18 ديسمبر، 2024 8:55 م

الشجن الكربلائي ….

الشجن الكربلائي ….

قراءة تستعيد التوظيف المعرفي للشجن من زاوية الحاجة النفسية للتنوع في المشاعر والعواطف التي تتحرك على هدى العقل مع توفير قدر من الرغبة التي تبقى في حالة أنسجام مع مدركات العقل في كل محطة يستيقظ فيها سؤال يبحث عن الروح التي وجدت من أجل اللقاء والتوحد مثلما وجدت من أجل السفر الذي يستجمع كل معاني المعرفة من حيث العروج في السماء أو الولوج في ألارض فكان العروج والولوج هما السفر الكوني الذي يختصر الشجن الذي يمتلك البشر شيئا منه
في كل مرة تحمل لنا ذكرى الطف حشدا من ألاسئلة تورق ربيعا في نفوس وتصنع خريفا في نفوس أخرى ؟
في كل مرة تحتشد ملايين من الناس تتنوع لغاتهم للآحتفال بأحياء ذكرى ثورة الطف
  فتذكرنا بألاية القرأنية المباركة ” وأختلاف ألسنتكم ”
وفي كل مرة تتشح المدن بالسواد فتذكرنا بشيئ لاينساه بعض العباد
في كل مرة نجد شهرا هو المحرم الذي أخذ تسمية “عاشوراء ”  يكتسح شعبية الشهور لآنه لاينسى ما لرمضان من جذور ولا للتأسيس الرباني في عالم الزمن وصناعته من حضور ” أن عدة الشهور عند الله أثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات وألارض ذلك الدين القيم ”
في كل مرة نسترجع صليل السيوف التي لم تشبع من الجسد المخضب ذلك هو جسد الحسين الذي كان لسان حاله يقول : ” اللهم خذ حتى ترضى ” .
والرضا هنا هو أداء الصلاة في وقتها وأيتاء الزكاة في تمامها ونصابها , وأكمال الصوم وأداء الحج ومناسكه ,  والصبر على المكاره , والجهاد في سبيل الله , والمرابطة حيث تحتشد فلول الباطل وتأتلف جنود الحق ” والله جنود السماوات وألارض ” .
الشجن الكربلائي :
عالمي المدى ….أرضي الميدان ..” ونريد أن نمن على الذين أستضعفوا في ألارض ” ” وألارض وضعها للآنام ” ” أني جاعل في ألارض خليفة ” .
” فنجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ” هو المدى العالمي الذي تاهت فيه ألافهام وخذلت فيه الظنون ” وتظنون بالله الظنونا ” ” وتظنون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ” والقاعدة الحاكمة في مثل هذه الحالات هي :  ” أن بعض الظن أثم ”
والشجن الكربلائي أنساني التواصل : ” لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها ” والعاطفة هنا حنان مستودع في تخوم النفس ألانسانية تظهره عندما تتجلى ومضة المدركات العقلية التي تنتظر فرصة القيادة وتنظيم الهرمونات لتسجيل الموقف وألاداء النافع والمنتج ” أن الذين قالوا ربنا الله ثم أستقاموا  تتنزل عليهم الملائكة أ لآ تخافوا ولا تحزنوا ” .
والشجن الكربلائي حضاري المعنى وألابعاد :
” ألا ترون أن الحق لايعمل به وأن الباطل لايتناهى عنه ” ؟
فحضارية الشيئ بقوامه ألانسانية النافعة ….
وألانسانية تجتهد بالعمل ” وعلمت أن عملي لايقوم به أحد غيري فأجتهدت ؟
وألانسانية تتواصل بالرحمة والمودة ” وجعلنا بينكم مودة ورحمة ”
وألانسانية نسب ومصاهرة حتى يبقى مشروع ألاسرة والعائلة مثمرا ” وجعلناه نسبا وصهرا ” .
وألانسانية الحضارية عمل يتطلع الى قبول الرب الخالق والرسول الشاهد القائد والمؤمنين شركاء المسيرة في تنميتها البشرية  ” وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ”  .
وألانسانية الحضارية : ألتزام عماده الخلق ” وأنك لعلى خلق عظيم ” و ” فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضا غليظ القلب لآنفضوا من حولك ”
الشجن الكربلائي : يمتلك خصوبة ونماء في كل زوايا النفس البشرية ذات المراتب التي تبدأ :-
1-   باللوامة
2-    الراضية
3-    المرضية
4-    المطمئنة
ولذلك يكون سفره أمنا بوسائله ” العمل والتوبة والشفاعة ” وبحضوره ” وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ” وبمحطاته ” الله يتوفى ألانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل ألاخرى الى أجل مسمى ”
الشجن الكربلائي : هو سيد الشجن عندما يخلو من :-
1-   المبالغة
2-    الغلو
3-    الرياء
فالشجن الكربلائي : يبدأ أرضيا بشريا ” فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش للله ماهذا بشرا أن هو ألا ملك كريم ” – 31- سورة يوسف –
ولكنه لايختلط مع ألحان أهل الفسوق والخنا ولا يستعين بأعوادهم وأوتارهم المضللة , ولايحول صناعة الصوت الى غنج ماكر وكيد عاثر يوصل الى اللهو الفاجر والعشق الغادر ” وقال نسوة في المدينة أمرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا أنا لنراها في ضلال مبين ” – 30 – يوسف –
الشجن الكربلائي يستعين بالصوت الرخيم ” ورتلوا القرأن ترتيلا ” ويعرف معنى المنكر من ألاصوات في المضمون وألاداء ” أن أنكر ألاصوات لصوت الحمير ”
ويلتزم بوصايا الرب الرحيم ” وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ” .
الشجن الكربلائي : يستجمع المشاهد التي تستحضر وتحفز دمع العيون في كل من:-
1-   سفر المنايا ” القوم يسيرون والمنايا تسير معهم ”
2-   تساؤلات المعترضين للموكب الذي يقوده الحسين من المدينة مرورا بمكة والى العراق وهم كل من :-
أ‌-       عبدالله بن عمر بن الخطاب “رض ” الذي قال للحسين : أني سمعت رسول الله “ص” يقول : أن أبني هذا يقتل بشط الفرات ؟ محاولا بذلك ثني الحسين ليتراجع ؟ فقال له الحسين : ياعبدالله هذا مما يوجب علي الخروج والمسير الى حيث أرادني الله ورسوله أن أقتل ؟ ” وفات عبد الله بن عمر قول رسول الله عن أهل بيت النبوة :” لاتتخلفوا عنهم فتندموا ” 
ب‌-  عبد الله بن عباس : وهو الذي يسمى بحبر ألامة : لم يكن يريد للحسين أن يخرج الى الكوفة لمعرفته بأن الشجن أت , ولكنه لم يستحضر معاني الشجن كما يستحضره المعصوم  وفاته قول رسول الله “ص” :  ” لاتعلموهم فأنهم معلمون ” .
ت‌-  الشاعر الفرزدق وهو صاحب القصيدة التي يمدح بها علي بن الحسين ” السجاد ” الذي أنزاح له الناس عندما أراد أن يقترب من الحجر ألاسود في الطواف حول البيت الحرام مما جعل هشام بن عبد الملك يقول مستغربا : من هذا الذي تدافعت عنه الحجيج ؟ فأجابه الفرزدق شعرا حيث قال :
ياسائلي أين حل الجود والكرم
              عندي جواب أذا طلابه قدموا ؟
والشاعر الفرزدق هو الذي سأله ألامام الحسين عن أهل العراق قائلا له : كيف تركت الناس من ورائك ؟
فقال مقولة تستدر الشجن : قلوبهم معك وسيوفهم عليك ؟ 
الشجن الكربلائي : تحركه :-
1-   التراب الذي حمله جبرئيل من أرض كربلاء ليعطيها لرسول الله محمد بن عبدالله خاتم ألانبياء والمرسلين لتحظى أم سلمة بأمانة تلك الوديعة حتى كانت وقعة الطف ؟
2-   طلب الوليد والي المدينة من قبل معاوية والذي أصبح واليا ليزيد بن معاوية , الذي أمره أن يأخذ البيعة من الحسين بن علي بن أبي طالب وهو كما جاء في الصلح الذي وقعه ألامام الحسن مع معاوية أن تكون البيعة من بعده للحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام , فقال الحسين كلمته المشهورة : مثلي لايبايع مثله ” ؟
3-   أشتمال الركب الذي أصطحبه الحسين الى كوفة العراق والذي أنتهى به المطاف الى أرض كربلاء وكان الركب مشتملا على كل من :-
أ‌-       النساء
ب‌-  الرضع
ت‌-  ألاطفال
ث‌-  المرضى ” علي بن الحسين زين العابدين السجاد ”
ج‌-   الرجال وهم من الشباب والكهول والشيوخ ومنهم من كان من صحابة رسول الله “ص”
4-   وجعجعة جنود بن مرجانة  لموكب الحسين . 
