كلنا يعلم نظام الديمقراطية التي تعطي الحكم للاغلبية والتي يقع على عاتقها حماية حقوق الاقليات ، وبما نظام الحكم في العراق برلماني فيكون الحكم للاغلبية السياسية التي تفوز بالانتخابات وتحصل على النصف زائد واحد وفي حال عدم حصولها على هذا الرقم يكون بالتحالف مع الكتل الاخرى ليشكلوا هذا الرقم المطلوب ، وهذا يعطي الكتلة الاكبر الحق بتشكيل الحكومة وادارة البلد بمفردها وهذا حقها الدستوري والمنطقي ، لكن وبكل اسف هذا لم يحصل منذ سقوط الصنم ليومنا هذا ، في جميع الدورات البرلمانية تفوز القوى السياسية الشيعية فوزا ساحقا واكثر من الرقم المطلوب وهذا يعطيهم الحق في التفرد في الحكم لكن وطنية الشيعة وزهدهم في المناصب تجعلهم يشركون اخوتهم في الوطن حتى سميت حكومات محاصصة ، رغم عدم استحقاق هذا المكون او ذاك وعدم قناعتهم بالديمقراطية ورغم محاولاتهم لافشال العملية السياسية الديمقراطية ، لم نجد من القوى السياسية الشيعية سوى الالحاح والتمسك بهم لغرض اشراكهم ، مما جعل المكونات الاخرى تتمادى وتطالب بمناصب اكبر من حجمها واستحقاقها الانتخابي ، وهذا اثر تأثيرا كبيرا على العملية السياسية التي جعلت الجهلاء يخلطون الاخضر باليابس فبدل ان يشيدوا بموقف القوى السياسية الشيعية تجدهم يتهمونهم بانهم اللاهثين وراء المناصب وهذا اتهام خاطئ ، لسبب واحد ان القوى السياسية الشيعية تكرمت من حقها واعطته للغير وهذا يدل على زهد القوى السياسية الشيعية بالتفرد في ادارة البلد وامتلاك روح المواطنة التي تجعلها تتمسك باشراك الاخرين بالمقابل لم نرى الشكر والمواطنة عند الاخرين بل نرى العكس .