المذهب الإمامي، كان السلاطين العثمانيين لهم بالمرصاد، فقيدوا كالدجاج المرعوب الى قنٌهم بلا ضجيج. وعندما تقمصت روح كسرى جسد الخميني وراح بمساعدة دول الإستكبار العالمي يتنفس برئة جده رستم، كان الرئيس السابق صدام حسين قد أدرك نواياه العدوانية وأن الذئاب لا يمكن أن تَلِد غزلان، فوقف له بالمرصاد، ولم تتوقف سادية الدم عند الخميني إلا بعد أن جرع كأس السم الزعاف هنيئا مريئا. وافق حتف أنفه لمعرفته بأن الطريق أمام الجيش العراقي بات مفتوحا لطهران عبر كرمنشاه فلم يبقَ على سقوط المحافظة سوى (60)كم فقط. وقبل أن يستعيد الخمينى أنفاسه ويسترد عافيته بالمضادات الشيطانية، ليكشر عن أنيابه ثانية، عاجله المولى بأجله المحتوم، سيما ان خازن النار كان في أمس الإشتياق له، وقد هيأ له كومة جيدة من الحطب كمتطلبات للشواء السريع. قال سنان بن أبي حارثة:
قل للمقوم وابن هنـــــــــــد بعده … إن كنت رائم عزّنا فاستقدم تلقى الذي لاقى العدوّ وتصطبح … كأسا صبابتهــا كسمّ العلقـم
لكن هل إنتهت وحشية ذئاب ولاية الفقيه؟
بالطبع لا! فالذئاب هي الحيوانات الوحيدة في العالم التي لا يمكن ترويضها، إلقِ نظرة على حيوانات السيرك ستجد الفيل والأسد والنمر والدب والأفعى وبقية الحيوانات قد تخلت عن وحشيتها وتآلفت مع البشر، لكن هل رأيت ذئبا قد رُوِضٌ؟ الجواب: كلا بالطبع.
روح كسرى لم تفارق نظام الملالي، وهم يخفون تلك الروح الشريرة بروح اخرى يزعمون إنها المهدي! بدعة خبيثة لإستمالة الجهلة والسذج وما أكثرهم في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن وسائر دول العرب والإسلام. هؤلاء السذج هم الطعم الذي يستخدمه نظام الملالي لصيد أبناء جلدتهم العرب. بالضبط كما يفعل الصياد عندما يضع في صنارته سمكة صغيرة ليصطاد بها سمكة كبيرة. العرب يتقاتلون فيما بينهم، وعلى أرضهم، وتحت سمائهم، بفعل وتحريض إيران، وبأموال إيران، وبأسلحة إيران! أي حمق وإستغفال هذا للشيعة العرب؟ المال والسلاح ايراني والدم عربي!
يموت شهريا ألف عربي مقابل إيراني واحد، يُعتبر الإيراني شهيدا سعيدا، ويُزف بموكب عزاء لا نظير له، ويقام له ضريحا كبيرا، وتمنح عائلته مكافئات ورواتب عالية، اما العربي فهو مجرد قتيل حقير لا حقوق له ممن حرضه على قتال أبناء جلدته، خسر الدنيا والأخرة من أجل عيون الولي الفقيه! هل هناك أغرب من هذا؟ يقول إبليس” العجب لبنى آدم فهم يحبّون الله، ولكنهم يعصونه، وهم يبغضوننى، ولكنهم يطيعوننى”.
للحديث صلة… بعون الله.