5-    تحول الحر الرياحي من جيش يزيد بن معاوية الى معسكر الحسين بن علي بن أبي طالب في موقف دراماتيكي يستدر كامن الدمع ويصنع لواجع الشجن .
6-    وضع المكائد والحيل في وجه سفير الحسين مسلم بن عقيل مع أشاعة الرعب والخوف بين صفوف أهل الكوفة حتى لايكون لمسلم بن عقيل أعوان وأنصار .
7-   وبعد تلك المكيدة حوصر مسلم بن عقيل في بيت المؤمنة المناصرة لآهل البيت ” طوعة ” وبعد مواجهة شجاعة أقتيد الى قصر ألامارة وقطع رأسه ؟
8-   تجمع جيش الحفاة الجفاة حول معسكر الحسين بن على بن أبي طالب كل يطمع بجائزة بن زياد فحالوا بينه وبين الماء وقطع الماء بداية الشجن الكربلائي ؟
9-   وقوف الحسين ليلة العاشر من محرم خطيبا في صحبه وأنصاره قائلا لهم : أن القوم يريدونني , أما أنتم فهذا الليل أتخذوه جملا ؟ فقالوا بصوت واحد : لا والله ألا أن نواسيك بأرواحنا ونفديك بأجسادنا وهذا مما يستدر الشجن ويجعل من كربلاء شجنا لامثيل له ؟
10-          قيام الحسين مصليا ظهر يوم العاشر من محرم في أرض المعركة يجعل للشجن الكربلائي أجر المجاهدين المتقين والمحتسبين للله ؟
11-           السهم الذي قطع نحر عبدالله الرضيع هو شجن دونه كل شجن ؟
12-          نزول أهل بيت الحسين وأصحابه الى المعركة واحدا واحدا هوالشجن المستمر مع جولة كل واحد منهم والذي سجله مقتل أبي مخنف
13-          قطع كفي العباس بن علي بن أبي طالب وهو يهم بملئ قربة الماء للعطاشى من ألاطفال هو شجن لاتهدأ له المشاعر .
14-          وفاء العباس بن علي بن أبي طالب لآخيه الحسين بن علي بن أبي طالب هو ملحمة الوفاء التي تصنع شجنا خالدا تستطيبه النفوس التي تعرف خالقها وتعرف من يضحي من أجله .
15-          قطع رأس الحسين بن علي بن أبي طالب بطل كربلاء بعد أن أعياه نزف الدماء بسهام القوم الذين غضب الله عليهم ومأواهم جهنم وبس المصير  وهم من علوج أوباش بني أمية .
