22 نوفمبر، 2024 11:58 م
Search
Close this search box.

السيد نيجيرفان البرزاني و لعبة دم الشيطان!

السيد نيجيرفان البرزاني و لعبة دم الشيطان!

 في مقالتى هذه، عندما اتكلم عن السيد نيجيرفان البرزاني، لا اقصد شخصه بالذات، و انما اوجه كلامي الى كل المسؤلين الاكراد، الذين لهم الدور في تخطيط الاقتصاد و رسم المستقبل الاقتصادي في أقليم الكردستان، لعل ابرزهم هو السيد نيجيرفان البرزاني رئيس الوزراء في الاقليم، و هو احد المتحمسين للمسائل الاقتصادية، و له دور بارز في قضية النفط و العقودات النفطية، وللتاريخ اقول هو اول من جعل الاكراد اصحابا للنفط. وهذا بفضل سياسته و اهتمامه الزائد بالقضايا الاقتصادية، و هو يواجه انتقادات شديدة من قبل بعض الاحزاب بسبب تلك السياسات، التى انا لا احكم عليها بالخطأ.
    و انا هنا لا اتكلم عن هذه الانتقادات التى يمكن حصرها في مطالبة الشفافية في العقود و مطالبة العدالة في توزيع الثروة التى تكسبها الحكومة في النفط و عقودها مع الشركات الاجنبية، هذان الطلبان هما جوهر تلك الانتقادات، وعندما يطرح هذين الطلبين من جانب الاحزاب فستكون المطالب السياسية اكثر مما تكون المطالب الاستراتيجية، وهذه الاحزاب لاتتجاوز الرؤية السطحية للنفط، وهذا خطر بحد ذاته، وعندما  ننتقد سياسة الاحزاب التى تعارض النفط و الاحزاب التى تصدر النفط، يجب ان لا و هذ نتجاهل مطالب الناس لعيش افضل، و لا نلعب معهم لعبة دم الشيطان. و علينا ان لا نخلط ما بين مطالب الشعب  و مطالب الاحزاب
     والان نسال ما المقصود من لعبة دم الشيطان؟ او بالاحرى علينا نسأل ماهو دم الشيطان؟ عندما راى باحثو الاقتصاد السياسى ان النفط ثروة مزدوجة، مرات تكون نعمة للناس و مرات اخرى تكون نقمة عليهم، او هذه ثروة هي التى تصبح اقتصادا للاسبتداد، اطلقوا عليه عدة التسميات منها(دم الشيطان)أو (فضلات الشيطان)، و عندما بحثوا في اقتصاد الدول الصادرة للنفط و قارنوا معيشة الناس في تلك الدول بحجم النفط الصادر فيها، وصلوا الى قناعة مفادها هو”  ليس النفط خيرا مطلقا للشعوب و انما في كثيرا الحالات يكون لعنة لهم، و ان النفط له لعبة ولعنة في نفس الوقت”. وهناك عدة البحوث التى تناول هذا الموضوع، منها كُتيب معنون” لعنة النفط: الاقتصاد السياسي للاسبتداد” من تأليف جوردون جونسون، و السيد مجيد الهيتي قام بترجمته.
 وهنا يتضح ان قصدي هو بحث عن خطورة مستقبلنا الاقتصادي في الاقليم و ليس الجداول التى لا افهم منها، وقبل ان اكتب هذه المقالة كنت افكر فيما كتبه فرانس فانون في معذبو الارض عن الاقتصاد في الدول النامية او ما تسمى بالعالم الثالث، و كتب عن اهم نقاطه السيد جورج طرابيشى في كتبه” ستراتيجية طبقية للثورة” و لو رجع القاريء اليه يجد ان ملخص اراء هذا المفكر و ما قالها فانون قبل ستين عاما، الان تنطبق على اقتصاد اقليم الكردستان، ولكن انا تجنبت من اقتباسها بحجة بسيطة وهي لعدم استعابها في هذه المقالة، لذلك اكتفى بما كتبه جونسون عن اقتصاد الدول النفطية.
