بلاشك أن العراق منذ تأسيسه كمملكة ثم جمهورية نشا وتربي فيه الكثير من الشرفاء الذين لم تلطخ أياديهم بفساد ورشوة , منهم خوفا من ضمير ووجدان أكتسبوه من تربيتهم أو خوفا من عقاب رهيب من الله أو أعتزازا بخلقهم الجميل وسيرتهم الذاتية النظيفة , سواء منهم الوزير أو الفقير ومنهم من عشق النفاق والكذب والتزوير هواية ومهنة وباب رزق سهل فخدروا ضمائرهم بزهو الحياة والمال الوفير , ورغم أن الشرفاء عاشوا تحت ظل الطغاة القتلة والمجرمين والمرتشين والسراق في وضح النهار لثروات بلدانهم الا أنهم لم يصابوا بوحل خيانتهم أو يتخذونهم رمزا سيئا و أن هذه القلة هي المنجم الذهبي العراقي الذي نسعى الى الحفاظ عليه , ورغم النكسات التي توالت على العراق منذ الحروب الطائشة التي قادها جاهل أحمق والحصار اللعين والأحتلال البغيض والدم الذي لايزال يسير مثل نهر لاينقطع بين الأخوة العراقيين أنفسهم بفعل العاطفة الرخيصة وسيطرة دخلاء الدين من المعممين وجهلة السياسة والمخانيث الذين سلموا الموصل لداعش وولوا أدبارهم نفاجأ أنهم يريدون العودة من جديد لرئاسة العراق بلا خجل عبر أحزاب فاشلة وداعرة والا مايعني أن يود المشاركة في الأنتخابات المقبلة 140 حزبا مختلف العقيدة والأيدولوجية بل ولايحمل أي حزب منهم منهاج هادف أو برنامج عمل سياسي واضح أو أي أسم وطني تقف له الذاكرة أحتراما لتأريخه ومواقفه أو ليجر العراق من جديد الى التناحر والصراع الذي شهده ثلاث أحزاب تقاتلت فيما بينها ثم صنعت جبهة ثم مؤامرة تمت تصفية الأحزاب الأخرى ليحتل حزبا واحدا رئاسة الدولة وليتوج له دكتاتورا أحمق جر العراق الى ويلات لازلنا نعاني منها و ندفع ثمنها وستظل أجيال قادمة ستدفع ثمنها أيضا وليشهد المجتمع شرخا في الأخلاق ليس له دواء وليزداد الفقر والأمية والبطالة وخطف وقتل الأبرياء والكفاءات العلمية التي نهضت بالعراق وتتبعها هجرة الأدمغة الذكية الى المهجر لتبدع هناك وفق ظروف أنسانية رائعة بعد أن عانت من عذاب رهيب بين الوطن الذي اصبح سجنا ووكرا لذئاب السياسة الأنذال و لتنشد الرفاه والسعادة هناك , ونحن نعلم أن الدول المتحضرة فيها حزبان فقط أو ربما خمسة أحزاب تتنافس بنبل وشجاعة وتعرض برامجها أمام الرأي العام ومن ثم لتحاسب من قبل شعوبها وقيض لي أن أعيش ديمقراطية الأنتخابات بخلق عظيم بين الأحزاب في السويد خدمة للمملكة والشعب لا الملك وعائلته رغم خلقهم النبيل مع الناس .
أن كثرة الأحزاب التي تقدمت للمشاركة في الأنتخابات تدعوا للعجب والدهشة والشك , فأكثرها بلاشك يضم منافقين ووصوليين همهم الحصول على المكتسبات مستغلين الفقراء والمساكين بوسائل دنيئة وقذرة عبر وسائل الأعلام التي يجندوها سيما وأن ( شعيط ومعيط ) لدية مال كثير حرام وقناة تلفزيونية وينتمي الى آل البيت ويصرح بذلك بشكل مخجل
ومنهم من هو أيراني العمالة والأصل أو أمريكي الهوى أو خليجي القوادة ومن حملة الشهادات العليا المزورة وماأكثرهم في عراقنا ولو سألتهم عن موقعة تأريخية عربية وأسلامية لقال لك حدثت تلك في اليابان وليس الحجاز ومنهم من يقول أن المعلقات السبعة هي طيور من الجنة حطت على سطح الكعبة المشرفة واشياء تخجل المرء من هكذا أمعات لازالوا يديرون أحزاب ودوائر دولة لها سمعتها في التأريخ ولايعرفون ديباجة أو كتابة مقال أو بحث له علاقة بشهاداتهم وأمتد هذا المرض الخبيث ليصاب به سياسيين وفنانيين واساتذة بشكل يبعث على الهزء والسخرية .
ان الشرفاء من رجال الدين والمثقفين والصحفيين وفناني المسرح مدعوين لتعرية هذه الأحزاب الطفيلية التي تحاول اذكاء الفتنة الطائفية بأجور مدفوعة الثمن من دول تكره العراق والعراقيين وتنوير البسطاء من الناس بهدف هذه الأحزاب القذرة وخاصة من تبرقع منها بالدين وشهدنا خيانتهم بأم أعيننا في بيع الموصل وسرقة ثروات العراق ومنح اسلحة ثمنها بالمليارات لعصابة أرهابية , كان من الممكن أستثمارها لبناء شقق ومستشفيات ومدارس والتضحية بوقاحة بدماء الفقراء والمعدمين والمساكيين لأسترداد الموصل التي سلمت بخيانة ( نوري الهالكي ) وقادته المأجورين وهنا لابد وأن أبارك قادة الجيش العراقي العظيم وهم يخوضون حربا حضارية وأنسانية ضد حفنة مارقة وساقطة أجتماعيا ودينيا وابارك أبطال الحشد الشعبي من أبناء الجنوب والشمال الشجعان العراقيين وتحية للبيشمركة الأبطال الذين اثبتوا محبتهم للعراق , وأمل أن لايسمحوا بعد النصر لكل فتنة مهما كان مصدرها فالعراق أولا والعراق أولا والعراق أولا , ولتكن حملة تحرير الموصل خير تكاتف عراقي شريف لبناء عراق هدمه داعش والخونة من حكام العراق منذ الأحتلال وليومنا هذا ولندعم القوات المسلحة العراقية وكل عراقي شريف من موقعه بالدعوة لوقف وتلاعب الأحزاب القذرة بالسياسة واستغلال الفقراء بوسائل غير أخلاقية لشراء اصواتهم . أن الشرفاء في العراق و خارجه جميعا بمختلف طبقاتهم هم المنجم الذهبي الذي نسعى الى ايجاده مثل شعوب العالم المتحضرة فالنفط زائل غدا وستجف آباره مثلما جفت وأندرست أنهر عظيمة في العراق … فلنحافظ على هذا المنجم عربا وكردا وأقليات طيبة من قذارة الأحزاب علمانية أم أسلامية أم قومية فقد أحرقوا نفطنا وحقولنا الخضراء بأسم الله تارة والعروبة أخرى .