16-          حمل رأس الحسين على قناة يدورون بها على من الكوفة الى دمشق مرورا ببصرى الشام التي حن راهبها لهيبة الرأس الشريف والنسب النبوي المنيف فأستضافها ليلة بعد أن أعطى دريهمات لحملة الرأس من جناة القوم الطامعين بهدايا يزيد بن معاوية شارب الخمر المتجاهر بالفسق الذي كان يقول :-
لعبت هاشم بالملك فلا …. خبر جاء ولا وحي نزل ؟
17-          دخول علي بن الحسين أسيرا على يزيد بن معاوية في قصره في دمشق ودخول زينب بنت علي بن أبي طالب والحرار من أل أبي طالب وهن سبايا أل زياد وأل سفيان هو شجن تطول حسرته , وهو ما أعتبره علي بن الحسين من أكثر وأشد المواقف وطأة على نفسه ؟
18-          قيام زينب بنت علي بن أبي طالب خطيبة في مجلس يزيد بن معاوية وهي أسيرة مسبية وهو في غطرسته وشماتته التي تنتصر لقتلى المشركين في معركة بدر وأحد حيث يقول مفتخرا :-
ليت أشياخي ببدر علموا ….. جزع الخزرج  من وقع ألاسل ؟
19-          وتكتمل صورة الشجن الكربلائي المنفتح على أستحضار لوعة كل نفس وقلب يتحرك للشجن حيث يكون موقف أم البنين وهي أم العباس ” فاطمة الكلابية ” حيث جسدت روعة الوفاء وقمته عندما دخل ناعي قتلى كربلاء الى مدينة رسول الله وهو يقول : –
يا أهل يثرب لامقام لكم بها …. قتل الحسين فأدمعي مدرار ؟
فقالت أم البنين للناعي : كيف حال الحسين ؟
قال : عظم الله لك ألاجر بأولادك ؟
قالت ما سألتك عن أولادي ؟
قال : عظم الله لك ألاجر بالعباس ؟ فأرتخى رداؤها
وقالت : ما سألتك عن العباس ؟
قال : عظم الله لك ألاجر بأبي عبد الله الحسين , فولولت وأغمي عليها ؟
ومما يزيد لواعج الشجن الكربلائي في صورته الممتدة الى يوم لاريب فيه يوم يجمع الناس حيث تكون زلزلة الساعة شيئا عظيما وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد , حيث ينادى على فاطمة بنت محمد بن عبد الله خاتم ألانبياء والمرسلين ويقال لها : أطلبي ماذا تريدين ؟
فتقول : يارب أريد الكفين القطيعين ماذنبهما ؟ وقد ظن الناس أنها ستطالب برأس الحسين المقطوع في كربلاء ؟ وهذا هو الوفاء الذي ترد به فاطمة أم أبيها الكوثر ألانسية الى أم البنين التي لم تسأل عن أبنائها الشهداء في كربلاء وأنما سألت عن الحسين ؟ وفاء بوفاء من نفوس زكية طابت حلا ومحلا ؟
هذه هي ألاطروحة ألانسانية التي صنعت الشجن الكربلائي فحركت عواطف ومشاعر بعض النصارى فكتبوا شعرا ونثرا مما تعتز به المؤلفات وتحتفظ به المكتبات , ثم كان للصابئة شجنا مع الحسين فهؤلاء المندائيون في العراق من أهل البصرة والناصرية وبقية مدن العراق يحتفلون حزنا بعاشوراء ويقيمون موائد الطعام , وهؤلاء نصارى العراق عندما يصادف عاشوراء مع أعياد الميلاد المجيدة يوقفون شعارات الفرح بأعياد المسيح بن مريم أحتراما لذكرى عاشوراء ومن يعظمها من أخوانهم من أهل العراق ؟
ثم ينتقل الشجن الكربلائي الى ديوان الشعر في كل العصور ولكن العصر الحديث يسجل روائعه فكانت قصيدة ” فداء لمثواك ” لمحمد مهدي الجواهري التي قال فيها :-
فداء لمثواك من مضجع … تنور بألابلج ألاروع
بأعبق من نفحات الجنان … روحا ومن مسكها أضوع
ورعيا ليومك يوم الطفوف … وسقيا لآرضك من مصرع
ثم يقول زيادة في الشجن الشعري :
شممت ثراك فهب النسيم … نسيم الكرامة من بلقع
وعفرت خدي بحيث أستراح … خد تفرى ولم يضرع
وحيث سنابك خيل الطغاة … جالت عليه ولم يخشع
وخلت وقد طارت الذكريات … بروحي الى عالم أرفع
