22 ديسمبر، 2024 7:22 م

الشباب هم من يرسم الخارطة السياسية القادمة

الشباب هم من يرسم الخارطة السياسية القادمة

تُقاس ثروات الامم بما تمتلك ارفع تلك الامم من شباب، فأوربا رغم انها مثالاً يُضرب لمعنى التطور والحداثة الا انها تُسمى بالقارة العجوز نسبةً الى عدد الشباب فيها، فهم يشكلون الاقلية بين الفئات العمرية في القارة .

يعد الشباب هم الثروة الحقيقية والطاقة الكامنة لكل مجتمع، فمتى ما زاد الشباب تفجرت تلك الطاقة، وتفجر معها العمل والابداع، وارتقت تلك الامة هرم التطور والحداثة.

الشباب هم عصب وروح العمل والمادة الاولية لكل نتاج، وبناة الحاضر والمستقبل، فمتى ما اخذوا دورهم بالحياة ومارسوا عملهم بصورة صحيحة، ونالوا الرعاية الكافية من الدولة، وصلت طاقتهم ذروتها وتقدم البلد على كافة الاصعدة.

لا يمكن ان نستثمر تلك الطاقات من دون ان نوجهها بالشكل وبالاتجاة الصحيح، اخذين بنظر الاعتبار احتياجات تلك الطبقة وتطلعاتها ومتطلباتها، خصوصا ً بعد ما حصل من انفتاح كبير للمجتمع بعد 2003 على العالم الخارجي، والتعاطي مع التطور والعصرنة، صار الشباب منا اليوم مطلعين على كل ما يدور في العالم، مدركين القيمة الحقيقة لمرحلتهم العمرية وكيف انها قادرة على إحداث التغيير في انظمة حكم، منها من كان مستبدا ًوجاثما ً لعقود من الزمن على صدر شعبه .
قادرين على ادارة وتوجيه كل حركة نهضوية قادرة على رفع البلد والتحاقه بمصافي الكبار، مدركين جيدا ً التغير الحاصل في الانظمة السياسية في الغرب كان “فرنسا وكندا” او في دول الجوار “السعودية وقطر” ما جاء الا من اهمية دور الشباب في صنع القرار السياسي ولعب الدور الاساسي والمهم في مسك زمام السلطة.

يوصف المجتمع العراقي بأنه مجتمع شاب، تعد نسبة الشباب هي النسبة الاعلى بين فئات المجتمع العمرية، حسب اخر احصائيات وزارة التخطيط و وزارة الشباب والرياضة .
وهذا يتطلب ان نتأمل قليلا ً ونفكر، هل الشباب في العراق اخذوا دورهم الحقيقي؟
هل الشباب اخذوا فرص تتناسب مع حجمهم الطبيعي في المجتمع وامكانياتهم؟
ما نراه اليوم هي قرارات خجولة ومواقف لا تكاد تذكر من السلطات المسؤولة “التشريعية والتنفيذية” لا تتناسب ابدا ً مع التمثيل الحقيقي للشباب، بالاضافة الى الطبقة السياسة الكهلة والتي لا تريد ان تدرك حقيقة ان دورهم انتهى، وانهم يحكمون مجتمع نسبة ثلثيه لا تعرفهم ولا تعرف ماضيهم وما يحمل من جهاد ومعارضة ومقارعة النظام البائد، رغم ادراك الشباب لهذه الحقائق وضرورة حفضها و رد الجميل، الا ان الكهل لا يستطيع قيادة الشباب؛ لعدم ادراكه احتياجاته وطريقة تفكيره، وحتى ادنى متطلباته البسيطة.

من يعي ذلك فقد ادرك نفسه، ومن لا يدرك ذلك كتب بيده نهاية فصول انتحاره السياسي، وما كان من خطوة السيد عمار الحكيم الا تدارك للوضع وقراءة جيدة للساحة السياسية و واقع المجتمع؛ بتشكيله تيار الحكمة الوطني والذي يضم بغالبيته قيادات شابة وطاقات يافعة مفعمة بالامل والحياة، مطعما ً اياه بقيادات كبيرة ذات باع طويل في السياسة، مخرجا ً توليفة منسجمة من الشباب والمخضرمين، مخططا ً لهم عبر تياره منهجاً وطريقا ً يتبوؤن منه مستقبلا ً مراكز قيادية في كل مفاصل الدولة، ايمانا ً منه ان الشباب هم بذرة الامل والعطاء.
قد يحذوا غيره من السياسين والاحزاب في نفس نمط التغيير وقراءة الشارع “وهذا ما نتمناه” لان التركة ثقيلة والاخطاء تراكمية مشتركة تحتاج مشاركة الجميع في التصحيح والتقويم بشريطة صدق النوايا .