الشاعر المبدع (أبو يعرب)، من بين القلائل من الأعلام من الشعراء ،والأدباء،الذين يجمعون بين بلاغة التعبير، وسحر البيان ، وقدرة التأثير في المتلقي.. بما تميز به من بصيرة نافذة،وما أوتي من حكمة رصينة،وملكة إبداعية متميزة، وثقافة شمولية. الأمر الذي يجعل لحديثه، مذاقا حلوا،ووقعا خاصا بين المتلقين من الجمهور المتذوقين للأدب والشعر .
ولذلك كله يستمتع المتلقون بأحاديثه، وقصائده في المجالس، والمحافل العامة، حيث تحظى ابداعاته بتداول واسع بين الجمهور، لاسيما وانه اعتاد أن يستلهم في أحاديثه، ومروياته، معطيات الماضي، في بعديها الاجتماعي، والتراثي، ويوفّق فيها بين أصالة الموروث من القيم والتقاليد، وبين معطيات الحداثة والمعاصرة ، بحيث يتقبلها الجميع بقناعة، ودون تردد.
ولا غرابة في ذلك.. فالشاعر أبو يعرب، الذي نجح في التوفيق في انثيالاته الشعرية، بين متطلبات أصالة التراث، وتحديات حداثة العصر ، هو نتاج القرية،وابن الديرة، الذي عايش كل تفاصيل حياتها، طفولة،وصبا،وشبابا،وكهولة،وتراثا، وتقاليد، وظل منشدا، رغم ضغوط المعاصرة بمعطياتها المتسارعة، لجذور نشأته الريفية،فلم تبل جدة قريحته بمرور الزمن، ولم تستنزف وهج طاقته السنون، رغم انه من جيل الرواد الأوائل في ريف الديرة ، الذين تطلعوا إلى الحداثة،وخاضوا غمار التعلم، والدراسة، في وقت مبكر من انفتاح الريف على التعليم، والتمدن، بكل ما رافق ذلك الانفتاح من معاناة، وصعوبات، يوم ذاك .
ولعل ما تقدم من معطيات إيجابية ، هو ما جعل الشاعر أبا يعرب يحظى باحترام الجميع،نقادا، وجمهورا، وادباءا، ومثقفين، شبابا، وكبار سن، لاسيما وأنه ما زال يقرض الشعر، حيث لم ينضب عطاؤه،ولم يجف معينه، إذ لا تزال قريحته متوقدة، وسيالة بالإبداع، رغم توالي الايام ،ومع أنه قد تجاوز الثمانين من العمر، فاستحق بذلك ان ينعت بجدارة من الجميع، بأديب الجمهور، والقبيلة، المتوقد الذاكرة، والمتجدد الإبداع، بلا منازع .