23 ديسمبر، 2024 6:20 ص

الشرق الأوسط الجديد واستحقاقات التحالف الوطني

الشرق الأوسط الجديد واستحقاقات التحالف الوطني

الشرق الوسط كان وما يزال مركز اهتمام العالم ، او بالأحرى مركز استقطاب لكل القوى التي تطمح بالسيطرة على العالم ، او على الأقل جزء من العالم ، لما حباه الله تعالى من ميزات ونعم لم تمنح لغيره ، من عناصر الطاقة ، وطرق النقل ، والموقع الاستراتيجي ، وحكام لا يفقهون شيئا ً ، وكما يقال بالمثل الشعبي العراقي ( حار ومكسب ورخيص ) ! 
تشهد المنطقة اعادة توزيع الأدوار بين الأقطاب المسيطرة عالمياً ، وايضاً بين القوى الإقليمية ، التي تطمح ان يكون لها دور ونفوذ في الايام القادمة ، وفق ما رسمته خارطة الصراع ، ومناطق النفوذ ، وما يُنتظر هو مرحلة الاتفاقات وتوزيع مناطق النفوذ بين هذه القوى ، لنشهد تحولات كبيرة ، وانتقال مناطق من نفوذ ( س ) الى نفوذ وسيطرة ( ص ) ، ما تحتاجه المنطقة هو دولة تلعب دور المقرب بين وجهات النظر ، تمتاز بأمتدادت وعلاقات جيدة مع طرفي الصراع ، وتمتاز بعلاقاتها المتوازنة أيضاً مع إقطاب الصراع العالمي العراق العربي ذو الاغلبية الشيعية ، المتداخلة مع الوجود السني ، جامع لكل اطياف وقوميات المنطقة ، ليشكل منطقة التقاء بين أشباه المتناقضين ، يعتبر البعض هذا التنوع احد أسباب الضعف ، وعدم الاستقرار كونه يخضع لتجاذبات وتوازنات المنطقة ، ويتأثر بمدها وجزرها ، هذه النقطة تحمل بين ثناياها عنصر قوة اذا ما استخدمت بشكل جيد ، لتصبح نقطة تحول في ادارة الصراع الاقليمي وتوجيهه الوجهة التي تخدم المصلحة الراقية 
العراق سيكون جسراً بين الفرقاء ، ليكون قطب الرحى في اعادة فتح قنوات الحوار والمفاوضات بين ايران وتركيا والسعودية وغيرها من اللاعبين الاقليمين ، الذين يسعون اما للحفاظ على مناطق النفوذ او استحواذ على مناطق جديدة  ، وبذلك يستطيع ان يكون بيضة القبان في اعادة توزيع هذه المناطق ورسم حدودها ، وهذه فرصة ليستعيد العراق دوره الاقليمي الذي لطالما كان مهيئاً للعبه ، لما يمتلكه من مؤهلات وخصوصيات ، في ظل وجود القابلية للعب هكذا ادوار استراتيجية 
ما ذكر ممكن التحقيق ، ولكنه متوقف على اعادة صياغة ومأسسة التحالف الوطني ، وبلورة رؤية موحدة تجاه القضايا الداخلية ، ضمن مشروع وطني وسياسي جامع ، لينطلق الى الفضاء الاقليمي وهو يقف على ارضية صلبة ، تسمح له ان يكون لاعباً اساسياً في مرحلة الانتقال في التعبير عن سياسات الدول من القتال الى الحوار والتفاوض ، المبنية على المكتسبات التي حققها الفرقاء في الفترة السابقة ، بشرط ان نكون مع المقتسمين وليس المقسمين .