15 نوفمبر، 2024 9:31 ص
Search
Close this search box.

السيناريو العراقي والهدف المصري !

السيناريو العراقي والهدف المصري !

” سنعمم تجربة العراق على المنطقة بأسرها”

هذه قراءة سلوكية مكثفة لما يدور في الواقع العربي والمصري.
عندما تم إسقاط الدولة في العراق وتفكيكها بالكامل , تعالت النداءات بخصوص بناء تجربة متميزة وتعميمها على جميع دول المنطقة , وقد تم إنشاء تجربة فريدة وغير مسبوقة في تأريخ العراق والمنطقة , ومع مضي الأعوام القاسية الدامية المدمرة , تبين أنها فعلا قد سُوِّقت بقدرات تسويقية معاصرة ومتطورة تحت عناوين ومُسميات متنوعة , إنتشرت وطغت في ليبيا وسوريا واليمن وباقي الدول على القائمة وستأتي تباعا وحتما.
والمتابع لما جرى في العراق يعرف أن متواليات الأحداث كانت دامية وذات شحنات عاطفية عالية جدا , تبلد العقول وتمنع الحكمة وتساهم في الإندفاع الهائج نحو الإنتقام , حيث بدأت بالقتل العشوائي والخطف والتعذيب والإعتقال , والقيام بعمليات قتل فظيعة ومروعة تستثير العواطف وتلهب النفوس الأمّارة بالسوء وتشيع الخوف , مما يدفع إلى التكتل والتشظي والتمزق والتحفز البقائي الرامي إلى ردود أفعال إنعكاسية شديدة النتائج والتداعيالت.
وبعد أن تواصل التسعير العاطفي واللهيب الإنفعالي توجت الحالة بنسف مرقدي الإمامين في سامراء , لتطلق الأجيج العدواني العاطفي الأعمى الذي أدى إلى إزهاق أرواح آلاف الأبرياء , وشاع القتل على الإسم والهوية وغيرها من المسميات الطائشة , فتمزق المجتمع وتترسن في فئات وتحزبات وعشائريات وقبليات ومناطقيات ومجاميع مسلحة هنا وهناك.
ويبدو أن مصر العربية الأبية مُستهدفة وبضغط هائل وقدرات متنامية , وربما يُراد تطبيق السيناريو العراقي في أراضي مصر العربية الأبية , فما حصل وسيحصل يتوازى ويتطابق مع ما جرى ويجري في العراق , وهذا يعني أن الضربات ذات الشحنات العاطفية العالية ستتواصل لكي يغيب العقل وتنفلت العاطفة , وتبدأ مسيرة التمزيق المجتمعي والتكورات المعادية لبعضها البعض , وبهذا تتفكك الدولة وتتقسم البلاد , ويعيش المجتمع في دوامات ما أصاب العراق من الويلات والدمارات المُهينة.
أي أن مصر ربما مقبلة على مواجهات عنيفة ذات آليات تأججية لشحن التفاعل العاطفي السلبي , وإيقاد جحيمات السلوك الخسراني التدميري الفتاك.
وما يدور في المنطقة يشير بوضوح أن المصدر واحد , والذين يشرفون على هذه التفاعلات التخريبية هم أنفسهم الذين فعلوها في العراق وعمموها على ليبيا وسوريا واليمن , والمطلوب مصريا وعربيا التلاحم المطلق والإعتصام بالوطن والوحدة الوطنية , وإعلاء قيمة المواطنة والدفاع عنها أمام هذه الصولات الهالوكية التتارية الطباع والتطلعات , والضرب بيد من حديد , وتقوية الجيش ووحدته وتمسكه بالقيم الوطنية العليا , والنأي به عن التفاعلات المرسومة بدوافع التمزيق والتفريق ما بين أبناء الوطن الواحد , فالتجارب التي أجريت في مختبر العراق , أعطت نتائج ونظريات جاهزة للتطبيق , ودروسا للإفتراس السهل المريح.
وأملنا أن ينتصر الجيش والشعب المصري على وابل الهجمات التمزيقية , وعهدنا بمصر أنها القلعة التي تتحطم عندها جميع المؤامرات والهجمات , ولسوف تهزم أعداء مصر والعرب مثلما هزمت جيوش هولاكو وجرّعته كؤوس الهزائم والخذلان.
وعاشت مصر عصيةً على أعدائها , وتشامخت عاصمتها القاهرة للعدوان!!
وتحيا مصر حرة أبية عربية!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات