نشرت جريدة المصدر في عددها الصادر يوم الاثنين 27/5/2013 وعلى صفحتها التاسعة مقالاً للكاتب محمد عبدالجبار الشبوط بعنوان (الصلاة الموحدة) تطرق فيه إلى الصلاة الموحدة التي دعا لها دولة رئيس الوزراء، ومما اثار إستغرابي في هذا المقال قول الاستاذ الشبوط (لم ار في حياتي شخصين يصليان معاً، احدهما بذراعين مسبولتين والآخر مكتفتين، احدهما يضع جبهته على التربة والآخر يصلي بدونها، الخطيب سني والإمام شيعي، والمصلون خليط من المذهبين) هذا نص بداية ما افتتح به المقال، وهو يقصد بالطبع إن دعوة رئيس الوزراء للصلاة الموحدة هي التي جعلته يرى هكذا منظر، وبذلك وضع نفسه – وهو الكاتب الكبير والشخصية الإعلامية – في خانة مزوري الحقائق، ولم أكن اتصور ان تصل درجة التملق للسلطة إلى تزوير الحقائق من قبل الشخصيات الإعلامية من امثال الأستاذ الشبوط ! الذي فاته وهو مبهور بوهج السلطة وأسير لأغراءاتها إن ضوء الشمس لايحجب بغربال . ولذلك اقول للأستاذ محمد عبد الجبار الشبوط إنك لم تكن موفقاً ولا منصفاً في مقالك هذا، ولايليق بك- وانت بهذا العمر- أن تنزلق إلى هذا المنزلق، فالتاريخ لا يرحم المصفقين للحكام والمتزلفين لهم على حساب الحق، ولا أحسبك غافلاً عن دعوة السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره) إلى الصلاة الموحدة في ذلك الزمن المرعب قبل دخول الاحتلال إلى العراق وسار على نهجه وريثهُ السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) فكان أول من دعا إلى صلاة موحدة بعد دخول قوات الاحتلال، وقد حضرت شخصياً وكنت شاهداً على هذه الصلاة في جامع ابي حنيفة عام 2005 اي قبل دعوة رئيس الوزراء بثمانية اعوام!! فان كنت لاتدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة اعظم. ثم إذا كانت الصلاة الموحدة فيها فوائد كثيرة كما ذكرت – وهي كذلك – فلماذا لم تكتب عنها وتشير إلى هذه الفوائد عندما سبق التيار الصدري الجميع إلى الدعوة إليها واقامتها؟! والمفارقة إن هذه السابقة لم تكن الوحيدة فقد توالت دعوات سماحة السيد مقتدى الصدر للصلاة الموحدة من اجل تفويت الفرصة على اعداء العراق ونبذ الفرقة وتوحيد الكلمة وكانت آخر صلاة في جامع الكيلاني وبحضور سماحة السيد شخصياً، وحينها شنت الاقلام الحزبية وابواق السلطة هجمة شرسة على التيار الصدري وقيادته وألصقت به تهماً ما انزل الله بها من سلطان حتى وصلت إلى الخروج من صف التشيع!! فان لم تعلم بالصلاة فمن المؤكد انك قرأت ماكتب عنها وما وصف بسببها التيار الصدري خصوصاً وأنت إعلامي ومقرب من أزلام السلطة. إنني أرى من المعيب على شخصية مثل الشبوط ان يتغافل متعمداً مواقف الشخصيات الوطنية التي كان لها قدم السبق في الدعوة للوحدة الوطنية، وينسب ذلك إلى دولة رئيس الوزراء فيقول (وهذه تجربة جيدة ومفيدة ورائدة) وهو يعلم علم اليقين انه قد سبقهُ غيره لمثل هذه الريادة. ان من حق السيد الشبوط ان يمتدح رئيس الوزراء لأنه يعمل في مؤسسة إعلامية (حكومية بامتياز) وهي شبكة الإعلام العراقي ولكن ليس من خلال تزوير الحقائق وبخس الناس اشياءهم ولا من خلال نسب الفضائل زوراً، ما هكذا تورد يا (شبوط ) الأبل!