23 ديسمبر، 2024 11:52 ص

السيد محمد الصدر نور في زمن الظلام

السيد محمد الصدر نور في زمن الظلام

يختلف المصلحون وعلى اختلاف عقائدهم وافكارهم في كثير من الامور الا انهم يشتركون او يتحدون في امر واحد وهو احداث التغيير في المجتمع وتوجيهه الى الصالح من الامور ولكل مصلح من هؤلاء اسلوبه وطريقته التي يستخدمها لتحقيق ذلك التغيير وهذه الطريقة والاسلوب تختلف من شخص الى اخر ومن زمن الى اخر وتؤثر فيها طبيعة المجتمع والجهة التي يعتبرها المصلح هي الاساس في افساد ذلك المجتمع على اعتبار ان الاصلاح يقف بالضد منه الافساد وهكذا سيرة جميع المصلحين في العالم ابتداءً من ابي البشر ادم ومرورا بالمصلح الاكبر ورائد الاصلاح في البشرية النبي الاكرم محمد (ص) وانتهاءً باللائمة المعصومين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين الا ان هناك نقطة اعتقد ان اغلب المصلحين يشتركون فيها وهي انهم يبعثون او يتواجدون في مجتمع يسير باتجاه خاطئ فيعملون على تقويمه وهدايته الى طريق الصواب بعد ان يبينوا له مكامن الخطأ فيقتنع من يقتنع ويرفض من يرفض واخطر ما  يواجه الصلحاء في مسيرتهم الاصلاحية هذه حالة السبات التي تمر به الشعوب وركونها الى مفاهيم ومعتقدات خاطئة تم تزيينها لهم فيتوهمون بأنها الحق والصواب ولا غيرها وهذه الحالة هي التي واجهت مصلح من المصلحين قلما نجد نظيره في الانسانية الا وهو السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (رضوان الله تعالى) حيث واجه اعتى طاغوتية عرفتها الانسانية عملت على اهلاك الحرث والنسل وكانت تسير بالطول منها حركة سبات غريبة جدا سادت في الاوساط الشيعية من الشعب العراقي لذلك عمل الشهيد الصدر على مواجهة جهتين في آن واحد وهما مواجهة الطاغوت ومن يقف خلفه من قوى الاستكبار العالمي من جهة ومن جهة اخرى مواجهة حالة السبات وسلب الارادة التي كان يمر بها الشعب ومن يقف خلفه من مروجي الذلة والخنوع فكان عليه ان يوزع قواه على هذين العدويين في ان واحد وبإمكانيات بسيطة جدا اساسها الاول والاخير اعتماده على نفسه فقط ومن تربى على يديه  من طلبة العلوم الدينية آنذاك وفعلا  شمر عن ساعديه لينقذ اهل العراق من الضلالة  وحيرة الجهالة ويأخذ بيدهم الى سبيل النجاة  ولعل المتابع لما كان يمر به الشعب العراقي بصورة عامة والشيعة بصورة يستنتج وبما لا يقبل الشك صعوبة تلك المرحلة ومدى الدور العظيم الذي قام به السيد  فكان بمثابة الشمس التي تشرق على ارض انهكها الظلام وكان البسمة التي بانت على وجوه ايتمتها سنين الحرمان وكان البلسم الذي يداعب جروحا الهبت آلامها شغاف القلوب وكان بطلعته البهية يلهب مشاعر الناس ويعيد لهم(لم اخرج اشرا ولا بطرا وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي محمد (ص)) فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .