23 ديسمبر، 2024 6:24 م

السيناريست والكاتب حامد المالكي يتحدث عن تجربته الابداعية في رواق المعرفة

السيناريست والكاتب حامد المالكي يتحدث عن تجربته الابداعية في رواق المعرفة

• الدراما والسينما اصبحت سلاحا خطيرا وقد استغلتها امريكا باحتراف متقن
•  قناة العراقية تسعى لانتاج 20 مسلسلا دراميا في رمضان 2013!!
• (سارة خاتون) اول عمل عراقي يباع الى القنوات العربية بعد انقطاع 16 عاما
زهير الفتلاوي
قدم الكاتب والسيناريست حامد المالكي نبذة عن تجربته وانطباعاته في مجال الكتابة الدرامية والصحفية والقصص الروائية فضلا عن التأليف والعمل الاعلامي واصفاً عملية الانتاج الدرامي في العراق بالصعبة والمعقدة ووجود بعض القنوات الفضائية التي تعمل وفق اجندة خارجية وتسعى لتكريس الاملائات السياسية على المنتج والمخرج.
قدم الجلسة البغدادية الاكاديمي  والممثل ميمون الخالدي والناقد الفني والصحفي سامر المشعل الذي قال عن المحتفى به انه فنان مغامر ومشاكس وتميز بتقديمه افضل الاعمال الدرامية العراقية وعمل مع المنتجين العرب وسوقت بعض اعمالة للقنوات العربية المختلفة.
المالكي قال خلال الجلسة التموزية الحوارية الساخنة في رواق المعرفة والتي حملة عنوان ( سيرة حياة مبدع ) وحضرها نخبة من المثقفين والاعلامين وجمهور غفير: ان المنتجين والمخرجين العراقين استفادوا كثيراً من التجارب التي عملوا بها مع المخرجين والمنتجين للدراما العربية وذكر ان الدراما العراقية تسير نحوى الافضل وسوف تنافس في المستقبل الاعمال العربية من خلال تجربتهم والاحتكاك مع اصحاب الخبرة والسمعة الكبيرة في الدراما العربية لافتاً الى معاناة المنتجين العراقين لعدم وجود فنانات عراقيات يجسدن الادوار المناطة بهن وعلى عكس التجربة اللبنانية والسورية والمصرية .
المالكي ذكر: ان الدراما والسينما اصبحت سلاحا خطيرا جدا، وقد استغلتها الولايات المتحدة الامريكية، والسينما هي اختراع فرنسي ولكن بتطوير امريكي، حيث ادرك الامريكيون ان السينما اداة تغيير وتستطيع من خلالها ان تنقل افكارك، لذا عملوا على هذا المضمون، وقد تتفاجأون ان قلت لكم ان البنتاغون لديه وحدة انتاج سينمائية في لوس انجلوس عبارة عن عمارة ناطحة سحاب، ومن اشهر افلام البنتاكون، هو فلم لتوم كروز الذي يظهر فيه طيار مع مجموعة من الطيارين لغرض الحصول على اعلى درجة في الطيران، وقد انتج هذا الفيلم لان الشباب الامريكي اخذوا يعزفون عن الدخول الى هذا المجال بعد حرب عام 1991، فحدثت هناك مشكلة في القوات المسلحة الامريكية، فلجأوا الى السينما من اجل حل هذه المشكلة واستخدموا شاب وسيم يحب معلمته ويتمنى ان يصبح طيارا، بحيث انت عندما ترى الفيلم، تتمنى ان تصبح طيارا، وان كنت كبيرا في العمر، تريد ان يكون ابنك طيارا، فهم فهموا اللعبة، ولينين الزعيم الروسي المعروف، كان لديه مخرج عمل له عدة افلام منها (المدرعة) و(اضراب)، وقد انتجت في عام 1917 و1918 و1920، وكانت هذه الافلام تبشر بافكار لينين، بحيث ان اول مقطع للفيلم تظهر فيه صورة لينين ومقولة له، ثم يبدأ الفيلم، فهم سبقونا نحن العراقيين والعرب في معرفة اهمية الفيلم والدراما، فالدراما تستطيع القضاء وبشكل سريع على الكثير من الظواهر الاجتماعية السلبية، مما لو تم تناولها على شكل مقالة او تقرير او تحقيق او مقالة او دراسات، فالمسلسل الناجح كفيل بالقضاء على هذه الظواهر بشكل اسرع، فثقافتنا اصبحت ثقافة صورة وليست ثقافة كلمة.
