انفجرت سيارة مفخخة صباح هذا اليوم، مخلفة عدد من الشهداء والجرحى، كما انفجرت عبوة لاصقة أخرى في مكان اخر، هذا ماا عتدنا سماعه في نشرة الاخبار، ووسائل الاعلام اذ احتلت المشاهد الدموية والصراعات السياسية اغلب الصورة، لذلك ترسخت في الاذهان صورة سوداء قاتمة للمشهد، وكأن العراق ماهو الا محرقة بشرية كبيرة!
لا توجد به ملامح للحياة الطبيعية، لكن للصورة زاوية اخرى، ربما تتغافل الكاميرا احيانا عن نقله، زاوية ملونة بلون اخضر يسر الناظرين، ويبث الامل بالنفوس من جديد، انه المستطيل الاخضر الذي احتضن اساطير الكرة العراقية، الذين تألقوا في تسعينات القرن الماضي .
تكاد تكون الكرة، هي الراعي الرسمي والوحيد لابتسامة الشعب العراقي، وهذه المستديرة الصغيرة قادرة ان تجلس الجميع حولها، دون ان يسأل احدهم الاخر عن مذهبه او طائفته، لانها تصيبهم بحمى الفرح، فتتعالى اصواتهم ويتبادلون القبل والعناق، في كل مرة تزور الشبكة بها!
كما اننا لايمكن ان ننسى، تلك الجهود الواضحة، التي اعادت البهجة للجماهير العراقية، المتمثلة بوزارة الشباب وعلى راسها عبطان، الذي تألق بالانجازات المتلاحقة، ليقول لنا ان هناك من يعمل بجد في الخفاء، لتجلى هذا العمل المتواصل بهذا الانجاز والعرس الذي شهدناه، والذي اسعد قلوب جماهير كانت متعطشة لمثل هكذا مباراة، فشكرا عبطان على الفرحة التي اهديتنا اياها، واتمنى ان يكون لنا عبطان أخر، في تشكيلة الحكومة العراقية ليهدي لنا فرحة في مجال اخر!
فما احوجنا اليوم لنبصر بصيص ضوء، في نهاية الدهليز المظلم للاداء الحكومي المتعاقب، شكرا لابطالنا الذين لا يشيخون ابدا، ولا يشحون علينا بالفرح، ان المستطيل الاخضر والمستديرة الصغيرة، يعلنان عن بدء موسم جديد من الانتصارات الكروية القادمة، التي لطالما كان بانتظارها الجمهور العراقي، بشغف كبير، فلم يعد هناك من دواعي تستوجب الحظر على ملاعبنا بعد هذا الاداء الاكثر من رائع، وتلك الجهود المبذولة من وزارة الشباب ووزارة الداخلية بتأمين الاجواء المناسبة، ﻷقامة المباريات.
فمرحبا برقص الشباك من جديد وهي تحتضن تلك المستديرة الصغيرة التي تشعل القلوب فرحآ!