نظره ثاقبه ورؤية دقيقة تدل على المعرفة والبعد العلمي والنتاج الرائد في معرفة وتشخيص امور كثيرة ،أولها العالم الحقيقي المتقن للعلوم الدينية والذي يثبت جدارته في ان يكون مرجعاً للأمة وقائدها لا في خطاب معين او موقف معين بل في جميع المواقف السياسية ،والدينية ،والعلمية سواء في مجال الفقه والأصول او في مجال التفسير والعقائد وهذا ما أثبته المرجع الصرخي في بحثه الموسوم (الدولة المارقة…في عصر الظهور …منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم وفي بحوث أخرى تناولها مبيناً التحقيق والتدقيق وفق مبدأ الأنصاف وبعيداً عن العصبية والجاهلية والعاطفةقائلاً في تفسير الشجرة الطيبة ((أيها المارقة كيف تؤتي الشجرة أكلها كل حين ؟!!
قال سبحانه وتعالى {{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴿24﴾ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿25﴾ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ﴿26﴾ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴿27﴾}}إبراهيم
تفسير ابن كثير: الظاهر من السياق أن المؤمن مثله كمثل شجرة، لا يزال يوجد منها ثمرة في كل وقت، من صيف أو شتاء أو ليل أو نهار، كذلك المؤمن لا يزال يرفع له عمل صالح آناء الليل وأطراف النهار في كل وقت وحين { بإذن ربها} أي كاملاً حسناً كثيراً طيباً مباركاً…}}
أقول : أولًا … ثانيًا … ثالثا: كيف تؤتي الشجرة اكلها كل حين؟!! وهل توجد على وجه الأرض شجرة تعطي ثمارها في كل الفصول والشهور والأيام والساعات بل والدقائق واللحظات في كل الأزمان وفي كل بلد ومكان ؟!!
اذاً ماذا بقي ليكون التفسير الحقيقي لهذه الايآت الكريمة الا ان يكون هناك مخرج حقيقي مبني على رؤية صحيحة واقعية ،ونعود الى أهل التفسير ومنبع الاصالة والسلف الصالح للنبي الاكرم محمد (صل الله عليه واله) ويكون ذلك كما ورد في كتاب الكافي (عن الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير الآية (كشجرة طيّبة أصلها ثابت وفرعها في السّماء) قال: “رسول الله أصلها وأمير المؤمنين فرعها، والأئمّة من ذرّيتهما أغصانها، وعلم الأئمّة ثمرها، وشيعتهم المؤمنون ورقها، هل فيها فضل؟” (أي هل يبقى شيء) قال قلت: لا والله، قال: “والله إنّ المؤمن ليولد فتورق ورقة فيها، وإنّ المؤمن ليموت فتسقط ورقة منها”(4).
وعنه أيضاً (عليه السلام) حينما سأله سائل عن معنى الآية (تؤتي اُكلها كلّ حين بإذن ربّها) قال: “ذاك علم الأئمّة يأتيكم كلّ عام من كلّ المناطق”(5