واستدرك قائلا: ان الكاتب الذي يكتب مقالة او رواية له جمهور اقل، من الذي يقوم بصناعة صورة او فلم او فوتوغراف، وقد انتبه العرب الى هذه النقطة في العشرين سنة الاخيرة، بينما العراقيون انتبهوا لها بعد عام 2003، ولكن الفهم صار مشوش بحيث ان حتى الدراما اصبحت طائفية، ففي رمضان هذا، سوف ترون عملين، واحد منهما سني والاخر شيعي.
وتمنى الكاتب على صناع القرار في العراق الذين يريدون تغيير العراق نحو الاحسن ان يعتمدوا على الدراما، فقبل حوالي الاسبوع، اجتمعت مع الدكتور محمد عبد الجبار الشبوط رئيس شبكة الاعلام العراقي، وكانت لديه خطة طموحة في ان يصنع في عام 2013 حوالي عشرين مسلسل درامي، وهذا العدد كبير جدا بحيث ان اعظم قناة التي هي mbc لا تستطيع ان تفعل ذلك، فقلت له: ان قمنا بانتاج عشرة فهذا شيء ممتاز، فاعتقد ان الدولة يجب ان تفكر في الدراما وتستخدمها في محاربة الارهاب ولتغيير المفاهيم التي ادخلت لنا بعد عام 2003، مثل مفاهيم قطع الرؤوس وظهور مافيات الفساد وغيرها، يجب ان تستغل الدراما للتغيير.
وبين الكاتب المحتفى به: ان الذي كتبته وظهر في التلفزيون كانت اشياء عايشتها انا شخصيا، فقد كتبت عن الحرب العراقية الايرانية بينما كان عمري فقط (11) سنة، لكني اذكر كل تفاصيلها، لكن الله اعطاني الموهبة التي هي نفسها التي تصنع الرسام والمسرحي عندما يستحضر شخصية، وانا اعتقد ان الذي لا يملك موهبة التسجيل، لا يمكن ان يكون فنان، وانما يكون فنانا جامدا ليس فيه روح او حياة.
وعن اعماله لهذه السنة، ذكر المالكي: ان منتصف عام 2011 و2012 كان من اصعب الاعوام، حيث كتبت فيه مسلسل “الحب والسلام”، الجزء الثاني، وكذلك “الحب في الفيس بوك”، ومسلسل “قصة حي في بغداد” الذي كان من اخراج المخرج العراقي فارس طعمة التميمي، وكان مسلسلا مهما يتحدث عن تفاصيل الوقائع التي جرت بعد اسبوع من حادثة تفجير كنيسة سيدة النجاة، وما الذي دار من حديث بين العوائل المسيحية وردة فعلهم ازاء الحادثة، ولكن رغم هذه الاعمال الثلاثة، الا انه سوف لن يظهر لي اي عمل في رمضان، فقناة السومرية التي انتجت هذا المسلسل ارتأت ان يكون عرضه بعد شهر رمضان، من اجل ان يتم تسليط الضوء عليه، كما ان احداث سوريا هي التي اخرت تنفيذ مسلسل الحب والسلام الجزء الثاني والحب في الفيس بوك، حيث ان الكاميرات والممثلين موجودين، وكلما اردنا تصوير وتسجيل الاحداث، تحدث هناك مشكلة في دمشق، فاضطررنا الى ان ننقل اعمالنا الى بيروت، وبعد انتهاء هذا الشهر سوف نبدأ بانتاج وتصوير المسلسلات لكي يتم عرضه في عام 2013.
والمح الكاتب الى انه سعى لنقل التجربة المحلية في مجال الدراما الى العالم العربي لوجود العديد من النجوم في التأليف والاخراج والتمثيل.
