برز حزب النور الإسلامي السلفي في مصر(حزب صغير ) بعد سقوط نظام الرئيس حسني مبارك وبدعم مالي كبير !! على ماهو واضح ،وعقد الحزب مؤتمراً نسوياً لإيمانه بقدرات النساء الفائقة ، تحت شعار كبير ” المرأة ودورها في الحياة السياسية المصرية ” وكان على منصّة المؤتمر ليس نساءً ،بل رجالاً ملتحين بلحى أفغانية كثّة وطويلة ووجوه صارمة وجميعهم دكاترة بإختصاصات هم يعرفونها والحزب وداعميه من شيوخ الخليج ، وقاعة الحضور مفصولة بين جنسي بني البشر، وكأن القاعة الصامتة تلك في حضرة إله كوكب المشتري الفتاّك،ذي العيون القداحة الحارقة ، كان المؤتمر المذكور هو بمثابة دعوة انتخابية لمرشحات الحزب الى البرلمان المصري الجديد حيث يتمثل الشعب بممثليه من الجنسين ،وعضوات الحزب المنقبات خرجنّ بكل حرية الى الصحافة وعبرنّ عن أهدافهنّ في تحسين ظروف المصريين والمصريات ،ولكن من هنّ المرشحات ،وماذا يعملنّ ومتى تنقبنّ وماهي افكارهنّ وآرائهنّ حول السافرات و-المحجبات من غير نقاب- وأساليب التعليم واحترام العقائد الأديان والأفكار الأخرى وحقوق الإنسان والإلحاد ،وماهي حياتهنّ الشخصية ،وهل هنّ ناجحات عائلياً وأجتماعيا ًووظيفياً، وماهي خدماتهنّ الجليلة للمجتمع المصري الأعمّ والواسع ، هذه اسئلة نتركها للصحفيين المصريين ؟؟!!!وخاصة سؤال متى وكيف تقود إمرأة منقبة باص لنقل الركاب في صيف القاهرة ؟؟.
وكما جرى في العراق في أواسط تسعينيات القرن العشرين من عملية سياسية مبرمجة (لتحجيب وتنقيب النساء ) بحجج إيمانية ودينية طائفية دنيئة ،انعكست فيما بعد سلبياً على البرلمان الديمقراطي الذي تشكل!! ، والذي أوجب الدستور العراقي المعمول به حاليا ً أن تكون 25% من أعضائه (أناث والباقي ذكور) ،حيث إن معظم النسوة البرلمانيات يتبعن أحزابهن وليس مصائرهن ،ويستخدمن وسيلة – التقيّة – أي إخفاء المشاعر مثل الكراهية او الحبّ للخصّم والعدو وكذلك للصديق -،وليس الصراحة والمواجهة من أجل الوصول والإستفادة الشخصية قبل المجتمع والناخبين والدولة ، فأن عضوات حزب النور سوف يكوننّ زميلات العراقيات البرلمانيات في المحافل البرلمانية العربية والدولية ، لكن من طائفة إسلامية منافسة !!،مع اختلاف النقاب بنسبة 4% من جسد المرأة، وهو الكشف عن الأنف والفمّ بالنسبة للبرلمانية العراقية الشيعية مع سواد تام …!!،واذا كانت الديمقراطية الإسلامية تحجب النساء وتمنعهن من حرية العمل والتصرف والتعليم واختيار الشريك ، فلماذا يتم انتخاب منقبات او محجبات أو” سافرات” يمثلن ظلام المرأة وليس حريتها ؟؟في العراق ومصر وباقي الدول العربية التي ترفع رأسها الأن من سبات الديكتاتورية…؟؟
تجيب على هذا السؤال فتاة مصرية متمردة في العشرين من عمرها أسمها –علياء المهدي- وقد نشرت صوراً لجسدها الفتي العاريّ على صفحات الأنترنيت ، وكتبت في العربية والإنكليزية ،انها تنشر صورها عارية كتعبير عن الحرية !!!،وانها لاتجد وسيلة أمام ظلام النقاب سوى العريّ ..!! ثم دعت لتحطيم كافة التماثيل المصرية العارية التاريخية ومحاكمة النساء اللواتي كاننّ يعملن (كموديلات عاريّة ) في كلية الفنون الجميلة !!.
والعريّ هو في الأجساد والأشياء والكلمات ،تعبير صارخ وبريء، حيث يعيدها الى عناصرها الأولى الى الطبيعة الأصيلة غير المزيفة ، بلا تزويق ولا تهريج ولا تشويه ، والعريّ يناقض العهّر ،مثلما يناقض المجون والرعونة وغياب الحكمة، فأنه يكشف عن الذاتْ ويمنح الثقة والتواصل مع الأخرين ، كذلك انه يحدّ من الهمجيّة الجنسية بين الذكر والأنثى من جنس البشر،ويقارب الأثنين ، لكن العريّ التام في مجتمعات ميتة ذكورية وواحدية وقاحلة ، في كل فعالياتها ، تجعلها تحيا وتستأسد وتنفخ وتزمجر حينما تسمع بعريّ فتاة “ضعيفة “على الأنترنيت ، مجتمعات تسمح بالنقاب وحجب جسد المرأة تماما وطمرها بالسواد خلافا للطبيعة ،لكنها تستفيق بسبب الحيّاء الكاذب، لأن أحدى بناتها قد كشفت عن جسدها كاملا ،ليس على البحر حيث البلاج والشمس،وليس على الساحل حيث السواحل الواسعة وليس في التلفزيون حيث العهر المادي المقنن والأرباح المحسوبة وأجساد الجواري الفضائية ، وليس في شارع الهرم أو شارع الدين والظلام .. بل في صفحات الفيس بوك ..التي أسقطت كبار الناس ..!!.
ياعم علياء أنا أبوك الأبدي.