17 نوفمبر، 2024 4:51 م
Search
Close this search box.

السّاسةُ الزّور مُجرَّبون عادوا يُحرّقون ما زوَّروا!

السّاسةُ الزّور مُجرَّبون عادوا يُحرّقون ما زوَّروا!

السّاسةُ الزّور مُجرَّبون عادوا يُحرّقون ما زوَّروا!، وللهِ دَرّ الدُّر يتقعرُّ!، وجيفٌ تطوف على شُحّ مياه دَجلة، يمينٌ رافقَ رفاق الشّقاق ونفاق البعث اليسارويين (سائرون) في العِراق، وفي أميركا التي رفضت لربع قرن مِن الزَّمَن في عهد الشّاب كلنتن Bill Clinton ترفض لقاء قادَة كوريا الشَّماليَّة، بعد نقضها نفاقها “ النووي الإيرانيّ ” (سلاح ردع مابعد حرب العصر السّوفييتيّ، البارة!) وفي يوم نفاقها اليسار الكوريّ الشَّماليّ النووي في أوَّل قِمَّة بعد 70 عاماً (1948- 2018م) في سنغافورة، سلَّمت الولايات المُتحدة الرَّئيس البنمي السّابق، مارتينيلي Ricardo Martinelli مُكبَّلاً مخفوراً إلى بلاده ليواجه اتهامات بالتجسّس على الصَّحافيين والمُعارضين السّياسيّين!. الرَّئيس اليساري الكوريّ الشَّماليّ شاب (بدين صاروخ Rocket!) بخلافِ رفاق العِراق الشُّيوخ سلَّموا (الرَّفيق بغير رفق صدّام لحاهُم ويستظلّون اليوم بلحية الفتى مُقتدى الصَّدر!) هُمو بعُمر السّمسار السَّبعينيّ الأميركيّ (الخرف) ترمب Donald Trump، حذِرٌ الرَّئيس الكوريّ الشَّماليّ زمكانيّاً في لقاء «الأميركي القبيح The Ugly American»؛ إذ فارق شهر بعدَ الموعد الأوَّل وثلاث طائرات افتراضيَّة قبل يومين اُعلِنَ – لاحتياطٍّ أمنيٍّ ! – مِلاحتها إلى ميقات سنغافورة!. السّاسةُ الزّور مُحرّقوا صناديقٍ اقتراعٍ زوَّروه، مُحرّفو كَلم هُمُ طُغيان طحالب طافية في منسوب حالة مَدّ نهر دَجلة ومقصد المنسوب قول الإمام الهُمام؛ أهل
ذم اهل العراق في خطبة له وقال عنهم “لقد ملئتم صدري قيحا” لانهم وعدوه بالخروج معه لحرب معاوية ثم نكثوا بوعدهم. كما ذم أهل البصرة بعد وقعة الجمل في خطبة له قال فيها:” اخلاقكم دقاق، وعهدكم شقاق، ودينكم نفاق. وفي خطبة (القاصعة) ذم الامام علي اهل الكوفة ذما شديدا وقال: “واعلموا انكم صرتم بعد الهجرة اعرابا وبعد المولاة احزابا، ما تتعلقون من الاسلام الا باسمه ولا تعرفون من الايمان الا رسمه، تقولون النار ولا العار، كأنكم تريدون ان تكفئوا الاسلام على وجهه”. وكان الامام علي ذم أهل البصرة بسبب حرب الجمل، وذم العراقيين لانهم تقاعسوا عن القتال وتكذيبهم اياه قياسا بحماس اهل الشام للقتال وتصديقهم لمعاوية، ولم يصفهم على العموم باهل الشقاق والنفاق، فهو خص اهل البصرة بقوله: “عهدكم شقاق ودينكم نفاق”، مع ان قبائل العرب التي سكنت البصرة بعد الفتح الاسلامي كانت عثمانية وأموية الهوى. ويقال ان الاسكندر المقدوني كتب الى استاذه ارسطو، الفيلسوف الاغريقي المعروف، بعد فتحه العراق عام 331 قبل الميلاد ما يلي: ” لقد اعياني اهل العراق، ما اجريت عليهم حيلة الا وجدتهم قد سبقوني الى التخلص منها، فلا استطيع الايقاع بهم، ولا حيلة لي معهم الا ان اقتلهم عن آخرهم”. ويقال ان ارسطو اجاب الاسكندر بما يلي: “لا خير لك من ان تقتلهم، ولو افنيتهم جميعا، فهل تقدر على الهواء الذي غذى طباعهم وخصهم بهذا الذكاء؟، فان ماتوا ظهر في موضعهم من يشاكلهم، فكأنك لم تصنع شيئا”. وعلى اية حال، فاذا كانت هذه القصة صحيحة او مختلقة، فانها تلتقي مع ما ذكره الجاحظ في وصف اهل العراق بأنهم اهل نظر وفطنة وذكاء تدفع الى الجدل والنقد واظهار العيوب مع قلة الطاعة والمعصية. كما وصف الرئيس حسني مبارك، وهو يتحدث في احدى القنوات الفضائية العربية دون ان يتطرق الى العراق والعراقيين كونهم اصعب الناس، وانه عاش بينهم في زمن مضى لمدة شهرين او اكثر في قاعدة الحبانية الجوية عندما كان طيارا وعرف حقائق لم يدركها غيره.: قال ” ليس هينا التعامل مع العراقيين، انه شعب متنوع ومتعدد وصعب الطباع. وكما علق قائلا بان العراقيين يتصفون بالعناد والكبرياء والعنجهية ولا يمكنهم ان يستمعوا ابدا الى اي عربي ينصحهم، ولا يمكنهم ان يتقبلوا ابدا حتى شرطي عربي في شوارع بغداد ينظم عملية السير” وقبل جمال عبد الناصر وحسني مبارك كان علي طنطاوي وزكي مبارك وغيرهم تكلموا كثيرا عن طيبة العراقيين وحسن معشرهم وقوة ارادتهم وكرم ضيافتهم، عن خبرة وتجربة، لانهما عاشا في العراق وعملا في الجامعة لفترة ليست قصيرة في منتصف القرن الماضي. ان المبالغة في تفسير العنف برده الى الحتمية الجغرافية يلغي بالضرورة دور الانسان ووعيه وظروفه الموضوعية والذاتية، باعتباره جوهرا فاعلا في تقرير مصيره، فالجاحظ، احد كبار المفكرين، المعتزلي الرأي والعقلاني المنهج، يفسر العلة في عصيان اهل العراق على الامراء بقوله انهم “اهل نظر وفطنة ثاقبة، ومع النظر والفطنة يكون التنقيب والبحث، ومع التنقيب والبحث يكون الطعن والقدح والترجيح بين الرجال والتمييز بين الرؤوساء واظهار عيوب الامراء. ثم يقول وما زال العراق موصوفا بقلة الطاعة وبالشقاق على أولي الرئاسة. ان رأي الجاحظ يكاد يشبه ما دعاه علي الوردي بشيوع ” النزعة الجدلية” التي يتصف بها اهل العراق، التي تجعل شعبا من الشعوب فطنا متيقضا متفتح الذهن من ناحية، وكثير الشغب والانتقاد تجاه حكامه من ناحية اخرى. فأهل العراق هم على النقيض من غيرهم الذين اعتادوا ان يكونوا طائعين ومنصاعين يصدقون ما يقوله لهم حكامهم ويأتمرون بأمرهم. فهم يجادلون في كل قضية ويتنازعون حولها. وهم ضعفاء من الناحية السياسية واقوياء من الناحية الفكرية، ولذلك فان الفرد العراقي بحسب الوردي، اصبح مزدوج الشخصية، يرتفع بافكاره الى مستوى اعلى من مستوى بيئته الاجتماعية، ولكنه لا يستطيع ان يكون طيعا يصدق كل ما يقال له، ولذلك نراه يعاند ويجادل. ويحلل الوردي هذه الخاصية فيقول “ومن طبيعة الجدل انه يثير في الناس التساؤل والتطلع ولكنه يضعف فيهم الركود الفكري “. كما يصف اهل العراق “بانهم منشقون على انفسهم او متفرقون، انما لا يصح ان نصفهم غدرة على منوال ما شاع عنهم”، لانهم يختلفون عن غيرهم من الناس. وليس من الغريب ان يقرن الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري تذبذب شخصية الفرد العراقي بتذبذب نهر دجلة بين فيضان مسرف في الشتاء وجفاف مسرف في الصيف. فهو يقول:
سلام على هضبات العراق * وشطيه والجرف والمنحنى
ودجلة لهو الصبايا الملاح * تخوض منها بماء صرى
تريك العراقي في الحالتين * يسرف في شحه والندى.
