واحدٌ من الاتجاهات الرئيسية التي شقت طريقها في غالبية البلدان والمجتمعات هو العمل مع الشباب لأنهم عنفوان الحياة وهم القادرون على تغيير كفة الموازين و لهم دور عظيم وأساسي في النهوض بأي مجتمع أو دولة ولا يقتصر ذلك الدور على مجال معين بل يتشعب في جميع مجالات الحياة سواء الاجتماعية أو السياسية أو الثقافية أو الاقتصادية وغيرها ومشاركتهم في الخطط التعليمية عند وضع المناهج الدراسية والتعليمية بالطرق الحديثة التي تتماشى مع متطلبات العصر وما يحدث بالعالم من تطورات، حيث ان الشباب لهم أهمية كبيرة وهذه الفترة يبدأ فيها الإنسان باكتساب شخصيته المتفردة بناء على كل ما قد اكتسبه من مهارات وامكانيات وأفكار وعلاقات اجتماعية وسمات تساهم بشكل كبير في تشكيل شكل مستقبلهم وحياتهم ، الشباب يمثلون قوة هائلة تستطيع من خلالها المجتمعات أن تحارب تفشي الفساد بها، لانهم العدد الأكبر والقوة البدنية والعقلية والفكرية الأهم التي إذا تم إعدادها بشكل سليم تستطيع محاربة كل أشكال الفساد والنهوض بالمجتمع إلى صورة أكثر رقيًا وثقافة ، فأعظم ثروات الشعوب في طاقات أبنائها، وسيرة المجتمعات العظيمة تتلخص في حياة عظمائها، وبمراجعة سريعة لعظماء وقادة الشعوب والأوطان نكتشف أنهم كانوا شبابا.. ويمكن الاعتماد على الطرق التالية التي يمكن من خلاله جذب الشباب ليكونوا فاعلين في المجتمع:-
الاهتمام بالكوادر والمتفوقون في مجالات التعليم والعمل المختلفة ومنهم المساعدات والمنح الثقافية والعلمية وتقديم المساعدات المعنوية والمادية لإقام المشروعات الشبابية الجيدة، وتكريم جهودهم بصورة لائقة مما يشجعهم على تقديم ما هو أفضل وأكثر تطورًا و توفير روح من التفاهم والترابط بين الحكومات المختلفة وشعبها وبشكل خاص الشباب حتى لا تتوفر فرصة العابثين باستغلال الشباب في الإيقاع بمجتمعاتهم واستغلالهم ضدها ، اعطائهم الوقت بإيضاح أفكارهم واقتراحاتهم والاستماع لها بجدية ومرونة،عدم إهمال تلك ألافكار والمشروعات الشبابية والعمل على تنفيذها على أرض الواقع بعد دراستها بشكل جدي و إقامة المؤتمرات والاجتماعات لاستقبال أفكار الشباب ومشروعاتهم المقترحة للتنفيذ ومناقشتها معهم لبيان السلبيات والايجابيات التي تحتوي أفكارهم بتطبيق الديمقراطية وإيجاد المناخ المناسب للعمل والتفكير وإقامة المشروعات، العمل المشترك والمتصل بين كافة المؤسسات لتحقيق أفضل نتائج في كافة مجالات المجتمع ،، تشجيع المبادرات والمقترحات التي يقوم الشباب بتقديمها بهدف التطوير والتنمية المجتمعية ،
إذًا الشباب هم عماد أي بناء ارتفع وعلا شأنه ، فلو صلُح حال الشباب ضمنا تجدد الحركة في الحياة، أما إذا غُيّب الشباب في غياهب الشبهات والشهوات والتفاهات فقل على الدنيا السلامة، والمقصود بالشباب هم النساء والرجال على حدٍّ سواء، فالمرأة هي الجسر القادر على احتمال ضغوطات الحياة المختلفة ومن ثم إيصال الجميع إلى بر الأمان، و لانهم الأكثر طموحاً في المجتمع، لعملية التغيير والتقدم لديهم غاية ولا تقف عند حدود معينة وتطوعهم في ميدان الحياة المختلفة يُسهم كثيرًا في بناء المستقبل المشرق الذي يرغب به أرباب المجتمع ورؤوسه، وهذا كله يصب في خدمة الوطن، ولا يجب أن يُغفل كذلك دورهم ا التطوعي في نشر الثقافة والتعليم وتبادل الأفكار الخلاقة وصنع المشاريع الصغيرة ومحاولة تضافر الجهود بين بعضها للوصول إلى عمل لائق بديع، وإن كان ذلك كله يصب في مصلحة العامة، لكن لا يُمكن التغافل أبدًا عن أنَّ ذلك من شأنه أن يرفع سوية الفرد ويصقل مهاراته الشخصية ويعلمه الاعتماد على ذاته وخلق جوّ من التعاون والإحساس بالمسؤولية الكبيرة تجاه الوطن بأكمله وتجاه المجتمع وتجاه الفرد.
ان اية مجموعات سياسية و المنظمات المهنية أو أية مجموعة تسعى للتغيير السياسي أو الاجتماعي يجب أن تضع في سلم أولوياتها استقطاب تلك الطاقات الشبابية الواعدة وهم قوة اجتماعية هامة بصفتهم قطاعاً اجتماعياً رئيسياً في المجتمع، وكسب هذا القطاع من قبل صانعي القرار والسياسيين يعني كسب معركة التغيير، وهنالك الكثير من الأمثلة الدالة على هذه المعادلة، وتوظيف هذه الطاقات باتجاه أهدافها المحدد ، وخلق الطاقات والعمل معهم على أساس تخصصات وحسب رغبتهم ، في إكتسابها المهارات، والخبرات العلمية والعملية، و من خلاله يتم صقل مواهبهم الشخصية وتأهيلها التأهيل المطلوب لضمان اعدادهم بشكل سليم مع واخبار عن عن المستجدات، وخلق قادة لبناء المستقبل في مختلف الميادين المجتمعية، بعد ان وضعت امامها هوة واسعة كانت ولا زالت قائمة بينهم في البلدان المتقدمة و في البلدان الفقيرة والنامي.
وتقف العوامل الاقتصادية في مقدمة الأسباب التي تعيقها وغياب البرامج و الخطط الكافية للتأهيل والتنشئة والتربية ، إضافة إلى أسباب داخلية تتعلق بالموروث العقائدي والاجتماعي وطبيعة القيم والعادات والتقاليد، وتركيبة المجتمع والعائلة ومستوى الانفتاح الاجتماعي، وطبيعة النظم السياسية القائمة، حيث تظافرت كل تلك العوامل تحد من دور الشباب في البلدان الفقيرة وتفاقم الأزمات المستشرية في أوساط الشباب: كالبطالة، وسوء العناية الصحية، وتدني المستوى المعيشي، ونقص المؤسسات الراعية، ومراكز الترويح والترفيه. وهذا لا يعني البتة أن الشباب في الدول المتقدمة والغنية لا يعانون من مشاكل وأزمات مثلما يعانيه الشباب في الدول الفقيرة.