23 ديسمبر، 2024 4:48 ص

الشرق الاوسط وسباق التسلح

الشرق الاوسط وسباق التسلح

تتعالى الهمم، وتتعالى معها تباعا رغبات تتطلع للعظمة والريادة، لذا نجد دول الشرق الاوسط تغذ الخطى لعقد صفقات التسليح، رغبة منها للإستحواذ على كل ما ملكت ايديها من معدات عسكرية، ومفاعلات نووية، واسلحة ثقيلة.

السعودية، وبعد عقد قران التعاون العسكري مع امريكا، وصفقات صواريخ “الثاد” الأمريكية الدفاعية، نجدها قد نصبت نفسها حامية للعرين العربي او الشرق اوسطي ان لم ابالغ في القول.

لم تكتف بذلك وانما سارعت لعقد صفقة اخرى، تلك التي تناولها بعض المراقبين بشيء من الوجل، عندما وقع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز صفقة اخرى، لشراء الصواريخ الروسية المتطورة جدا اس 400، فماذا يدور في اروقة الدول العظمى من دعم زاد
عن حده هذه المرة؟.
اليوم هو عصر تعدد اقطاب القوى، وتعدد اقطاب التحالفات، فحركة المملكة الاخيرة ما هي الا جزء من مخطط للتأثير في توازنات القوى في منطقة الشرق الاوسط لمصلحتها، ايران وما لديها من سيادة وسطوة، وتركيا التي انتهجت النهج ذاته، في عقد اتفاقا اردغونيا
بوتينيا، ابرم قبل اسبوعين لصفقة الاسلحة الروسية ذاتها.

توجه المملكة الى روسيا قد يؤدي الى توتر العلاقة السعودية الامريكية، ناقلة عدواها من العلاقات الروسية الامريكية المتوترة، فبقرة ترامب سوف لن تكون حلوبا له حسب،انما يراها منحت نفسها ليستفيد غيره من حليبها الدسم، وهذا قد يثير حفيظته، وربما قد ترى
المملكة ان النمر الورقي الامريكي بات اضعف من الدب الروسي، فما الضير من اللعب على حبال القوتين.

الملفت في الامر هو توقيت هذه الهجمة نحو التسلح، والذي تزامن مع قرب استتباب الاوضاع في المنطقة، حيث بات القضاء على الجماعات الارهابية في العراق وسوريا وشيكا، والمعادلة ليست بالصعبة الادراك؛ التدافع نحو التسلح يساوي الحرب الدفاعية الهجومية،
وما اسهلها لدى الدول العظمى، عندما تجعل الدول العربية، تخوض الحروب نيابة عنها؛ فما بعضهم الا ادوات تنفذ ما يملي عليهم حلفاؤهم من خطط وقرارات.

حراك امريكي روسي نحو المصالح ليس الا، اذ انها تتخذ من صفقات التسلح الشرق اوسطي سلاحا ذا حدين، الاول: اقتصادي، والريع الكبير المتأتي من ورائه والذي يبلغ مليارات الدولارات؛ والثاني يدفع باتجاه تقوية الحلفاء في المنطقة، ليكونوا ورقة ضغط على ايران،
التي لديها طموحات نووية غير محدودة، وتتميز بتمردها على المصالح الامريكية.

التلويح الامريكي بات تصريحا، والملفات المقلقة لابد لها من حسم، الملف الايراني ورؤية ترامب حوله في انه سبب عدم استقرار المنطقة، كونه الداعم للارهاب والمصّدر له!، وهو يدرك تماما انها تمتلك قوة مثالية وخبرة قتالية منذ الثمانينات؛ الملف الليبي والذي قد يحتاج
الى تدخل، كونه ملفا اثار جدلا لدى ترامب والدول الأوربية، ناهيك عن العقدة الكورية؛ والذي بات ترامب يطلق فقاعاته بالتوعد الصريح لاكثر من مرة، آخرها امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيرا الى ان الخيار العسكري هو الاقرب، والتدمير التام، ان اقتضت الحاجة

قوى ضاربة، تستشعر الهيبة عند اقامة الحروب بكل اشكالها، حتى وان لم تأت النتائج كما تشتهي، تبقى هي المستفيدة، بينما الشعوب العربية في تغافل قسري عن إدراك انها حبيسة المصالح الامريكية الروسية، متى ستدرك ان لا مستقبل لها الا بالوحدة، وترك الخلافات
القومية، والطائفية، والاستعداد لمعارك قادمة.