22 ديسمبر، 2024 8:37 م

الشريعة قانون اﻷختيار الواعي

الشريعة قانون اﻷختيار الواعي

إن ظاهرة الاختيار حينما تخضع للدين والشريعة تمنح الإنسان القدرة على أختيار المصالح الواقعية وتجنب المفاسد الواقعية…
فعلى الصعيد الاجتماعي نجد أن كل ما قام به الرسول الأعظم( ص )، وما قام به الإمام علي( ع ) من أعمال عظيمة هو تجسيد لظاهرة الاختيار التي تخضع لقانونها الإلهي(الشريعة)….
وهذا هو معنى الخلافة الحقيقي الذي نجح الرسول محمد(ص) ووصيه علي(ع) في تحقيق العدالة الاجتماعية بدرجة لم تصل إليها الإنسانية لحد هذه اللحظة…..
وأما على المستوى الفردي لظاهرة الاختيار عند النبي والأئمة والأولياء فالشواهد لا تعد ولا تحصى…
فالتحابب في الله وإغاثة الملهوف وقضاء الحوائج والتفاني والتضحية بالمال والنفس في سبيل الله من اجل عباد الله ومن اجل الدين والوطن وكثير من الأعمال الصالحة التي جسدها المؤمنون خلال القرون المتطاولة من الزمن وكذلك ما قام به علماءنا المجاهدون من إعلاء كلمة الحق ونشر الحق والهداية والعدل بين الناس وما قام به السيد الشهيد محمد باقر الصدر والسيد الشهيد محمد الصدر والسيد القائد مقتدى الصدر كان تجسيداً لظاهرة الاختيار التي تخضع لقانونها الإلهي (الدين والشريعة)…
ولا شك كما أسلفنا أن نظام العبادات( العبادة ) هو العنصر الأهم في هذا التجسيد وهذا التفعيل .
بل أن العبادة هي التي تبعث في نفس العابد الهمة في تطبيق العدل الإلهي عن طريق الامتثال لأحكام الشريعة وهذا هو الاختيار الواعي المرتبط بعلم الله سبحانه وتعالى لان أحكام الشريعة هي تشريع الله ،فهي مرتبطة بالعلم المطلق اللامتناهي، وهي تمثل العدل الإلهي، لأن الله وضع أحكام الشريعة في مواضعها المناسبة لها من مصالح واقعية.
إن العبادة هي المنطلق لحركة الإنسان نحو المطلق الحق وهي تمدُّ الإنسان بالطاقة المستمرة لهذه الحركة المقدسة….
والعبادة هي التي تخلق التوازن للإنسان سواء كان توازناً داخلياً في ذات الإنسان بين قواه المتعددة (العقلية والشهوية والغضبية……) وكذلك التوازن الخارجي للإنسان مع الأشياء التي هي خارجة عن ذاته…..
والعبادة لا تعطي للتوازن الخارجي الأنظمة التفصيلية بل هي تزوّد العابد بالروح والعاطفة المجيشة نحو المبادئ والقيم الإلهية، فالإنسان غير العابد لا يهتم بتحقيق العدل الإلهي في داخل نفسه ولا في خارجها مما يحيط به وبالتالي سوف لا يهتم بالعدل الإلهي والعدالة الاجتماعية