وقال المالكي: خلال احداث عام 2006 هاجرنا الى دمشق، وهناك تعرفنا على تجربة متقدمة جدا فيما يتعلق بالاجهزة والامور الفنية، كتقنيات الماكياج والتصوير والاضاءة التي يمتلكها الاخوة السوريين، فكان اول عمل عراقي يصور في سوريا هو (سارة خاتون) عام 2006، وهو اول عمل يباع الى قناة عربية التي هي (MBC) انقطاع دام (16) سنة عن الاعمال العراقية، وذلك بسبب احداث الكويت، فهذا العمل كسر الحصار، ومسلسل الحب والسلام الذي انتج عام 2010 فقد عرض في قناة روتانا خليجي، ولكني اكتشفت انه لا يمكن ان تكتب عمل وتصوره بنهكة بغدادية ما لم يصور في العاصمة بغداد، وعندما كتبت (فوبيا بغداد) والتي تدور احداث خمسة حلقات منه في بغداد، ثم يهرب البطل الى دمشق، ولذلك ننتقل بالاحداث الى هناك، والحب والسلام تم تصوير مشاهده في جبال كردستان، كما كانت هناك مشاهد صورت في شمال سوريا لتعبر عن مناظر تركيا، فكان 70% من مشاهد العمل خارج العراق، لاننا عندما اردنا تصوير المشاهد في بغداد لاقينا صعوبة كبيرة، بينما مسلسل السيدة زينب، كانت احداثه في منطقة السيدة زينب، ولكن مسلسل (رسائل من رجل ميت)، كان من المفروض ان يصور في العراق، وكان يفترض ان يمثل فيه الفنان محمود ياسين بدلا من غسان مسعود، وكان يفترض ان تكون المدينة الاعلامية مشتركة معنا في الانتاج في القاهرة، لكن سوء تنظيم احد الاشخاص العاملين في البغدادية، ضيع علينا فرصة التعامل مع المدينة الاعلامية ومع محمود ياسين، فاضطررنا الى تحويل عملنا الى سوريا، وقمنا بعمل حي مصري وصبغ السيارات وجلبنا الممثل غسان مسعود وادى دورا جميلا مع الفنانة شذى حسون، ومسلسل (قنبر علي) الذي صورت احداثه في دمشق كان جميلا جدا، ولكني ارتأيت ان يصور مسلسل (الدهانة في العراق) وكان في سنة 2008، وجلبنا مدير تصوير سوري الذي هو عبد القادر الاطرش الذي كاد ان يخطف لولا عمال الانتاج واهالي منطقة الكريمات الذين حموه، فلم نستطع ان نصور في منطقة الدهانة لان ازقتها ضيقة جدا، فصور في الكريمات، فظهر عمل بنكهة خاصة، بيئة بغدادية بعيون شامية، فهجرتنا الى سوريا كانت مفيدة جدا، واصبح لدينا مصورين يعملون على انظمة حديثة جدا، لانهم عملوا مساعدين للمصورين ثم اصبحوا مصورين، وكذلك لدينا فنيوا اضاءة جيدين، والان عندما رجعت الدراما الى العراق، حيث رجعنا نحن بقدرات فنية كبيرة.
وتطرق الى مستقبل الدراما العراقية قائلا: بعد الاحداث في سوريا ومصر اللتان كانتا من اهم الدول في انتاج وتصدير المسلسلات والاعمال الدرامية، وسيكون المستقبل القادم للدراما العراقية، وانا متفائل بذلك، وتوجد فرصة سانحة لتلك الاعمال ودعمها.
وكشف المالكي: ان الذي رفع وصعد الدراما السورية هو رأس المال الخليجي، والان الخليج يبحث عن البديل، ولكني لا اتوقع ان يكون البديل عراقي، واعتقد انه ستبقى مشكلة الخليج مع العراق مستمرة، فالبديل الان لرأس المال الخليجي هي الدراما اللبنانية، فانا عندما اكتب مسلسل اضع في المسلسل بنتين او ثلاثة، لان هناك منع من الاهل لعدم المشاركة في التمثيل، بينما في لبنان يتوفر الكثير من الفتيات الممثلات ويمتلكن الجرأة في اللبس والتمثيل والجمال، وهذا ما يطلبه رأس المال الخليجي، وانا لدي فقط مسلسلين سيتم تصويرهما في لبنان، وهما الحب والسلام والحب في الفيسبوك، فسيكون عام 2013 عام الدراما اللبنانية والمصرية لانهم يملكون الان اعمال مهمة جدا، ولازلنا الان ننتظر فرصة اكبر لدعم الدراما العراقية ويجب ان لا نعتمد على رأس المال الاجنبي.
