21 ديسمبر، 2024 11:33 ص

الشخصيات والاجيال في رواية مئة عام من العزلة/1

الشخصيات والاجيال في رواية مئة عام من العزلة/1

واحدة من موضوعات مئة عام من العزلة هي طريقة تناسخ التأريخ الذي يعيد نفسه على شكل دورات في هذه الرواية التي محورها هو العزله والاغتراب الذي يأخذ في شكلين متوازيين وهماالاغتراب المادي والروحي و الذين هما مركز الاحداث و وعلاقتها بالاشخاص الذي مرة ترسم الاحداث مصائرهم ومرة هم يرسمون للاحداث دورتها في علاقة تبادلية والتي تكاد لا تنتهي وتستمر من جيل الى أخر كأنما هي الامانه التي يحملها الجميع وعليهم المحافظة عليها رغم ما يحدث . كل جيل هو ادانة وتكرار لاخطاء الجيل الذي سبقة ، واحتفال بانتصارات الجيل الذي سبق . لتهويل هذه النقطة فقد اعطى ماركيز ابطالة وهم عائلة بوينيدياBuendia ، اسماء محددة جداًوتقريباً متشابهة  . تمتد مئة عام من العزلة لستة اجيال . وفي كل جيل هم رجال بوينيديا . عائلة بوينيديا  أبنائه هم : وهم خوسيه اوركاديو José arcadio اوريليانو Aureliano ، أما النساء هن : اورسولا    Úrsula Iguarán،  ارماندا Armanta , ريميديوس Remedios. هنا الاسماء تبدوا متشابهة تقريباً بين اناس مختلفين كان من الصعب التفريق بينهم وهذا ما اراده ماركيز ان يقوله بأن طبيعة البشر لا تتغير بتغير الاسماء . عائلة بوينيديا هي مقفلة في دوامة من التكرار . من المهم الانتباه للاسم الكامل للشخصية  ، في بعض الاحيان الاسماء متشابه وليس فيها إلا إختلاف بسيط في الاسم يمكن ملاحظته. خوسيه اوركاديو بوينيديا ، على سبيل المثال ، يختلف جداً عن ابنه خوسيه اوركاديو .
هذه التعريفة الموجزه عن الشخصيات المهمة في الرواية تساعد القاريء العربي أثناء قراءة الرواية والتي تتداخل فيها الاسماء وتتشابه الى حد كبيرة ، بل في بعض الاحيان هناك شخصيتين تحملان نفس الاسم مثلاً اوريليانو ابن سيكوندو اسمه هو خوسيه اوركاديو نفس اسم خوسيه اوركاديو إبن بوينيديا  ، ولحل هذا الاشكال فأن بعض المواقع ( باللغة الانكليزية ) قد استخدمت الترقيم الروماني بتعريف الشخصيات والذي هو لم يستخدمه ماركيز وغير موجود في الرواية لحل هذا الاشكال فظهر خوسيه اوركاديو الثاني( José Arcadio( II . هذه التعريفة الموجزه والتي اعتقد انها مهمة وخصوصاً اثناء قراءة الرواية لأول مرة – وهي متوفرة على الانترنيت  بكثرة في اللغة الانكليزية وفي عدة مواقع ، لكني بحثت عنها في اللغة العربية فلم اجدها لذلك اخذت على عاتقي باعداد وترجمة هذا الموضوع خدمة للقاريء العربي ، و مساهمة مني لذكرى احد كتابي المفضلين ماركيز العظيم . اعتمدت بشكل رئيسي على موقع sparknotes .com في تسلسل الاشخاص .
   هناك في الرواية ستة اجيال ,الجيل السابع ينتهي بوالدة طفل له ذيل خنزير، والذي هو ثمرة لعلاقة سفاح القربى بين والديه ،والتي تربطهما علاقة حب ،حيث إن الام لم تكن سوى عمة الاب ، اوريليانو بابيلونيا الاب وأمارانتا الام ، والتي توفيت بعد وضع الطفل المشوه والذي أكله النمل ، الى هنا تنتهي العائلة التي لم يكتب لها البقاء ، وهناك من يفسر أن ظهور الحب في نهاية الرواية هو من اجل تبديد العزلة والاوهام والهواجس العصبية التي ترمز اليها حياة وقيم إسرة بوينيديا .

الجيل الاول      First Generation
 
عائلة بوينيديا:
 خوسيه اوركاديو بوينيديا  José Arcadio Buendia
اهم شخصيات الرواية ،الزعيم المغامر مكتشف ومؤسس  بوينيديا،  ، هاجر بيونيديا من ريو هاكا Riohacha  ، كولومبيا ،مع زوجته إبنة عمه اورسولا  : التي ارتبط بها في الحقيقة ، حتى الموت ، برباط أشد متانة من الحب : رباط التأنيب المشترك . وإن زواجه من اورسولا كان مقرراً سلفاً قبل مجيئهما الى الدنيا سلفاً / ص٣٠ ). هاجر بوينيديا من قريته الاصلية بسبب قتله برودينثيو اغيلار Prudencio Aguilar برمح ، بعد خسارة الاخير في احد مباريات صراع الديكة وإهانته لبوينيديا بكلمات تمس اورسولا وشرفهاحين قال له : أهنئك . ولنر إذا ما كان هذا الديك سيقدم خدماته أخيراً لأمرأتك/ ص٣٢.سبب هجرة بوينيديا هو تأنيب الضمير والعذاب الذي عاشه هو واورسولا بعد مقتل أكيولار وشبحه الذي كدّر حياتهما معاً ، بعدها يقرر الزوجان ان يغادرا القرية التي كان يعيشان فيها الى ابعد ما يستطيعان ، ويقرران انهما لن يعودا اليها أبداً . هذه الهجرة البعض يعطيها رمزا مشابهاً لنزول آدم من الجنه بسب الخطيئة التي ارتكبها ونزول الانسان الى الارض ، وهذا الموضوع هو نفسه الذي تناوله نجيب محفوظ في اولاد حارتنا ، هناك الكثير من الاحداث والشخصيات تتشابه في الروايتين مثلا شخصية (عرفه ) الذي هو رمز للعلم يلتقي مع بوينيدا في حبه للكيمياء والفضاء والذي  بكل تأكيد إن الاثنين هما رمز للعلم .إنطلق بوينيديا في رحلة إجتياز سلسلة من الجبال مع عدد من اصدقائه : شباب هم وزوجاتهم واطفالهم مثله مدفوعين بحب المغامرة.
   لدى بوينيديا قوة وفضول كبيرين. مندفع بشكل جنوني لمعرفة بواطن الامور ، لديه سعي وهوس انفرادي للمعرفة وخاصة الكيمياء والفضاء  التي يندفع اليهما بشغف وحب يقوده الىى الجنون . يتحدث اللاتينية التي يفهمها القساوسة فقط . زوجته هي اورسولا úrsula Iguarán أولاده  هم : خوسيه اوركاديو ، والعقيد اوريليانو بوينيديا ، وابنته امارانتا Amarata و ريبيكاRebeca Buendía إبنته بالتبني  .
  بوينيديا هو مؤسس ماكوندو ، والتي حلم : بأن مدينة صاخبة تنتصب في ذلك المكان ،جدران بيوتها من المرايا …وان اسمها : ليس له أي معنى على الأطلاق ، غير إنه كان ، في الحلم ، ذا رنين خارق للطبيعة : ماكوندوا. بهذه الجمل المدهشه يرسم لنا ماركيز هذه المدينه التي اسسها عل ضفة نهر حصوي ، تبدو مياهه مثل سيل زجاج متجمد . تفقد البلدة برائتها وعزلتها تدريجياً حينما تبدأ علاقتها مع البلدات المحيطه بها ، يكون قاسمها المشترك الحروب الاهلية التي تجلب العنف والموت بأشكاله المتعدده . الشيء الاخر الذي تعاني منه البلدة ويكتب تأريخها المأساوي هو تعاظم الممارسات والانشطة الاستغلالية والاستبدادية التي تعرض لها مواطنيها من قبل الشركة الامريكية التي تحتكر صناعة الموز ، والذي ولد الاضراب الذي هو الاخر قمع بوحشية من قبل الحكومة وذهب ضحيته الالاف من العمال والمزارعين . تنتهي ماكوندو بخمس سنوات من من المطر المتواصل والفيضانات التي كانت كافية لان تقضي علىيها الى الابد .

اورسولا إغواران Úrsula Iguarán
زوجة خوسيه اوركاديو بوينيديا ،تلعب دوراً لا يقل أهمية عن دور زوجها  إمرأة عنيده وهي الحاكمة في عائلة بوينيديا ، عاشت لاكثر من مئة سنة ،شهدت وفاة أبنائها الثلاثة وعاصرت ولادة معظم أحفادها . قادت العائلة بتمرس لاجل المحافظة عليها . وكانت تتدخل بشكل حاسم بين الحين والاخر.امرأة نشطة عاطفياً وجسدياًواحياناً قاسية الى حد انهاطردت خوزيه اركاديو ابنها وربيكا من البيت عندما ارتبطا بعلاقة محرمة قادتهما الى الزواج بعد ذلك . دائماً تقوم باصلاح بيت بوينيديا لتتنفس العائلة حياة جديدة. لم تعاني اورسولا اي قلق روحي وهذه ميزة لها عن الاخرين .