23 ديسمبر، 2024 8:14 ص

السيد وزير المالية ينصب المبتدأ ويرفع الخبر!

السيد وزير المالية ينصب المبتدأ ويرفع الخبر!

أنهى السيد وزير المالية مؤتمره الصحفي وعاد إلى بيته معتقدا أنه أدى واجبه الكفاحي في الإجابة على كل ما يتعلق بموضوع الموازنة وتحديدا كارثة صعود سعر صرف الدولار، تلك الموازنة التي تمثل صداعا دائما في رأس كل مواطن عراقي باستثناء اصحاب المعالي والسيادة قادتنا وزعماؤنا، فهؤلاء خارج سياق الأمة العراقية، لأن الطبقة التي تعيش في المنطقة الخضراء تمثل أمة بحد ذاتها.. أمة حية لاتموت وتستطيع هذه الأمة أن تفعل بالشعب ما تشاء، وانت كمواطن فقير لا حول ولاقوة فقط عليك أن تشعر بالحسرة والبؤس والاحباط، لكن في النهاية سيتحول شعورك هذا إلى نوع من البلادة بل شعورا غير نبيلا من وجهة نظر زعماء المنطقة الخضراء. وبالتالي يصبح الشعب العراقي مدانا رسميا بالاعتقال مدى الحياة.
بلا شك هناك حالة من الانهيار النفسي لدى أغلب الشعب العراقي بسبب المؤتمر الصحفي للسيد وزير المالية وكيف أجاب معاليه على تساؤلات الصحفيين بخصوص كارثة الميزانية، فبالرغم من أن المواطن يحاول فك طلاسم هذه الميزانية السوداء من خلال السيد الوزير، إلا أن سيادته استطاع وبكل جدارة زيادة طلسمتها. فعلى سبيل المثال لا الحصر، سأل معاليه عن جريمة مزاد العملة في البنك المركزي العراقي، لكنه لم يجيب وتجاوز الموضوع بكل بساطة، المهم أن السيد الوزير اكتفى بأجوبة باردة معدة مسبقا لاتعني شيئا سوى الاستهزاء بالشعب. وعلى هدى هذه القاعدة تم سحق المواطن العراقي. ولكن بالنتيجة أضحى كلامنا مملا وتقليدي بيد إذا استمرت الامور بهذا النهج سيأتي وقت لايجد ساسة العراق شعبا يحكمونه، او قد نشهد حالة من التمرد الشعبي بحيث يقرر كل من يعتقد أنه مظلوم أن يأخذ حقه بيده، ولأن حكامنا يختبؤن في المنطقة الخضراء ويعرفون كيف يحمون كراسيهم بعيدا عن الشعب، فحتما ستكون المواجهة بين الشعب وبين مؤسسات الدولة بمعنى صفحة جديدة من الحواسم. ومن هنا اعتقد لي الحق أن أتحدث عن تفوق عرق على آخر في العراق، كما اعتقد هتلر أن الألمان أعضاء في مجموعة متفوقة من الأجناس يُطلق عليها (الآرية) فالجنس الآري الألماني مُنِح هبات وعطايا تفوق جميع الأجناس الأخرى، هذا ما أكده هتلر في ظل التفوق البيولوجي الذي منح الألمان حكم إمبراطورية واسعة عبر أوروبا الشرقية. وهي ذات الهبات والعطايا التي يتمتع بها ساسة المنطقة الخضراء أحفاد هتلر فهم أيضا من جنس أعرق من باقي العراقيين في ظل التفوق البيولوجي الذي منحهم حكم العراق والعراقيين.