26 نوفمبر، 2024 10:10 ص
Search
Close this search box.

الشاعر فلاح ألشابندر وكل يكتب  سطره  … قراءة في ديوانه ( سطر الشارع  )

الشاعر فلاح ألشابندر وكل يكتب  سطره  … قراءة في ديوانه ( سطر الشارع  )

ليس ثمة ادنى ريب في   ان الشاعر وفق كثيرا في اختيار عنوانا مثيرا لديوانه لما حمله من دلالات رمزية ورؤيا تجاوزت فوضى الواقع  وتعقيداته وتشابكه والذي أدانه الشاعر الشابندر بقوة…  فافتتح بيانه الهام على الحرب الشرسة التي نالت من حياتنا الكثير (الحرب ملقاة على الطريق / ظلالها ثياب رثة ) وهذه الصورة الشعرية هي لمحة  موغلة في عمق جراحاتنا التي لاتندمل  والتي يفوح منها هذا الرصيد الجمالي  الأخاذ   (غدا” في الفجر الأول نلبس بياض الله /ونحث الخطى غرب الارض /وعند اول مساء نركب البحر / ونغرق …..نغرق نغرق   ) ًًص15
ودون ان يلجأ الشابندر إلى المفردات  المركبة المعقدة  كتب نصوص الديوان ببساطة المفردة ونلمس بوضوح  أسلوبا” ذا نبرة سيكولوجية حملت موسيقى شاعرية في ذات الوقت  … فكانت هذه النصوص مكثفة  ولا تضيع في حقل التفاصيل   (ليل يستأذنني … رفقه /الأحلام بوصفها ذخيرة الليل /مخبأة في صورة /تجرجرني الصورة /أقارع موهوم الجسد /أضارعه / أضارعه وحدي /واحترس السؤال ) ص48
ولان  البيئة مأزومة تأثرت نصوص الديوان فحملت صورا جمة من الاحتجاجات ضد التأثيرات الروحية والجسدية المرهقة لهذا الاحتراب السياسي والطائفي  !!!
ليقارع الشاعر مصيره بسلاح القصيدة متعاملا بوعي مع المناخ المضطرب  ولم يسقط في  فخ التأويل والذي حملت قصيدة اللافتة رؤاه في ان العراق وحده الكل 
( تبتل الروح / تبتل روح المدينة والعشب / عشب يفتته الشطط / ومن بعض القربى / يزحف الزبد / زبد…. لايضاهي شططا” / واني مثلك وحده / وحده الكل العراق )
 ورغم هذا الانتماء الصميم للعراق الا ان إحساسا ينمو ويكبر  بفقدان إي معنى ليشعر باغتراب والبحث عن الذات في زحمة الفوضى ورعبها الذي لايتوقف (فأين إنا / لاادري / بسطال / خوذة /دم / جثة )  ص58 تلك المفردات هي جزء نشط من  الصراع والموت الذي  يغلف الحياة العسيرة والمرة هنا
وإذ يؤسس صمتا كما يتمنى للقلق الصفري كما يوصفه فان قصيدة  (خربشات اخر الليل  )تلتقي مع مانطلق عليه   (عقلية طفولتنا التي تنام تحت الطبقة الكثيفة من أفعالنا    ) لكن ماذا بوسع السكران الأخير  ان يفعل وهو في أتون الصراع ربما سيطلب لجوء إنساني إلى كوكب أخر    (  مدونة الرقص والرفض / من ألان/ علي إن أؤسس صمتا”/للقلق الصفري / وساعة الحائط / والتنقيط  )
واعتمد  الشاعر فلاح الشابندر في بناء قصائد ديوانه  على  اللقطات السريعة والصور الشعرية المكثفة وايضا  التلقائية المتحررة من المبالغة في الصنعة فتتدفق الصور موقظة مشاعر قرائه واستطاع ان  يجعلهم طرفا في نصوصه في لغة شفافة وأنيقة ربطت ذواتنا بما يحيط بنا من معاناة ومكابدات يومية وهو مؤشر على انحيازه للإنسان الذي سحقته الحروب والصراعات  ومعلنا موقفه الواضح حين يضع الحاكم شعبه في جرار(الحاكم يؤمن شعبه في جرار  / الشعب يقفل على نفسه الجرار / جرار في جرار في جرار/ الحرية الخرساء ثتقب الجرار  بمفتاحه السحري / حارس المعبد يبصق على الحرية الحمراء )
 ان الوعي الصوري والمضمون العميق  حاضر هنا  فلا نص حمل تكرارا فجا  معتمدا” على  ذخيرتة الشعرية العالية فمنحت لتك النصوص الدهشة والإعجاب والتقدير    ليكتب كل سطره.. وهو ما عناه الشابندر بوعي ومسؤولية فيما تبدو هشاشة العلائق الإنسانية واضحة … في وطن صار فريسة سهلة رزحت للأسف تحت الطعنات ومن الجدير بالذكر إن الديوان  صدر عن مؤسسة المثقف العربي وضم خمسة وعشرين قصيدة

أحدث المقالات