18 ديسمبر، 2024 8:54 م

السيِّد والمهوال وحكاية “وطن”معلن

السيِّد والمهوال وحكاية “وطن”معلن

تناقلت المواقع العراقية الإخبارية ومنصّات السوشيال ميديا أمس موقفا ملتبساً، ساد فيه سوء الفهم، وغلب عليه الظن الآثم، وأصبح أم الأحاديث، بين أحد المواطنين “المهوال” ، وهو الذي يستقبل الضيوف بالشعر والهوسات الشعبية، وبين السيِّد عمار الحكيم، زعيم تيار الحكمة الذي بدا وكأن الحكمة غدرته فلم يتدارك الموقف بما يتطلب من التفهم وضبط النفس.

الرجل كما شاهدتموه ألقى اهزوجة بين يدي السيِّد ، اشتكى فيها من “الأحزاب الحرامية” ورفع عقيرته بمعاناة العراقيين الذين ينهش فيهم الحرمان رغم أن بلدهم ينعم بالخيرات الوفيرة ويزخر بالموارد الكثيرة.

في ظني، أنكم والسيد الحكيم معكم، لم تفهموه على حقيقته وأخطأتم مقصده ومراده. الرجل توجه الى السيد، في الأعم الأغلب، على أساس انه “المسيح المخلص”، عارضا عليه الحال متحزماً بفصيح المقال، لعله ينقذنا من الحرامية، غير ان السيد، بسبب سوء الفهم، خيَّب ظن المواطن وأدار له قفاه ممتعضا ومنكرا، “مدقوقاً” في خاطره، وهو يبتعد ويتذمر مدمدماً:”هذا الكلام مو صحيح”.

عادةً، يحاول السياسيون امتصاص الصدمة في مثل هذه المواقف بنوع من المزاح والملاطفه او التجاهل في اتعس الأحوال، لكن “دبلات” السيد على يبدو مستهلكة ولا تتحمل المطبات، او ان قوة الدفع الشبابية لتياره اعتى من أن تُلجم، فتصرف على تلك الشاكلة التي ينطبق عليها القول الشهير ( كاد المريب ان يقول خذوني).

يبدو ان استحضار شبح صدام من خلال الأهزوجة هو الذي أربك السيد ولسان حاله يقول:”صدام واحد كان مدوخ الدنيا فشلون مع الف صدام؟”، وربما تذكر أن الناس كانوا يشبهونه بعدي أيام المرحوم والده فلم يتمالك اعصابه.

مع ذلك الرجل كان بُطْلاً ولم يكن بَطَلاً كما ظننتم، وكما ظن السيد الحكيم دام ظلّه. ولأننا مأمورون بتجنب الكثير من الظن خشية إثم بعضه القليل، فإن الأولى بي وبكم وبالسيّد ان نترفع جميعاً فوق الحدث، غير الجلل، ونطرح ظننا جانبا ولا نحمل الموضوع اكثر مما يستحق. انها ليست سوى “حكاية وطن معلن” في المزاد ومتخم بالفساد، تلوكها الألسن منذ عقد ونصف، مع طلب الصفح من رواية “حكاية موت معلن” للكولومبي الأروع غابرييل غارسيا ماركيز.