عندما نطلع علي سيرة السيد موسى الصدر تتولد لنا اراء عن من يكون وراء اختفاء هذا الرجل ، الدليل المادي قد يكون عسير لكن بالمنطق الامر يسير ، لهذا السيد الجليل مواقف ومواقف وهذه المواقف تخلق له الاعداء واعداؤه بالدرجة الاولى من الحكام وابناء مذهبه وللحديث شجون .
في كتاب عصر الامام للاستاذ اكرم طليس يتحدث عن مواقف السيد ومن ضمنها اول زيارة له لمصر جمال عبد الناصر وحقيقة قرات هذا الفصل اكثر من مرة لان فيه عمق عقائدي للسيد ولنتحدث عن الزيارة ماجرى فيها .
سبب الزيارة انعقاد مؤتمر للبحوث في جامعة الازهر ودعوة السيد امر مرفوض في مصر ولكن الاستاذ زهير عسيران نقيب الصحافة في لبنان له علاقات مع صحفيي مصر واولهم محمد حسنين هيكل فقال له لم لا تدعون السيد موسى الصدر لهذا المؤتمر ؟ فقال له معلوماتنا عنه عميل ، فقال له ان كان كذلك فيجب ان تكون عندك حجة هذا اولا وثانيا ان صدقت اليس من المفروض دعوته ونصحه واعادته للصواب ، المهم حصل على الدعوة وارسلت للسيد ، بعد خباثة السفارة المصرية في بيروت بعدم ايصالها ، يقول عسيران تاخرنا في الوصول الى مصر في يوم افتتاح المؤتمر وصلنا في اليوم الثاني وجلسنا في مؤخرة القاعة ، وفي الاثناء علق السيد على بعض المتكلمين فاعجبوا برده وطلبوا منه الجلوس في الصفوف الامامية .
ذهبنا الى الاهرام يقول عسيران وقد جلس السيد مع هيكل بمفردهما وبعد ساعات نهضا وقال هيكل تفضلوا نقوم بجولة في بعض اقسام الاهرام فلفت انتباه السيد جهاز الكومبيوتر الذي ادخل حديثا الى العمل فسال عنه فقالوا له انه يجيب على اي سؤال تكتبه فقال السيد اكتب موسى الصدر ، فظهرت الاجابة انه عميل فضحك السيد واعطى سبحته لهيكل وقال له تفضل هذه من عميل ،
اخذ هيكل موعد للسيد الصدر مع جمال عبد الناصر لمدة نصف ساعة وقبل ذلك كان السيد قد لبى دعوة الازهر لحضور صلاة الجمعة وقد حضر الصلاة وطلبوا منه ان يخطب فسحرهم بكلامه فتهافتوا عليه يقطعون عباءته للتبرك بها بحيث ان الحماية من الشرطة عجزوا من منع الناس بالالتفاف حوله
ذهب الامام لمقابلة جمال عبد الناصر ووقت المقابلة نصف ساعة هكذا حددت ، دخل السيد واذا المقابلة استغرقت اربع ساعات وخرج معه جمال وقال له مفاتيح مصر كلها بيدك , علما ان السيد عسيران اتصل بالصحف المصرية طالبا منهم تغطية الزيارة فرفضوا جميعهم وبعد مقابلته عبد الناصر ظهرت صورته على الصفحة الاولى في صحفهم وجاءوا يتهافتون على السيد يريدون الحصول على صورة او لقاء او تصريح
هذه الزيارة جعلت السيد موسى الصدر شخصية مهمة ومؤثرة في العالم العربي واصبح بغنى عن وساطات بعض السياسيين الاقطاعيين كما يسميهم في انجاز اعمال المحرومين .
هذه الزيارة هي الخطوة الاولى للحاقدين في مراقبة السيد والعمل على احتوائه واول من يفكر باحتوائه هو الكيان الصهيوني وهذا الكيان يستخدم ادواته ضد السيد وادواته هم الحكام العملاء والشيعة الخونة والكلام عن من قد يكون وراء اخفائه فيه مصائب تظهر الى اي مدى الحقد والحسد لهذا الرجل الذي سار بخط ليس هو سياسي ولا هو رجل دين ولا هو فقيه بل انسان يجمع الانسانية والوطن من غير الالتفات الى الديانة والمذهب والقومية والمنصب والاحزاب وبما يتمتع به من ايمان وفكر وشخصية ونكران الذات استطاع ان يكسب لب القلوب والعقول للمسيح والسنة قبل الشيعة ، وهذا مصدر قلق للصهاينة واذنابهم ، حتى ان هنالك راقصة او من هذا القبيل فنانة مسؤولة عن ملابس فنانات مصر طلبت ان تقابل السيد فكان لها ما اراد قابلته لوحدها لمدة ساعة وبعد خروجها قال السيد لا تسمحوا لها ان تاتي مرة اخرى فقيل لها هل حققت ما جئت من اجله ؟ قالت نعم ، قيل لها وما هو ؟ قالت مجرد النظر اليه مباشرة فجلست ساعة فقط انظر اليه وهو يعمل ويتكلم بالهاتف .