هم وحدهم …
ولاغيرهم…
أبطال عصر الهزائم
يكتبون الملاحم والأساطير
يتحكمون بمصائرنا كلها
وحرائقنا وحمقاتنا
وعوالمنا جلها
يرسمون مسرح أحداثنا
يوزعون الادوار والأنفار
ممثلون من درجات مختلفة
يجسدون حقائقنا ودواخلنا
ومزالقنا….
يرصدون الدقائق كلها
حسب مقاساتهم العبثية
وأعينهم لاتغادر مشهدنا
وحركاتنا واتجاهاتنا
يحركوننا بأنتظام
حسب حاجتهم
واحتمالاتهم
وانتباهاتهم
والتصفيق التلفيق
والتعليق
ولا أحد يخرج من نصهم…
أونصبهم
أو تغيير أدوارهم
المرسومة بأتقان
…..
كنا دراما تاريخية
سيناريو محبوك
لموضوعهم
الشيق …..
والشائك …
والرائج ..
بأمتياز خيباتنا …
وتقاتلنا
وتعدد صرخاتنا
وجبهاتنا
وأحلامنا واحلافنا
وتحزب احزاننا
…..
كانوا مخرجين عالميين
لا مثيل لهم
أظهروا بشاعتنا بأحتدام
أنتجوا أشباحاً
وأشباه رجال
واساطير طغاة
وتماثيل قبور
وقصور دون زهور
ونساء دون حضور
توزعوا العالم بهوليود
وحصدوا الاوسكار
وأعلى الجوائز الذهبية
فأمتدحتهم الغارديان
والديلي تلغراف
ونقاد الصحف الفنية
……
الفيلم سكوب ملون
بدم شوارعنا
وزرقة أحبارنا
ألوان دجلة والفرات
أصفرار اشجارنا
ذبول نخيل البصرة
وانحسار خضرة سومر
وهي تدفع العطش الأكيد
والعناوين لافتتات
تصطبغ بالسواد
والدموع لغة الأمهات
والموسيقى التصويرية
مقامات حزن أكيد
يصورقلب بغدادنا
والكادر …
تظاهرات شباب منتفضين
من أقصى الجنوب
الى أدنى الشمال
والكل مشاريع موت أكيد
والعنوان بالخط المسماري
سؤال صارخ بأنتباهته
هل ثمة من يؤكد غير ذلك …!!؟؟