الشرق الأوسط على حافة الانفجار

الشرق الأوسط على حافة الانفجار

المشهد الأمني في الشرق الأوسط يزداد تعقيدا مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران حيث تشير المعطيات إلى أن المنطقة قد تكون مقبلة على مواجهة عسكرية واسعة النطاق قد تغير التوازنات الاستراتيجية بشكل جذري فبعد سنوات من الصراع غير المباشر والاشتباكات بالوكالة يبدو أن الأمور تسير نحو مرحلة جديدة من المواجهة المباشرة التي قد تكون نتائجها كارثية على الجميع

الولايات المتحدة أرسلت رسالة إلى القيادة الإيرانية طالبت فيها باتخاذ موقف واضح وصريح خلال مدة زمنية لا تتجاوز الشهرين وهو ما يعتبر إنذارا نهائيا إما بالانصياع للمطالب الأمريكية أو مواجهة تبعات الرفض إيران من جانبها لم تتأخر في الرد حيث جاء تصريح وزير خارجيتها يحمل نبرة تحد ورفض واضح لهذا الإنذار وهو ما يعزز احتمالية التصعيد العسكري في الفترة القادمة المواجهة المحتملة بين الطرفين قد تبدأ بعمل عسكري أمريكي يستهدف منشآت نووية أو مراكز قيادة عسكرية داخل إيران أو قد تكون على شكل عمليات محدودة لضرب أهداف تابعة لطهران في دول مثل العراق وسوريا ولبنان في المقابل لن تقف إيران مكتوفة الأيدي حيث تمتلك القدرة على الرد من خلال استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة أو تحريك وكلائها الإقليميين لخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في أكثر من ساحة إقليمية كما أنها قد تلجأ إلى إغلاق مضيق هرمز أو استهداف السفن التجارية في الخليج وهو ما سيؤدي إلى أزمة اقتصادية عالمية إذا اندلعت الحرب فإن تداعياتها ستكون خطيرة فاقتصاديا ستشهد أسعار النفط قفزات غير مسبوقة وهو ما سيؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل مباشر أما عسكريا فقد تتوسع رقعة الاشتباك لتشمل دولا أخرى مثل إسرائيل ودول الخليج مما قد يدفع المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة سياسيا فإن التدخلات الدولية قد تعقد المشهد أكثر خاصة مع احتمالية دعم روسيا والصين لإيران بشكل غير مباشر وهو ما قد يؤدي إلى استقطاب عالمي جديد على غرار ما حدث خلال الحروب الكبرى في القرن الماضي الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار الأحداث وإذا لم يكن هناك تحرك دبلوماسي حقيقي لاحتواء الأزمة فإن المنطقة قد تكون على موعد مع واحدة من أخطر المواجهات التي عرفتها في العقود الأخيرة وستذهب المنطقة برمتها للمجهول وعواقب وخيمة . وكل المعطيات تشير إلى امريكا تحاول جر إيران لخيار الحرب وليس السلام وشروطهم تعجيزية . وهذا يذكرنا بالتاريخ القريب عندما سعت امريكا إلى نزع السلاح الدفاعي وخصوصا الصواريخ من العراق ماقبل عام ٢٠٠٠ وبعد ان تأكدت من خلو العراق من الأسلحة الاستراتيجية . فقامت امريكا بعدوانها على العراق .

وعلى مايبدو ذلك السيناريو يجري تكراره على ايران  فالأمريكان يطلبون من إيران التخلي عن قدراتها الدفاعية الاستراتيجية بالاضافه للبرنامج النووي  والجانب الأمريكي يدرك تماماً لن يتفاوض على القدرات الدفاعية والتي تشكل الضمان الوحيد للأمن القومي الإيراني  وأننا نقولها من الأخطاء الكبيرة التخلي عن القدرات الدفاعية ستكون إيران بلد واهن وهش أمام أي عدوان .

اليوم امريكا تسعى لجعل الكيان الصهيوني القوة الوحيدة بالشرق الأوسط وهي صاحبة السطوة والذراع الطويل ولهذا لايروق للغرب ان تبقى دول واحده بالشرق الأوسط لديها قدرات صاروخية تحقق التوازن مع اسرائيل ..ولهذا إننا نقول من الواضح جدا امريكا تدفع المنطقة برمتها للحرب وكل ذلك التحرك الدبلوماسي التي تقوم به غير صحيح وغير موثوق به .والتاريخ  الأمريكي يحدثنا عن مواثيقهم وعهودهم كلها غادره فيها من الدس والمخادعة والكذب  وكل دبلوماسيتهم مغلفه بحيل وخداع الرأي العام .امريكا لاتريد السلام من اجل السلام وفق مفاوضات حقيقة ومتوازية بين جميع الأطراف .امريكا في عهد ترامب وفقاً لاستراتيجية فرض السلام بالقوة وهذا مايسمى بالعرف العام بلطجه  بعيد كل البعد عن المفاهيم بالعرف والعلاقات الدبلوماسية بين الدول . مع ذلك إننا في انتظار المتغيرات والمفاجات التي لن تكون ضمن الحسابات الحاليه ..

أنسال الله ان يمن على الجميع بالسلامة ..