الفرّاء: يقال هو الصَرى والصَري، للماء يطول استنقاعه. وقال أبو عمرو: إذا طال مكثه وتغيّر. وقد صَرِيَ الماء، وهذه نطفة صَراةٌ. وصَرى الماءَ في ظهرهِ، زماناً أي احتبَسه. وصَرى بَوْلَهُ صَرْياً، إذا قطعه. وصَرى الله عنه شرَّه، أي دفَع. وصَرَيْتُهُ، أي منعته. قال ذو الرمة: وَوَدَّعْنَ مشتاقاً أَصَبْنَ فُـؤادَهُ هَواهُنَّ إنْ لم يَصْرِهِ اللهُ قاتِلُهْ وصَرَيْتُ الماء، إذا استقيته ثم قطعته. وقال: صَرَتْ نظرةً لو صادفتْ جَوْزَ دارِعٍ غَدا والعَواصي من دَمِ الجوفِ تَنعرُ وصَرَّيْتُ الشاة تَصْرِيَةً، إذا لم تحلبْها أياماً حتَّى يجتمع اللبن في ضَرْعها، والشاةُ مُصَرَّاةٌ. وصَرَيْتُ ما بينهم صَرْياً، أي فصلت. يقال: اختصمْنا إلى الحاكم فصَرى ما بيننا، أي قطع ما بيننا وفَصَل. وصَرِيَ فلانٌ في يدِ فلان، إذا بقي في يده رهناً محبوساً. والصَراءُ ممدودٌ: الحنظل إذا اصفرّ، الوادة صَرايَةٌ. ويروى قول امرئ القيس: مَداكَ عَروسٍ أو صَرَايَةَ حَنْظَلٍ والصاري: الملاّح، والجمع صُرَّاءٌ.
والكل يعرف أنه لولا فرار هؤلاء العراقيين المعارضين لحكم البعث إلى الخارج لكان معظمهم هياكل عظمية في المقابر الجماعية. فعراقيو الخارج، وعلى الرغم من معاناتهم الشديدة في ظروف الغربة القاسية، هم الذين قاموا بتنظيم أكبر معارضة سياسية ضد أشرس سلطة ديكتاتورية همجية متوحشة. وبات من المؤكد أن هكذا سلطة تعاملت مع شعبها بمنتهى القمع والقسوة، ما كان بالإمكان إسقاطها بجهود المعارضة الذاتية. لذلك كان دعم المجتمع الدولي بقيادة أمريكا ضرورياً ولا بد منه، ولولاه ولولا عراقيو الخارج لكان صدام وأبناؤه وعصاباته مازالوا ينشرون الدمار الشامل، والمقابر الجماعية وتشريد ملايين آخرين من أبناء الشعب في الشتات. لذلك لا نغالي إذا قلنا أن الذين يحرضون ضد عراقيي الخارج هدفهم إفشال الديمقراطية، وهم من فلول البعث الساقط المتضررين من العهد الجديد. ويختم: ففي النظام الديمقراطي ليس أسهل على أي كاتب وخاصة المقيمين منهم في الخارج، أن ينتقد الحكومة، لأن الدستور يحميه، ولكن المبالغة في حملة تسقيط المسؤولين وركوب موجة التملق للجماهير، وتضليلها، هي شعبوية رخيصة ومقرفة، لها مردودات معكوسة وكارثية. فالعراق يعاني من الانقسامات وتشتت قواه السياسية، بأمس الحاجة إلى وحدة الصف، وسلطة مستقرة وقوية لتتمكن من فرض سلطة القانون. فبدون سلطة القانون يعني العودة إلى شريعة الغاب، وعندها نقرأ على العراق السلام.
http://elaph.com/Web/ElaphWriter/2009/11/501910.htm
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=602070

أحدث المقالات