لحل أى مشكلة لابد من الاعتراف بوجودها ومعرفة وتحديد أسبابها الجذرية، فبعد التحديد الدقيق للمشكلة يجب النظر في أسباب حدوثها فهنا نصف الحل ان لم نقل كله، وهذا يحتاج إلى إرادة حقيقية للوصول للحل، ونظرة موضوعية ودرجة عالية من الحيادية والتجرد في تحديد الأسباب، والتي قد توجه أصبع الاتهام إلى بعض الخطوط الحمراء، التي لا يمكن الاقتراب منها فضلا عن المساس بها أو تخطيها.
البعض يرى إن مشكلة العراق وشعبه تكمن في تسلط الفاسدين، وهذا الرؤية وأن كانت صحيحة ولكنها لا تمثل صلب المشكلة أو كلها، لأن أولئك الفاسدون لم يصلوا إلى سدة الحكم، لولا وجود من أوصلهم إلى ذلك، لأنهم في حقيقة أمرهم نكرات لا يعرفهم جل العراقيين، كونهم قضوا حياتهم الخارج، ولكن ثمة من منحهم الثقة وألزم الناس باختيارهم وانتخابهم، وهذا عين ما قامت به مرجعية السيستاني .
فالسيستاني هو المشكلة، لأنه هو من أمر الناس بانتخاب الفاسدين قائمة 169 و555، وحرمت التظاهر ضدهم، وهذا شيء لاشك فيه ولا غبار عليه ولا يستطيع احد إنكاره حتى السيستاني نفسه، وقد اعترفت بذلك المرجعية بفلتات لسانها ولسان وكلاؤها وممثيليها وخطباؤها وحواشيها وحتى سياسيوها بذلك، ومنهم على سبيل المثال القيادي الصدر عقيل عبد الحسين حينما قال المرجعية والسيد الصدر هدّدونا بالعبوات الناسفة وتحريم الزوجات ودخول النار إذا ما انتخبنا: 169 – 555 – الإئتلاف الوطني
بل ان الشعب العراقي قد اقر بذلك، وقد عبر عنه في شعاراته التي أطلقها في التظاهرات: “قشمرتنا المرجعيه وانتخبنا السرسريه”، و” والله لو ما المرجعيه ما انتخبا الرسريه” وغيرها الكثير من المواقف والشواهد التي يطول المقال بذكرها تؤكد على هذه الحقيقة التي دمرت العراق وشعبه،
ولو سلمنا جدلا بالقول أن الفاسدين هم محض المشكلة يبقى السيستاني سبب المشكلة كما أثبتنا، وهو العقلية التي انتجتهم وسلطتهم، والمنهج العلمي لمعالجة المشكلة يعتمد بصورة رئيسية على إزالة أسبابها وإلا لا يوجد حل لأي مشكلة، ما لم يتم رفع أسبابها، وهذا يعني أن التحرر من قبضة السيستاني وأخوته المراجع ومقتدى الصدر وغيرهم من الرموز الدينية التي كانت ولا تزال السبب في وصول العراق إلى ما هو عليه من الدمار والخراب والهلاك، ومن ثم اختيار الحكم المدني العادل البعيد عن كل الانتماءات والتوجهات الطائفية والعرقية والحزبية وغيرها، إلا الانتماء للوطن وثقافة المواطنة،
هذه هي الحقيقة التي يجب أن تقال وان يعمل على ضوئها فيكفي خطابات وكتابات وشعارات لاتسمن ولا غني من جوع ويكفي دوران في حلقات مفرغة من الحلول الناجعة…
جعفر الابراهيمي : يعترف بأن مرجعية السيستاني هي من اتت بالفاسدين (النكرات) من خلال قائمة 169