23 ديسمبر، 2024 6:00 ص

الشروط الخليجية وقطر !

الشروط الخليجية وقطر !

بخصوصِ رفض قطر لمعظم الشروط الخليجية , هل نقول < جنت على نفسها براقش القطريّة .! > , وقد كتبنا امس في تغريدةٍ على تويتر بأنّ قطر سوف ترفض تلك الشروط من قبل أن تقرأها .! , ثمّ هل هنالك من نقاط رمادية داخل الشروط الخليجية .!
خلافاً لما ذكرته وسائل الإعلام يوم امس ونقلته عن لسان اكثر من مسؤول خليجي , فأنّ قطر لم تقم بتسريب الشروط الخليجية الى الإعلام ! , لكنها استنسختها وارسلتها الى عددٍ كبيرٍ من وسائل الإعلام , فالتسريب شيئ والإرسال المباشر شيئٌ آخر .!
عملية كشف وعرض الشروط الخليجية لوسائل الإعلام , فبقدر أنها سابقة فريدة في العلاقات الدولية , فأنّ حكّام قطر قاموا بأنفسهم بسحب البساط من تحت أقدامهم وبسرعة .! , عبر سلوكهم هذا والإيحاء برفضهم المسبق قبل انتهاء مدة ال 10 أيام المحددة للردّ على هذه الشروط .
السلوك او التصرّف القطري هذا لا يدلّ إلاّ على أمرين لاثالث لهما , فأمّا سذاجة سياسية مفرطة , او نيّة مبيّته للتصعيد والتوتر , وهذا ما يحاكي ويتناغم ويتواءم مع الطبيعة السيكولوجية لهذا الأمير الشاب .
ونلاحظ هنا , أنْ كان بوسع السعودية ومصر والبحرين والإمارات , او أيّ منهم كشف وعرض الشروط المذكورة على وسائل الإعلام من قبل ارسالها للجانب القطري , لكنهم لم يفعلوها لإعتبارات الحكمة والدبلوماسية وغيرها ايضاً .
وكان بوسع القطريين التأنّي اولاً , ومشاورة امير الكويت ثانياً وكذلك اطراف اخرى كذلك , ومناقشة بعض الشروط الساخنة مع الجانب السعودي عبر طرقٍ ووسائل اتصالٍ سرية , ثالثاً , كما يبدو أنّ سرعة التحرّك القطري الإنفعالي قد سبقت حتى مشاوراتٍ مع حلفاء الإمارة ممّن ينتهزون الفرص والخوض في المياه العكرة
وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي السيد انور قرقاش والذي بدا وكأنه المتحدث شبه الرسمي للجانب الخليجي المقابل لقطر , والذي تجسّد تصريحاته فنّ الدبلوماسية المدروسة , فمن المستنتج من تصريحاته الأخيرة بأنّ دول الخليج وكأنها تقيم الحجة على قطر ووضعها في الزاوية الحرجة التي لم يدركوها آل ثاني الى الآن .!
من جانبٍ آخرٍ , فيبدو أنّ إعداد وصياغة الشروط الخليجية كان TOO MUCH , فلم يكن من الضرورة القصوى إدراج مسألة القاعدة التركية في قطر والتأزيم التكيكي مع تركيا في هذا الوقت , وكان من الأنسب التركيز على النقاط الستراتيجية الخلافية مع القطريين , وثم تأجيل مسألة القاعدة التركية الى ما بعد الإنتهاء المفترض من حلّ الأولويات , وهنالك شروط اخرى مقارِبه او مماثلة ما كان ينبغي إدراجها مسبقاً مع الشروط الأساسية .
من الملاحظ ايضاً أنّ هنالك مواقفٌ عبر نصريحاتٍ متباينة ومتبادلة بين الأنكليز والأمريكان , وهي في مجملها لا تؤدي إلاّ لتصعيد حدّة التوتر .!
اخيراً , لم يعد مناسباً ” الى حدٍّ ما ” استباق ال 10 ايّام المحددة ” والتي برأينا سوف لن تغيّر من الموقف شيئاً ” , وهي فترةٌ تبدو مناسبة لأغراض المناورة والتصعيد الإعلامي وغير الإعلامي ايضاً , وقد دخلت العرب او جرى إدخالهم في ازمةٍ يصعب الخروج منها .! , ويبدو من الواضح أنّ إمارة قطر هي المندوبة الدائمة لمصالح الغرب واسرائيل , على الرغم من تداخل وتشابك مصالح الدول الخليجية الأخرى في ذلك .! .