23 ديسمبر، 2024 5:18 م

السيد مسرور البارزاني… دعهم في طغيانهم يعمهون

السيد مسرور البارزاني… دعهم في طغيانهم يعمهون

اعضاء دولة القانون لا يسمعون… واذا سمعوا لا يفهمون واذا فهموا لا يجرءون .
قوبلت تصريحات السيد مسرور البارزاني في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية بردود افعال متشنجة من بعض الساسة في بغداد , خاصة في عصابة علي بابا والاربعين حرامي المالكية ( دولة القانون) … حيث طالب قسم منهم حكومة الاقليم بالاعتذار للحشد الشعبي والشعب العراقي عما وصفوه باسائة السيد مسرور البارزاني للحشد الشعبي وانتقاصه منها .. بقوله انها مدعومة من ايران ,ولم تقف الردود عند اعضاء القانون وحسب بل سرت حمى ( الحماسة هذه ) للعضوة السابقة فيها( كيسنجر بغداد) حنان الفتلاوي التي طالبت الحكومة في بغداد بالرد على تصريحات السيد مسرور البارزاني هذه , وما زاد من حنق السيدة حنان الفتلاوي هو وصف السيد مسرور البارزاني قوات الحشد بانها مليشيا وبانها مؤيدة من ايران .

وهنا اريد ان ابرر للسادة اعضاء دولة القانون انتفاضتهم هذه لان المقابلة كانت باللغة الانكليزية ولاننا نعرف المستوى المتدني الذي يعاني منه اعضاء دولة القانون السابقين والحاليين لهذه اللغة فقد راينا اللغة الانكليزية الركيكة لحنان الفتلاوي في احدى زياراتها خارج العراق .

لم يكن تركيز الموضوع في تصريح السيد البارزاني على ( فيما اذا كان الحشد مدعوما من ايران ام لا او اذا كان الحشد مليشيا ام لا ) بل كان التركيز على موضوع اخر يختلف تماما عما التقطته عقول اعضاء دولة القانون وحنان الفتلاوي . فقد قال السيد مسرور البارزاني في اللقاء هذا بان وجود تشيكلات الحشد الشعبي في مدن ذات اغلبية سنية وتغطتيه على دور الجيش العراقي ستخلق الكثير من المشاكل في معارك تحرير العراق من داعش وما بعد داعش , وان الجميع يجب ان يشارك في هذه المعارك .. حيث ذكر ” هذا سيخلق مشكلة أكبر من الدولة الإسلامية. يجب علينا جميعا أن ننظر إلى الأمر باعتباره حربا ضد الدولة الإسلامية. يجب علينا أن نحارب الدولة الإسلامية سويا “

ما كاد التصريح ينشر حتى تقاطر اعضاء من دولة القانون( ائتلاف المالكي) وكيسنجر العراق( حنان الفتلاوي) على وسائل الاعلام ليتهموا السيد مسرور البارزاني كونه ينتقد الحشد الشعبي ويحاول التقليل من دوره وانتقاده ( وكما يقال (( عاوزين جنازة يشبعوا فيها لطم )) ..

بالطبع فان هذا الفهم الممجوج للامور ليس بجديد على المالكي ورهطه , فهم يفتقرون الى الفهم الصحيح للامور وهو احد اسباب وصول العراق الى ما وصل اليه بعد ان حكموه طوال ثمان سنوات .

نقول ل ( فطاحل) السياسة في دولة القانون .. ان هذا التصريح لا يسمى انتقادا ولا انتقاصا من دور الحشد الشعبي بل هو تحذير نابع من دراسة متانية للواقع الموجود على الارض , وهو جرس انذار بان تركيبة الحشد الشعبي بالشكل الذي نراه عليه الان والدعم الايراني (الوحيد) له (وهي دولة تتبنى المذهب الشيعي) سينتج عنها ردود افعال سلبية عند الطرف الاخر السني تصب في مصلحة داعش , وهذا ما يظهر في تلكؤ عملية تحرير مدينة تكريت بعد ان بدات بقوة قبل اكثر من عشرة ايام .

نحن في اقليم كوردستان نعتمد على هذه القراءات بحذافيرها ونمثلها واقعا في حربنا ضد داعش , ففي موضوع تحرير نينوى يؤكد المسئولون في كوردستان بان قوات البيشمركة لن تشارك بشكل مباشر في عملية تحرير الموصل ولن يدخلوا المدينة , بل سيقتصر دورهم على اسناد القوة المحررة لها والتي يفترض ان تكون من ابناء المدينة وعشائرها فقط , وذلك منعا للحساسيات القومية كونها مدينة ذات اغلبية عربية, فهل يمكن ان يدعو الاقليم المركز لتبني نفس الموقف حفاظا على عامل النصر في القتال وياتي بعض المرجفين ويتهموا الاقليم بهذه الافتراءات الساذجة ؟

اننا نعلم ان الحشد الشعبي قد تشكل بعد نداء المرجعية الدينية في النجف للجهاد الكفائي , ونقدر دعوته هذه بل ونعتبرها من الاسباب التي اوقفت التهديد الداعشي على مدن الوسط وبغداد , لكن كل ذلك لا يعني ان لا نشير لمواطن الخطا والضعف في هذا الجهد . فجعل الحشد الشعبي راس حربة في تحرير تكريت سيؤخر من تحريرها ويؤدي الى ضحايا اكثر في طرف الحشد الشعبي نفسه , وتحريرها بهذه الصورة لن يجعل مرحلة ما

بعد داعش افضل من قبلها , وستخلق حساسيات مذهبية جديدة نحن في غنى عنها . فهل يتحمل الوضع العراقي الاستمرار في حالة النزف البشري والاقتصادي لمدة اطول كي يصر الساسة في بغداد ومن ورائهم في ابقاء تحرير المدن السنية بيد الحشد الشعبي بعيدا عن عشائر هذه المنطقة وابنائها وبعيدا عن الجهد الدولي لمحاربة داعش وتقتصر على العامل الايراني فقط فيه ؟

ان كانت السيدة حنان الفتلاوي قد ثارت ثائرتها لقول السيد مسرور البارزاني بان ايران هي من تساند الحشد الشعبي , فكان الاجدى بها ان تثور وتنتفض على تصريح قائد القوات البرية الايرانية العميد احمد رضا بور دستان والذي صرح بان خمسة الوية من القوات الايرانية قد توغلت بعمق 40 كليومتر داخل الاراضي العراقية لمحاربة لداعش . والسؤال هنا لماذا لا تتجرا السيدة حنان الفتلاوي بالرد على تصريحات المسئولين الايرانين بنفس الشجاعة التي ترد بها على تصريحات داخلية عراقية ؟

من الصعب على عقول كالتي تسكن المنطقة الخضراء ان تجاوب على هذه الاسئلة بعقلانية وبعيدا عن الحماسة الفارغة , و قد يكون الجواب عندهم معروفا لكنهم لا يتجرءون على البوح به تطبيقا لنظرية النعامة . وفي تصوري فبدلا من انتقاد السيد مسرور البارزاني على تصريحاته هذه كان الاجدى بدولة القانون وغيرها من الاحزاب والائتلافات العراقية ان تشكر البارزاني على تصريحه الذي ذكر فيه ما لا يستطيعوا هم ان يذكروه او حتى يفكروا فيه .