التدخل السافر للنظام الايراني في سوريا عام 2011، أبان إندلاع الثورة السورية والذي رافقته ظروف وأوضاع وأحداث وتطورات خدمت هذا التدخل کثيرا وهيأت أکثر من فرصة لإستمراره وتحقيقه لأهدافه المشٶومة ولو کانت الثورة السورية قد حدث في الوقت الحاضر وتزامنت مع الثورتين العراقية واللبنانية فإن التدخل الايراني کان سيکون صعبا جدا وإن إحتمالات فشله وخيبته کانت هي المرجحة.
الحديث عن إحتمال قيام النظام الايراني بإعادة إستنساخ تجربته الخبيثة في سوريا ضد الثورة العراقية، صار يتردد في العديد من الاوساط وإن توقيت ذلك يأتي من أجل بعث اليأس والاحباط في نفوس الجحافل الجماهيرية في العراق، خصوصا وإن الانتفاضة العراقية هي الاقوى والاکثر عزما وتصميما على مواجهة النظام الايراني ومشروع خميني الضار المضر وطرد النظام الايراني من العراق وإنهاء نفوذه”المصائبي الکارثي”، ولکن السٶال هو؛ هل يمکن أن يکتب لإعادة إستنساخ السيناريو السوري في العراق النجاح؟
من الواضح جدا بأن هناك إختلاف کبير جدا بين الثورتين السورية والعراقية وکل الظروف والاوضاع المحيطة بهما، إذ أن الثورة السورية کانت لأغلبية الشعب السوري”وهم من أهل السنة”، مما إستغل النظام المسألة الطائفية کقميص عثمان وأطلق مزاعمه الکاذبة بشأن دفاعه عن المراقد الشيعية في سوريا والمنطقة وبشکل خاص مرقد السيدة زينب، لکن في العراق تختلف الحالة تماما، ذلك إن الاغلبية الشيعية هي التي قد قامت بهذه الثورة وإن النظام الذي تدخل أساسا في دول المنطقة بدعوى حماية الشيعة وزعم مظلوميتهم، فإنه من الصعب عليه إستخدام الورقة الطائفية ضدهم، والاهم من ذلك إن شيعة العراق عندما يثورون بوجه نظام ولاية الفقيه ويقومون بتمزيق صور خميني وخامنئي والارهابي سليماني، فإن ذلك يعني بأن مشروع خميني قد أصبح في مهب الريح وإن مهمة هذا النظام في العراق قد أصبحت ليس صعبة وإنما معقدة أيضا ولاسيما بعد أن صار دور هذا النظام مکشوفا ومفضوحا أمام العالم کله وليس العراق والمنطقة فقط.
خطورة الدور المشبوه للنظام الايراني في المنطقة ولاسيما من حيث تأسيسه لأحزاب وميليشيات عميلة له، قد أصبحت قضية مکشوفة ومفضوحة وإن التقرير الاخير للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، وهو مركز فكري بريطاني في مجال الشؤون الدولية، قد أكد في دراسته حول نفوذ إيران الإقليمي، أن الميليشيات التي أنشأها الحرس الثوري في دول المنطقة تعتبر بالنسبة لإيران أهم من صواريخها الباليستية وبرنامجها النووي، وهذا التقرير يذکر يذكر بتصريح مهم للسيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، قبل 16 عاما وبعد احتلال العراق وتحديدا في ديسمبر 2003، حيث أكدت قائلة آنذاك: “إن خطر تدخلات النظام الإيراني في العراق هو أخطر مئة مرة من خطر النووي”، وإن مايجري حاليا في العراق هو إنتفاضة وثورة ضد هذه الميليشيات ولذلك فإن موقف النظام في العراق لايحسد عليه أبدا!