23 ديسمبر، 2024 6:23 ص

الشرط المثير للسخرية

الشرط المثير للسخرية

إنهاء النفوذ الايراني في العراق خصوصا والمنطقة عموما، صارت واحدة من أهم القضايا التي تهم أمن وإستقرار المنطقة وباتت تشغل بال ليس الشعب العراقي وشعوب المنطقة والعالم فقط وانما العالم أيضا لما صارت تشکل من مصدر للقلق والتوجس، ومع إن القادة والمسٶولون الايرانيون کانوا خلال الاعوام السابقة وتحديدا خلال عهد الرئيس الامريکي السابق أوباما يتفاخرون بسيطرتهم على أربعة عواصم عربية ويتبجحون بکونهم أصحاب الامر فيها، فإنهم الان ومن أجل بقاء وإستمرار نفوذهم ولأن الظروف والاوضاع لم تعد لصالحهم، فقد صاروا يسعون للتغطية والتستر على نفوذهم وإيجاد مبررات واهية لها.
أخطر مافي النفوذ الايراني في العراق والمنطقة، إنهم يتم إدارته عن طريق أذراع النظام فيها، أي الاحزاب والميليشيات والجماعات المسلحة التابعة لطهران، وعندما يقول مستشار المرشد الأعلى الإيراني، علي أكبر ولايتي، إن الوجود العسكري الإيراني في سوريا والعراق يقتصر على الدور الاستشاري، مؤكدا استعداد بلاده لسحبهم إذا طلبت دمشق وبغداد ذلك. فإنه يطلق کذبة بلهاء لايصدقها أبسط مبتدئ في السياسة. الوجود العسکري الايراني في العراق هو عن طريق الميليشيات التابعة للحرس الثوري وعن طريق الاحزاب التابعة لها، ومثل هذه الاحزاب والميليشيات هي من تحدد وللأسف البالغ السياسة العامة للعراق، ولايمکن لها أبدا أن تطالب بإنهاء النفوذ الايراني في العراق فذلك يعني أن تحکم على نفسها بالزوال وهذا مالاتفعله ناهيك عن إنها لاتجرٶ عليه من الاساس، ولذلك فإن إشتراط ولايتي لطلب العراق بإنهاء نفوذ نظامه، هو إشتراط مثير للسخرية والتهکم ولامعنى له.
النفوذ الايراني الذي کان ولايزال واحدا من أکبر العوامل السلبية التي تقف بوجه أمن وإستقرار العراق ووحدة صفه وتعرقل تقدمه وإزدهاره ولاسيما بعد أن حول هذا النفوذ السلبي السرطاني العراق الى مجرد حديقة خلفية للنظام الايراني وهو يمتص خيراته وقدراته وإمکانياته المختلفة بطرق مشبوهة وبالغة الخبث، وإن ماأکدته زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، من إن”نفوذ الملالي في العراق أسوأ من القنبلة الذرية بمئات المرات”، قد صار اليوم أمرا واقعا وملموسا ولذلك فإن السعي من أجل إنهاء هذا النفوذ الخطير صار من أهم المطالب الملحة التي لابد من تحقيقها ولاسيما بعد أن بات يمس السيادة الوطني للعراق وإستقلالية قراره السياسية.