من النعم الكبيرة التي ينعم بها الله على أمة من الامم، لمساعدتها على أن تنهض وتصنع مجدها بنفسها، هي أن يكون نسبة كبيرة منها هم الشباب الواعي المثقف القادر على قراءة واقع وتحديد الفرص والتهديدات، الذي يكون قادر على استثمار الفرص وتحصين شعوبهم من اخطار الأفكار التي هدفها هدم المجتمع و هدمهم على وجه الخصوص.
لذلك على الجهات التي تتصدى لإدارة البلدان، أذا ما كانت تريد أن تنهض ببلدانها، لا بد من أن تسمح لهم المساهمة في ادارة بلدانهم، والمساهمة في تنميتها وتطويرها، لما لديهم من معرفة واطلاع على أحدث ما وصل إليه العالم في كيفية ادارة البلدان، وقدرتهم على معرفة أحدث الأساليب لتحقيق التقدم في كل جوانب الحياة، وبالتالي صناعة مجد شعوبهم.
عدم إعطائهم هذه الفرصة تؤدي إلى خسارة هذه البلدان لطاقات كبيرة، وبالتالي خسارة هذه الشعوب لفرص التنمية، وهذا المنع يؤدي اضعاف الروح الوطنية لديهم، وبالتالي اما تندثر هذه الطاقات أو تبحث عن مكان آخر تحضي به بالتقدير.
إذا لم يحصلوا على هذه الفرصة يجب عليهم، استخدام كل الأساليب المشروعة من أجل الحصول على حقهم في إدارة بلدانهم والمساهمة في تنميتها وتطويرها وصناعة مجدها.
هذا ما عمل عليه الشباب العراقي في التظاهرات الاخيرة من خلال الحراك الشعبي الشبابي والتحاف العلم العراقي والتركيز على الشعارات الوطنية وحملات دعم المنتج الوطني وغيرها رسخت الشعور بالهوية الوطنية والاعتزاز بالانتماء للوطن لدى مساحة واسعة من الناس فيما كان ينظر لذلك نخبويا فيما سبق.
بخصوص الهوية الوطنية فهي قضية معنوية وشعور بالانتماء قبل كل شيء واعتقد ان الموج الشبابي وما ولده من شعور بالانتماء الوطني شيء غير مسبوق ولا يقاس بتأثير الشعارات الوطنية التي أطلقت على الرأي العام بالرغم من صدقية الكثير منها.