صعب جداً ان تمتدح شخصا او مسؤولا في العراق بسبب ما شهدناه طيلة السنوات العشر الماضية من سياسيين لا تستطيع ان تأخذ منهم شيئا سوى حرف السين لأنهم باغلبهم سراق ولصوص من الطراز الاول ولان هذا النموذج السيء اصبح هو الغالب في العراق فبات من الصعب بمكان ان تؤشر على مسؤول في الدولة مخلص ونزيه ويعمل بكل حرص وإخلاص من اجل ان يؤدي واجبا وطنيا لبلده ..
واحد من هؤلاء هو السيد علي دواي محافظ ميسان ، هذه المحافظة التي عانت الكثير من الويلات والحرمان لأكثر من ثلاثة عقود بسبب مواقف أبنائها من النظام البائد .
وللأمانة فقد زرت المحافظة لثلاث مرات خلال هذا العام وفي كل مرة اجد ان المدينة أحسن واجمل والبناء واضح للعيان بمعنى انك تستطيع وببساطة شديدة ان ترى التغيرات التي تطرأ عليها بين مدة وأخرى ، وهناك جملة من العوامل والأسباب لهذا التطور الملحوظ على المدينة ولكن ومن خلال متابعة ميدانية ودقيقة استطيع ان اقول ان هذا الرجل ( محافظ العمارة ) يقف على رأس الفريق الذي عمل فأخلص فأبدع ونجح .
فالرجل مسؤول ميداني بامتياز فلا يمر يوما الا وتجده مرتديا بدلة العمل الزرقاء وهو يشرف بنفسه على سير المشاريع وأمره بتسهيل كل ما من شانه ازالة العقبات والمعوقات التي تقف خلف اي تأخير او تلكؤ فيه . ناهيك عن مشاركته شخصيا بالعمل جنبا الى جنب مع العامل ، فهو يقف ويشرف ويعمل لساعات في ظل أجواء الصيف اللاهب ،يحمل إناء الأسمنت على كتفه ويمسك بالمعول ويحفر بنفسه ويجلس اثناء الاستراحة مع العمال يتناول معهم وجبة الغداء ، لافرق بينه وبينهم فمثلما هم عمال في مشروع فهو أيضاً عامل في مشروع اسمه خدمة العراق وبناء المدينة التي هو محافظها ، أأتمنوه فكان بحق جديرا بالأمانة .
هذا ليس مدحا لسبب شخصي او لمصلحة معينة فانا لم اعرف الرجل ولم التق به لحد الان ولانية لي للقائه على الاطلاق ولكن وجدت من المناسب أخلاقيا ووطنيا ان نقول كلمة أنصاف بحق هذا الرجل ، وهي تعبير عن شكرنا وتقديرنا لهذا النوع من الرجال الذين وافقت أقوالهم ووعودهم أفعالهم فقدموا ماكان يطمح فيه المواطن في الوقت الذي أصابنا الكثير من الياس ونحن نرى بعض السياسيين الذين لأهم لهم سوى الصراع على المغانم وملأ بطونهم من المال الحرام ، أموال الشعب العراقي التي ذهبت منها المليارات هدرا ودون طائل او خدمة تذكر ..
في حين ان العمارة وفي عهد هذا الرجل حصلت على المركز الاول بالاعمار من بين كل محافظات العراق ومؤخراً حصلت على المركز الاول أيضاً في اعلى نسبة إنجاز على مستوى البنى التحتية حيث حازت على 95 بالمئة ، وهذا دون شك إنجاز كبير يحسب له .
سوف يبقى اهل ميسان يذكرون ان اهم ما تحقق لهم على المستوى الخدمي كان في زمن رجل وفي ، مخلص ، حريص، عمل بضمير حي ، اسمه علي دواي .
فالتحية كل التحية وكل الاحترام والتقدير لهذا الرجل الوفي على ماقدمه لمدينته وإن كان هذا واجبه ولكنه اصبح علامة فارقة وقدوة نتمنى على بعض المسؤولين الذين صدعونا كثيرا بتصريحاتهم عن وجوب خدمة الشعب ان يذهبوا الى ميسان ليتعلموا المعنى الحقيقي للوطنية والواجب الإنساني والأخلاقي ويتعلموا منه كيف انه وبأموال بسيطة ومحدودة استطاع ان ينجز كل ذلك .
السيد علي دواي درس لكل مسؤول وقدوة حسنة على الجميع ان يستفيد منها ، طبعا اذا كان لديهم ما لديه من حب الناس والصدق في خدمتهم .
شكرًا علي دواي ، لأنك كنت ابنا بارا لمدينتك ووفيا لوعدك ومخلصا في عملك ، وطالما انت كذلك فمصيرك النجاح كما انت الان ، وجائزتك حب الناس ورضاهم ، وقبلها رضا الله تعالى .
واذا كان لابد من كلمة تليق بما قدمته فأقول : هنيئا لك حب الناس ورضاهم .
[email protected]