23 ديسمبر، 2024 5:24 ص

السيستاني يقف متفرجاً ليركب موجة التقلبات السياسية

السيستاني يقف متفرجاً ليركب موجة التقلبات السياسية

دخل عبد الله بن عباس يوماً على الإمام علي “عليه السلام”فوجده يخصف نعله فعجب ابن عباس من أن يخصف أمير المؤمنين نعله بنفسه، وهو يحكم مناطق شاسعة من العالم القديم، فقال لابن عباس: (ما قيمة هذه؟) – مشيراً إلى نعله – قال: لا قيمة لها، فقال الإمام: (والله لهي أحب إليّ من إمرتكم إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً).فالسلطة والخلافة والزعامة والقيادة والسلطة والمنصب في منظوره “عليه السلام” تعني: إقامة الحقوق، ومقاومة الفساد وأهله, وهي وسيلة وليست غاية, وهي تكليف, وليس تشريف وتسامي وتكبر وتعالي على الناس, واستعبادهم والاستخفاف بهم, واللعب بمقدراتهم، القيادة والسلطة تعني عنده نصرة المظلوم والاقتصاص من الظالم, وتحقيق العدل والمساواة, ووثيقة التعايش السلمي التي أطلقها: الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق,لا يوجد في إيديولوجية علي بالخلافة أو الزعامة مفهوم الوقوف والتفرج وانتهاز الفرص وركوب الموج وانتظار صاحب الكفة الأقوى لينبطح له، ولا يوجد في منطقه التلون والتكيف مع المتغيرات والبيعة لصاحب القوة والنفوذ والسطوة ، بل كان ثابت المبدأ والموقف…لكن ما نشاهده اليوم من منتحلي التشيع هو إن الزعامة والسلطة والمنصب صار هدف وغاية, تُسحق من اجلها كل القيم والمبادئ السماوية والإنسانية, وتُسفك من اجلها دماء الأبرياء, وتُخرِّب الأوطان, والأشد والأنكى والأخطر والأقبح هو أن يتم ذلك ويُمَرر باسم الدين والمذهب.بعد أن أقحم السيستاني نفسه بالسياسة وزج العراق وشعبه في مستنقع الفساد والمفسدين ومحرقة الطائفية وغابة تحكمها المليشيات والعصابات، وفي ظل هذه المرحلة الأخطر في تاريخ العراق يعود السيستاني إلى سباته وصمته ضمن خطوة ممنهجة، ليقف متفرجا على ما يجري بالساحة ليركب موجة التقلبات السياسية ينتظر صاحب الكفة الأقوى والنفوذ لكي يقدم له الولاء والطاعة ويسخر فتاويه لخدمة مشروعه، من اجل أن يحافظ السيستاني على عرشه وزعامته، ولأن المعطيات تفيد بان الكفة مالت إلى الجانب الآخر على حساب انحسار إيران وملحقاتها، فلا عجب أن نسمع من السيستاني خطابات الوطن والوطنية والعرب والعروبة والتغني بها، وأن تختلق له الماكنة الإعلامية مواقفا من نسج الوهم والكذب، بأنه كان قد وقف ضد المد الإيراني، ولا غرابة أيضا أن تصدر فتاوى منه ضد إيران وأدواتها ويتخلى عن الحشد الطائفي الذي أسسه بفتواه الطائفية، وغيرها من المواقف التي تكشف عن صفة التلون والتقلب الملازمة لشخصيته ومنهجه والتي تدور حيثما دارت مصالحه الشخصية، وهذا ما استقرأه المرجع العراقي العربي الصرخي قبل أكثر من سنتين ونصف في خطبة له في صلاة العيد حيث كان مما قاله :((وستشهد الأيام، مَنْ الآن سار ويسير في ركاب إيران، كيف سيتخلى عن إيران، كيف سيتبرأ عن إيران، كيف سيكون هو صاحب القومية والحرية والاشتراكية والوحدة والعروبة وغيرها من العناوين!!!…..الفتاوى التي قطعت رأس صدام، اقتربت بأنها ستُسَخَّر وتُسَيَّر لقطع رقاب مَنْ يتصدى أو لمحاولة قطع رقاب مَنْ يتصدى في إيران، ستجدون بأن هذه الرموز وهذه الأشخاص وهؤلاء المنتفعين سيكونون هم المحررين !!!…هم سيكونون مَنْ وقف ضد المد الصفوي في العراق!!!، هم مَنْ يقولون وقفنا ضد الاستعمار الإيراني!!!، كما هم سابقا وقفوا مع صدام ضد الأميركان، ووقفوا مع الأميركان ضد الصداميين والبعثيين، والآن سيقفون مع الأميركان ضد الإيرانيين،، ومجريات الأمور والأحداث ستكشف لكم هذا الأمر..)).فمرجعية السيستاني لازالت ملازمة لمسارها في سياساتها المُتقلبة والتملق للأنظمة الحاكمة، فهي التي أفتت ووقفت مع صدام، ونفسها أفتت ووقفت مع الأميركان وهي من أفتت لصالح إيران ومليشياتها المجرمة ودعمت الفاسدين، كل هذا من اجل العرش والزعامة التي لا تساوي شسع نعل عند علي “عليه السلام” إلا أن يُقيم حقا أو يدفع باطلا، فشتان بين علي وبين مَن ينتحل مذهب علي ومولاته ويتاجر بها …. https://www.youtube.com/watch?v=c6DRGZqVLPs&feature=youtu.be