في لقاء فضائي فضل النائب عن دولة القانون ان يكون وزيرا لخارجية سوريا بديلا عن المعلم ، فبعد أن أمطر الربيع العربي شتائم مبطنة ، في لقاءات سابقة وتصريحات صحفية نارية ،عاد هذه المرّة ليعبر عن حرصه الكبير على سوريا خائفا من تداعيات مايحدث الآن في سوريا من ثورة شعبية عارمة ، ويدعو الشابندر حاله حال المعلم وزيرخارجية سوريا الى الحوار مع نظام بشار الأسد حرصا على المصلحة الوطنية العراقية و حرصا على سوريا من التدخلات الخارجية لاسقاط النظام .
لنسأل السيد الشابندرماذا كان سيقال عن أي طرف من أطراف المعارضة العراقية ،قبل سقوط الصنم ، يدعو الى الحوار مع نظام صدام ؟ وبدون أن أحمله عناء الاجابة أقول له ، كان سيقال عنه ببساطة انه عميل لنظام صدام الدكتاتوري وانه مندس وهدفه تفتيت جهد المعارضة لاسقاط الطاغية وتخريبها ، حتى ان الشعار الذي رفعه الجزب الشيوعي العراقي وبعض اطراف المعارضة وهو ” نعم لاسقاط صدام لا للحرب ” كان موضع الكثير من الاستغراب والتساؤلات عن الطريقة التي يمكن من خلالها اسقاط صدام .
هل بثورة شعبية ؟!!
هل بانقلاب عسكري ؟!!
الخيار الوحيد كان لاسقاط صدام هو خيار القوة وهو ما لم تكن تمتلكه المعارضة ولم تكن في الافق بوادرتكوّن وتشكّل مثل هذه الامكانية لظروف داخلية وخارجية معروفة للجميع . كان غير هذا الخيار خيارا هلاميا زئبقيا في ظل نظام من الطراز الصدامي الدامي الشديد القسوة وهذه على ما اظن معروفة للسيد الشابندر ، الذي يبحث بلغة الذي يده في الماءالبارد عن طاولة مستديرة بين المعارضة والنظام البشاري ، كما لو انه بعيد من ان العقلية التي تستحكم في تفكير مثل هذه الانظمة الاستبدادية التي لاتعترف بالآخر حتى لو انحنى لها الى آخرالمديات .
اسلاميا يبشر الله القاتل بالقتل ولم يبشر بالتحاور معه والجلوس معا على طاولات من اي شكل هندسي ، ومن قتل نفسا دون سبب كأنما قتل الناس جميعا ، الا اذا كان الشابندريعتقد ان بشار وعصابته وشبيحته يقتلون الناس بدم بارد بسبب وجيه ومقنع ومن اجل رفع رية الاسلام والعروبة وتقوية جبهة ” الممانعة ” الكوميدية !!
من العار على الضحية ان يتحول الى جلاد بسبب مصالح آنية ضيقة ، وليس صحيحا الترويج لمقولة ان انهيار نظام بشار سيفتح ابواب الجحيم على المنطقة ، ها هي الانظمة تتهاوى مثل بيادق الشطرنج دون ان يحصل لشعوب المنطقة اكثر مما كان يحصل لها وهي ” ترفل ” بالكرامة والعز والديمقراطية في حضرة مبارك وبن علي والقذافي وعبد الله صالح ومن قبلهم صدام ، باختلاف كل تجربة ومعطياتها وما يتمخض عنها من آلام ومشكلات هيجزءالضريبة التأريخة للثورات وتحرير الشعوب .
هاهم الاخوان المسلمون فيالحكم يرسلون رسائل تطمين ليس لاميركا فقط بل لاسرائيل وأوربا ايضا لتبديد مخاوفهم من السلفية والمتشديين ، فهم ليسوا اخوان الستينات ويبدو انهم فهموا اللعبة على اصولها . فلماذا الخوف من سقوط نظام بشار الذي كان الى الأمس القريب يؤسل لنا نفايات البشر لقتلنا بالجملة باعتراف حكومة المالكي !!
انني اسأل السيد الشابندر كيف يكون في العراق من صقور اجتثاث البعث وفي سوريا من دعاة حمايته بالتحاور و” الديمقراطية “رغم ان المدرسة السياسية واحدة واساليب قمع الشعب السوري مثلما اساليب البعث العراقي لشعبنا .
ان من يراهن على بشار الأسد الورقي في سوريا سيخسر الشعب السوري وسيذكره التأريخ في أسوأ أوراقه ولتذهب انظمة الموت الى الجحيم .