تقمص في اللغة، قلد عمل شخص ما او حاكاه في هيئته وسلوكياته، وهنا نود ان نوجز بعض من العلامات، التي تقمصتها مرجعية الامام السيستاني، في اطرها العامة من خلافة النجف للامة الإسلامية قبل (1400 عام) بقيادة امير المؤمنين (ع)، وبلا أدني شك من يتابع زهد الامام السيستاني ويقارنه بزهد الامام علي سيخرج بنتيجة، ان الشبل من ذاك الأسد.
علي السيستاني الذي لم يخلق ازمة على زعامة الحوزة العلمية، التي تنصب بها تنصيب مرجعي لا غبار عليه، لم يشهر سيفا ولم ينطق كلمة، كي لا تهدم بخناجر الشخصنة أكبر جامعة إسلامية تدرس الفقه والعقيدة والأخلاق، واستنبط حكم سكوته من جده امير المؤمنين المنصب الاهياً، والذي بقي يجرع مرارة تهديم الدين الحنيف.
عاد الحق لنصابه واجتمعت الامة على علي السيستاني كما اجتمعت على علي ابن ابي طالب، وبات زعيماً وقائداً لملايين من الجماهير التي تنتظر إشارة منه، لكنه بقي ملازماً لدار مرجعيته الصغيرة والمليئة بالممرات الضيقة، في احدى دهاليز النجف القديمة، والتي لا تبعد عن مرقد امير المؤمنين سوى عشرات الأمتار، في لاحقة لسابقة فعلها الامام علي(ع)، فسكن في دار صغيرة بالقرب من جامع الكوفة الرئاسي، يقود من داره تلك دولة مترامية الأطراف.
الاعتدال، وحب حتى المعارضين له، والحرص على السلم الأهلي، وتسوية الخلافات، والحزم في المواقف التي تحتاج قوة، والصمت الكبير، والروح المتسامحة، من اهم الصفات التي تقمصها المرجع المفدى من جده، وانطلق بها بكل ثقة وثبات نحو تخليص المجتمع من الشخصنة وحب الذات، وعمل جاهداً على نشر لغة السلام، فلا أحد يزايده على حب العيش الكريم وسط مجتمع متسامح يرفض لغة الدم.
بناء الدولة، ووضع حجر أساس الديمقراطية والمدنية، والضغط على المتصدين على كتابة دستور بأيادي عراقية منتخبة، والتركيز على المشاريع الإصلاحية الكفيلة بتوطيد العلاقات بين مكونات الشعب، والعمل بقوة على بناء اهم قواعد دولة المواطنة، كلها بنود ركزت عليها المرجعية الدينية، ولا شك انها كانت اهم بنود بناء الدولة الإسلامية بقيادة علي ابن ابي طالب (ع).
التسقيط الممنهج، والسباب العلني، والشتائم الجارحة، التي تعرض لها مرجعنا، قد زجت في دروس لشرذمة جاهلة، من تلك المنابر التي طالما تغنت في لعن سيد الاوصياء، وجعلت شغل طائفة كبيرة سب علي وأولاده (ع)، ها هي اليوم تجعل من مرجعية النجف هدفاً للتسقيط واللعن.
خلاصة القول: لكل ما تقدم وغيره من مرادفات كثيرة اجتمعت في مرجعية النجف ومرجعية ابن ابي طالب (ع)، جعلت من الامام السيستاني يرتدي قميص خلافة جده امام المتقين (ع).
سلام.