قبل دخول الى افكار جونسون و تنائجها نقول ان اهمية كُتَيب جونسون تكمن في عدة النقاط، اولا: انه يبين كيف يصبح النفط لعنة على الشعوب من كل النواحي، الاقتصادية و السياسية، والاجتماعية و حتى من الناحية الثقافية، ثانيا، ان مع كل شرح وضع جدولا، لكي يشبع فضول أولئك الذين يطالبون بالارقام و الجداول، وثالثا: ان يقوم بألاتيان النموذج ليس غريبا عنا، والنموذج هو العراق.
يذكر جونسون في بداية بحث نسبة الانتاج و الصادرات و الاحتياط النفطي في البلدان المسلمة، بعد ذلك يتحث عن معاناة لعنة الفنط ويعنى ان المشكلة تعتبر ظاهرة في دول الشرق الاوسط ولا توجد في نرويج حسب رأي جونسون، و بنسبة الانتاج يقول جونسون” ان 23 من مجموع 48 بلدا مسلما ينتجون نحو 43% من اجمالي انتاج النفط في العالم(ارقام عام 2003) ويبلغ هذا الانتاج 33،3 مليون برميل في اليوم من مجموع 76،8 مليون برميل في العالم كله”
وصادرات النفط يقول الباحث” هناك 14 بلدا مصدرا للنفط، تنتج اكثر من مليون برميل نفط يوميا، منها 10 بلدان مسلمةن واحتلت البلدان المسلمة هنا %62 من صادرات هذه البلدان” و عن احتياط النفط يقول” يكمن %73 من الاحتياط النفطي المكتشف ف العالم من البلدان المسلمة ويقدر هذا بنحو 837 مليار برميل” و عن حصة الفرد من قيمة الفرد يذكر جونسون في خارج الجدول دولة الامارات، ويضع تفاصيل و ارقام عن 12 دولة اخرى في الجدول، ويقول ” وتبلغ القيمة النفطية للفرد الواحد في الامارات(لكل رجل و كل امرأة وكل طفل او طفلة) نحو 3،2 مليون دولار مقياسا بالاحتياط النفطي مثبت فيها” وبعد ذلك يسأل “اذن  لمن تذهب هذه الاموال فعلا؟ و ماذا يفعل هؤلاء بهذه الاموال؟”.
بعد ذلك ياتي جونسون الى اظهار مخاطر النفط و يذكر ظاهرات عديدة، و نلخصها هنا، منها” ان الطلب على عملة الامة النفطية يميل الى الازدياد، فترتفع قيمتها اكثر من اللازم، و ينتج عن هذا امران تصبح السلع الاجنية رخيصةالثمن من جهة، و من جهة ثانية يفقد الصناعيون والمزارعون و الوطنيون قدرتهم التنافسة حتى داخل السوق الوطني وتعرف هذه الظاهرة باسم (المرض الهولندي)” فضلا عن” ان الاعتماد الاحادي يضعف التنوع الاقتصادي” و ” ان عائدات النفط التى تتدفق على الحكومة تضعف القطاع الخاص و الطبقة الوسطى، و يتوجه ارباب العمل الى الحكومة بدال من القطاع الخاص، لأن ذلك(هو المكان الذي يخزن فية النقود) حسب التعبير شهير لسارق البنوك الاميركي المعروف ويلي ساتون”
 هذه الظاهرات رئيس التى تخلقها لعنة النفط، يظهر منها عدة معاناة فرعية من مجالات الحياة، واكون صريحا، ان هذه الظاهرات موجودة عندنا، و اذا كانت قليلة و درس هو ان لا تكن السلطة فاسدة، و ان تعمل من اجل الاقتصاد الوطني السليم، و انا العراقية اثبت ما نخشاه و لذلك على الرئيس نجييرفان نا ينتبه الى هذه المخاطر، اننا نتدعي الى ان العراقيين عليمه ان يقلدونا، و خوفي ان ياتي الامر معكوسا بحيث بمرور الايام ان نصبح مثل العراق و الدول الاخرى التى وقعت عليهم لعنة النفط.

[email protected]

أحدث المقالات