وطفت بقبرك طوف الخيال … بصومعة الملهم المبدع
كأن يدا من وراء الضريح … حمراء مبتورة ألاصبع
ثم يقول في خاتمة لم توقف الشجن الشعري ألا توقدا :-
فيأبن البتول وحسبي بها … ضمانا على كل ما أدعي
ويأبن البطين بلا بطنة …. وياأبن الفتى الحاسر ألانزع
وياغصن هاشم لم ينفتح … بأزهر منك ولم يفرع
وياواصلا من نشيد الخلود … ختام القصيدة بالمطلع ؟
ويشارك بالشجن الشعري الكربلائي الدكتور الشيخ أحمد الوائلي عميد المنبر الحسيني حيث يقول في قصيدته ” ياسيد الشهداء ” :-
أيها الرملة التي حضنت … جسم الحسين ولفعته رداء
بلغي عني السلام حسينا … وأحمليني أستغاثة ونداء
وأسكبيني دمعا على رملك … ألاسمر يجري محبة وولاء
ياحسينا يامن شدوت به … صبحا وناجيته بوجدي مساء
لك مني رسالة من أنين … في تضاعيفه سكبت الرجاء
ثم يسجل الشجن الكربلائي شعرا بدر شاكر السياب في قصيدته ” رسالة الى يزيد ” حيث يقول :-
أرم السماء بنظرة أستهزاء … وأجعل شرابك من دم ألاشلاء
وأسحق بظلك كل عرض ناصع .. وأبح لنعلك أعظم الضعفاء
وأملآ سراجك أن تقضى زيته … مما تدر نواضب ألاثداء
وأسدر بغيك يايزيد فقد ثوى … عنك الحسين ممزق ألاحشاء
قم فأسمع أسمك وهو يغدو سبة … وأنظر لمجدك وهو محض هباء
الى أن يتذكر زينب فيقول :-
تلك أبنة الزهراء ولهي راعها … حلم ألم بها مع الظلماء
تنبي أخاها وهي تخفي وجهها … ذعرا وتلوي الجيد من أعياء
ذكرى ألمت فأقشعرلهولها … قلبي وثار وزلزلت أعضائي
وأستقطرت عيني الدموع ورنقت … فيها بقايا دمعة خرساء
يطفو ويرسب في خيالي دونها … ظل أرق من الجناح النائي
حيران في قعر الجحيم معلق … مابين السنة اللظى الحمراء
ثم يمتد الشجن الكربلائي جاعلا من هلال عاشوراء رمزا للحزن حيث يقول شاعر الشجن الكربلائي قائلا :-
ياهلالا صار للحزن هلالا ” ؟
ويقول كاتب هذه السطور :- 
” ياحامل النعش مهلا بالذي فيه … حر الرمال وجرح السهم يؤذيه ؟
ويقول :-
رفضت أن أكفكف الدموع .. وفي فمي قصائد لاتعرف الممنوع
الفكر في هواجسي …… هو الصدى المسموع
والحبر في دفاتري .. يعشقه المطبوع ؟ 
ويقول الشاعر الحلي محمد عبد المحسن شعابث :
قمر هوى فبكت عليه ألانجم ”
ويقول الشعر الشعبي صاحب الديوان الضخم في الشجن الكربلائي :
” يامحلى الوداع بهل المسية … بين الفاطمي والفاطمية ؟
ويختزن الشجن الكربلائي الشاعر أحمد مطر حيث يقول : –
أنا ضد أمريكا الى أن تنقضي … هذي الحياة ويوضع الميزان ؟
أنا ضدها حتى وأن رق الحصى … يوما وسال الجلمد الصوان ؟
بغضي لآمريكا لو ألاكوان … ضمت بعضه لآنهارت ألاكوان ؟
ويبقى الشجن الكربلائي محطة تهرع اليها مراجل الغضب عندما تعتمل في صدور الناس من الشباب والكهول والشيوخ رجالا ونساء حتى لاتسد عليها منافذ الحرية وتستفرغ من الوهج المضيئ لجنبات النفس مما يجعلها تدخل في كهوف الظلام حيث تحل وحشية ألاباحية وهي تسترخص أثمان ألاباحية التي تستحل الحرمات فتصبح المثلية بديلا عن السكن المستودع بالمودة والرحمة , وتصبح الدعارة شعارا للذة البهيمية من فريق ألانعام الذين تتوزعهم ” ألايمو ” و ” البريكية ” و ” حفلات مايسمى بملكات الجمال ” برعاية يهودية بأسم ” أدول ستار ” و ” ستار أكاديمي ” وبرامج ” ياهو ” وكوكل ” وأخيرا ” فايبر ” المتغلغلة في مايسمى بالتواصل ألاجتماعي ”
والشجن الكربلائي هو تحصين من كل ذلك , ولذلك يستحق الرعاية وألاهتمام بعد تصفيته من شوائب الغلو والمبالغة .
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]