مبينا ضعف الاستثمار في المجالات الثقافية والسياحية، فلا يوجد لدينا مستثمر سياحي اطلاقا، ولا حتى مستثمر فني يقوم ببناء دار عرض مثلا ثلاثية الابعاد، التي يجني من خلالها اموالا طائلة، فنحن بحاجة الى رأس مال ذكي يستثمر في مجال الثقافة.
وقال: ان كثير من المسلسلات المنتجة لا تحمل الهوية الوطنية للانسان العراقي، وشخصية المواطن العراقي، فنرى كثيرا من الصور المشوهة للمجتمع في كثير من المسلسلات التي تعرضها قنوات عراقية والتي تمول من اموال خارجية مشبوهة.
موضحا: ان الدراما العراقية تقدمت بعد عام 2003 بفضل الاستثمار الثقافي في القنوات العراقية مثل: الشرقية والبغدادية والسومرية والرشيد الذين انتجا هذه الاعمال، فتعتبر استثمارا ثقافيا، فلولا هذه المسلسلات لم نر هذه الاعمال الجميلة والرائعة، لان العراقية لم تنتج اعمالا جيدة قبل 2007، بل كانت سابقا اعمالا ضعيفة، صحيح ان هناك اموالا خارجية تصرف على بعض القنوات لانتاج مسلسلات، سواء كانت اموال مشبوهة او غيرها، وانا قد عرضت علي انتاج مسلسلات من هذا النوع ولكني رفضتها، فرأس المال يفرض عليك شروطه واملاءاته، ولكني اقول للحقيقة والتاريخ، ان القناتان الوحيدتان اللتان تأخذان العمل وينفذ بالنص من دون تغيير، قناتا البغدادية والسومرية.
وعن بداية اعماله في الكتابة الدرامية، ذكر: ان اول عمل كتبته عام 1996، بعمر 16 سنة، وكذلك كتب اعمالا اخرى بعد سفره الى سوريا ولبنان، ويعتقد انه قد انتهى الان من كتابة كل شيء.
مبينا: انه يقوم حاليا بتدريب بعض المؤلفين الشباب ومنهم الفتاة التي كتبت مسلسل القناص، وماجد الفهداوي الذي كتب مسلسل بيوت الصفيح، وكذلك لدينا عمل عن الاطفال المشردين الذي يكتبه احد الشباب، كما لدي بالاضافة الى تدريب هؤلاء، لدي مجموعة اخرى غيرهم ادربهم واتواصل معهم خطوة بخطوة، فانا لا اريد ان اعتمد على السيناريو، فكتابة عملين او ثلاثة في السنة، عملية متعبة ومرهقة وضحك على الذقون، فيجب ان يكون هناك عمل واحد في السنة او كل سنتين عمل وهكذا، فانا كتبت عن تجارب حياتي كلها، فاريد ان اعيش تجارب جديدة لاكتب عنها.
تلا ذلك تقديم العديد من الاعلاميين والاكاديميين والمختصين بالشأن الثقافي والفني العديد من المداخلات والنقاشات والشهادات، وابرزها مداخلة الطبيب الموسوعي رافد الخزاعي الذي وصفه مقدم الجلسة ميمون الخالدي بالناقد الفني الكبير.
وختمت الامسية بالتقاط الصور التذكارية وتبادل الحديث بشأن واقع الدراما والفنون في شهر رمضان المبارك.
يذكر ان الفنان حامد المالكي تــولد: بغداد عام/1969، التحصيل الدراسي: بكالوريوس فنون جميلة / جامعة بغداد 1993. التخصص: فنون سينمائية عمل في المجالات التالية:الصحافة، حيث عمل في مجال الصحافة منذ عام 1993 بصفة محرر ثقافي ومصور فوتوغرافي في مجلة (أسفار) الثقافية. عمل في صحيفة الجمهورية البغدادية بصفة مصور صحفي عام 1996. شارك في إصدار صحيفة الاستقلال بعد التاسع من نيسان 2003 وقد عمل بها بصفة مديرا للتحرير. كتب عدة مقالات سياسية وثقافية في عدد من الصحف العربية والعراقية ومواقع الإنترنت. وكتب العديد من الاعمال الفنية التلفزيونية والمسرحية.