18 ديسمبر، 2024 8:48 م

موسم النخيل كم كان طيبا

ولكننا لم نذقْ

تمره و لا الرطبا

ولم نكنْ نحنُ مِنَ المدعوينَ حينَ دعا

وإذا ارتجفنا لم نشعلْ من كربهِ حطبا

ولكن هبهبهُ الرديء

أسْكَّرَنَا ذهولاً عَذِبَا

جَسَّدَ لنا رؤانا

وصحوهُ قيئاً ..حمَّى.. وألما :

وقد كانَ غثيانا

..

ضعنا ونحن في الصحوِ

حينَما كُدنًا أنْ نلحقَ خطانا ..

ضعنا ونحن سكارى

تبوَّلنا على حائط نقاباتِ العمالِ

فكانَ يا ما كانَ :

وهو أقلُّ قليلا مِنَ الخيالِ

أمّا قصة تلكَ الليلةٍ القشراءِ

في سُكْرنا العاثرِ

إذ فكَّرْنا وقادتنا خطانا

نحو الشمالِ ..

يقودنا حلمٌ : كم كان رائعا !

وفي الصباح كنَّا على الساترِ

من شدَّة القصفِ

نشقُّ الأرضَ بالأظافرِ

..

الآنَ خمرها قد صار عنبا

بعد خمسة وثلاثين عاما

فمن لي بصديقٍ :

لنبكي معا

لكنْ بدونَ آهاتِ

ثم نشربُ : …

ما شاء أن نشربا

وسوف أسكبُ له قبل أنْ

يقولَ : هاتِ

حتى نُلقي :

خلف ظهورنا الحاضرَ والآتي

الإهداء : إلى علي محمود