22 ديسمبر، 2024 11:17 م

الشبابُ تحتَ مظلّة التيهِ والضياع

الشبابُ تحتَ مظلّة التيهِ والضياع

أولادنا أكبادُنا تمشي على الأرضِ ، هم نبضُ قلوبنا وشمسُنا وقمرُنا . أولادنا هم الشبابُ الذي يعني التفتّح والأنطلاقُ والأملُ والمستقبلُ . الشبابُ يعني طليعةُ التغييرِ وأداتُهُ اذا حسُنَ بناؤُهُ واعدادُهُ . وفي هذه الظروف الصعبة والمعقدة وبعد ان حصلت حالاتٌ خطيرةٌ من الأنفلاتِ والمغريات أضف الى ذلك غزو الفضائيات التي تشكل عاملاً خطيراً للأنفلات من خلال ماتعرضه من برامج ( مسمومة ) وكذلك تقليد الموضات الغريبة التي جاءتنا من الخارج والتي تتقاطع مع قيمِنا وأخلاقنا وثوابتنا . وهنا أسألُ : اننا كآباءٍ هل قمنا بواجبنا في توجيه اولادنا ؟ وهل سلّحناهم بالقيم الفاضلة لكي تكون عندهم حصانةٌ ومناعةٌ من تلك المغريات والأنحرافات أمْ اننا أدرنا ظهورنا وبقينا ( نتفرّج ) على الشباب وهم يعيشون تحت ( مظلّة التيه والضياع ) ؟؟ أنا أعتقد ان هناك جبهاتٍ فُتِحَتْ وهي مشبوهةٌ ، الغرض منها اسقاط الشباب واِبعادهم عن القيم الفاضلة ، وان تلك الجبهات استغلّتْ ما يتعرض له الشباب من مشاكل وابرز هذه المشاكل هو شعورهم بان طريقهم مسدود ومستقبلهم مجهول ،وهناك الفراغ الكبير والفراغ يؤدي الى المفسدة . وكذلك اليأس القاتل الذي يشعر به الشباب فأداروا ظهورهم واندمجوا مع ذلك الغزو الثقافي الممنهج ،والقسم الآخر منهم اصبح وسيلةً من وسائل الدعاية الغربية من دون ان يشعر . الشبابُ عندهم الذكاء والحماس والاندفاع لكنهم يشعرون بالضياع ، في حين انهم يشكّلون المرحلة العليا في الصفاء الذهني والتلقّي ، هذه الصورة الرائعة يعدّها علماء التربية هي التي تؤسس الى القدوة في حال احتضانها ولاشك اننا بأمسِّ الحاجة الى ان نرعاهم الرعاية الخاصة والمرنة فالمرونة في غاية الاهمية في توجيه الشباب والاخذ بيدهم نحو شاطئ القيم الفاضلة وان نُبعدهم عن الانحرافات والاغراءات التي ملأتْ كلَّ حدبٍ وصوب . ولاننسى العامل المادي والأقتصادي فالعوز المادي يؤثر على الشباب سلبياً وكذلك البطالة التي اصبحت ظاهرةً خطيرةً ، وعدم تشغيل الشباب عامل مهم واساسي في اسباب الأنحراف فالبطالةُ تعني الفراغ والفراغ مفسدةٌ وهناك من يتربص لأقصاء شريحة الشباب عن القيم والمبادئ . اذن علينا جميعاً وكلٌ من موقعه وعنوانهِ ان لانترك ( الحبل على الغارب ) كما يقولون فالحل يكمن في البيت والمدرسة والمجتمع والأعلام ومؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة في ايجاد فرص عمل لشريحة الشباب وانتشالهم من الفراغ والضياع.
وأخيراً أسألُ : هل نترك أبناءنا وفلذات أكبادنا تحت مظلّة التيه والضياع ؟؟