17 نوفمبر، 2024 6:52 م
Search
Close this search box.

الشباب بين الاصلاح ومواكبة العصر

الشباب بين الاصلاح ومواكبة العصر

من مقومات الدول وتقدم شعوبها «الاصلاح ومواكبة العصر»، وان البلدان تتنافس فيما بينها اداريا واقتصاديا وعلميا من اجل ذلك.

لكن هذه البلدان تضع منهاجا مسبقا لكل ماتروم ان تقوم به، وان منهاجها لايخلو من الاعتماد على طاقات شباب ابنائها.

الكلام عن الشباب ودورهم في «الإصلاح مواكبة العصر»، كلام ذو شجون، ولكني اقول.. من الأسس ودعائم الركائز التي تجعل البلدان في تطور مستمر اعدادها برامجا قابلة للتطبيق في مختلف الظروف على وفق دراسات ممنهجة من ذوي الاختصاصات، وان لشبابها دورا كبيرا ومميزا في اعداداتها، وهذا يضمن تطور وازدهار هذه البلدان .
في بلدنا يجب ان يكون الأمل معقودا على الشباب..وان الصروح العلمية التي تطور الحياة وتجعلها مزدهرة ،لابد ان تستمر في عطائها، مقابل آفة الفساد ومعاول التدمير والقتل.

قبل عام وجهت لي دعوة لزيارة ورش وزارة الكهرباء التي تنتشر في المحافظات والاقضية والنواحي .. ادهشني مهندس شاب في احدى الورش تمكن من تصنيع جهاز متطور لورشته، يضاهي الاجهزة المستوردة .
سألت المهندس .. كيف تمكنت من صناعة هكذا جهاز ..اجابني « المنافسة» ..نعم المنافسة بيننا وبين باقي الدول جعلتني احفز نفسي لاصنع شيئا من ضمن اختصاصي في ورشتنا .. هذا الاندفاع والاصرار لدى المهندس الشاب جعلني اطلب منه ان يشرح لي خطوات العمل ، ومن ساعده على انجازه .. اجابني.. الوزارة حددت موعدا لاشتراكنا في معرض بغداد الدولي ، فقلت مع نفسي يجب ان اصنع جهازا مميزا واشارك به في المعرض ، وفعلا بدأت بتصنيعه ، وعندما كنت اقف عند صعوبة ما كنت استعين بـ « اليوتيوب».. قلت له ولماذا اليوتيوب ، قال ..العالم في تطور مستمر ويجب ان نواكب العصر، وبفضل ارادتي واليونيوب استطعت ان اكمل تصنيع الجهاز، واشتركت فيه في معرض بغداد الدولي ونال اعجاب الوزارة والمهندسين .
لوجعلنا من الشباب جيلا متجددا ، وزجهم في دورات لتطوير مواهبهم ..لكسبنا الكثير من الكفاءات والطاقات لديهم ، طبعا هذه الدورات ليست حكرا على منظمات المجتمع المدني او المعاهد الخاصة .. بل يجب على دوائر الدولة ان يكون لديها سياق ثابت لتطوير الشباب لديها ، بدلا من اهمالهم وتركهم يزجون انفسهم في متاهات الحياة ، وربما يكونوا اداة لهذا الطرف او ذاك.. او يصبحون روادا للمقاهي والمولات والحدائق العامة .

يقول الشاعر احمد شوقي:

فعلِّمْ ما استطعْتَ لعل جيـلاً … سيأتي يحدثُ العجبَ العُجابا

ولا ترهقْ شبابَ الحيِّ يأسا … فإِن اليـأسَ يخترمُ الشبابــا

ووجد مهتمون بالشأن الشبابي واكاديميون قصوراً في تنشئة الشباب، متبوعاً بغياب التوجيه وتراجع أدوار أدوات الجهات المسؤولة عن تكوين الوعي الفكري وبناء شخصية الفرد وبالتالي بناء وتشكيل شخصية المجتمع.
هنا يجب اصلاح الخطاب الموجه الى الشباب، بما يتوافق ومتطلبات العصر من منظور فكري حقيقي، وتفعيل دور الارادة الحقيقية لصنع التغيير والتثقيف في تكوين الشخصية لدى الشباب.

ويجب ايضا أن يكون الخطاب يحمل رؤى وتطلعات، ويرسم ادوارا تجد ما يدعمها على ارض الواقع.. فالشباب غير قادرين على التأثير في الواقع ولا تزال تعترض مشاركتهم عوائق تشريعية وسياسية وبرامجية ومالية.
هنا اقول .. يجب محاربة الفكر بالفكر.. واصلاح الخطاب الموجه للشباب من خلال احتضانهم وتنمية مواهبهم ، والسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية لهم.

منذ عقود والشباب في ازمة تتعمق عاما بعد عام .. الشباب حاضرون في خطاباتنا وشعاراتنا لكنهم مغيبون عن الكثير في مجالات حياتنا وعن قضايانا.

ينشأ الجيل في البلدان العربية على اهداف كبيرة وتحفيز دائم للمثابرة والنجاح.. وما ان يقف الشباب على اعتاب الحياة العملية حتى تواجههم سلسلة من المشكلات التي قد لا يجدون لها حلا. اذا الحلم المفقود والفرص الضائعة قد يصلحان عنوانا لمعاناة الشباب في بلادنا الذي يغادر فيه الموهوبون الى دول ومجتمعات تبحث عن مواهبهم.. ويبقى من لا يملك امكانات حقيقية او من لم تسعفه الظروف للالتحاق بافواج الباحثين عن فرص حقيقية خارج حدود البلد.

أن الكثير من الشباب يفتقدون الى الاهداف الواضحة والوسائل المؤدية لتحقيق امنياتهم ،لذلك دعونا نفكر مليا ببرامج عدة نحتوي بها شبابنا قبل ضياعهم.

نقلا عن صحيفة الزوراء العراقية

أحدث المقالات