23 ديسمبر، 2024 3:11 م

السيد كمال الحيدري والدليل على عدم أعلميته

السيد كمال الحيدري والدليل على عدم أعلميته

مما لا يختلف عليه اثنان  ان الاجتهاد من اروع ما موجود في المذهب الجعفري  بل انه يعتبر الصفة المميزة التي يتميز بها المذهب امام المذاهب الاخرى الا اننا ومع هذه الاهمية نجد ان هذا الموضوع من الامور التي لا يهتم بها الشارع الشيعي سواء من عوام الناس ام من طبقة العلماء والطبقات المثقفة الاخرى بحيث ان بإمكان اي شخص ان يدعي الاجتهاد بل والاكثر من ذلك يمكنه ان يدعي انه الاعلم على الاطلاق والسبب في ذلك هو عدم وجود ضوابط معينة يمكن ان يرجع لها الناس في معرفة اجتهاد المدعي من عدمه والامثلة كثيرة جدا ولعلنا نعيش قسما منها بوجود اشخاص يدعون الاجتهاد وهم ليسوا كذلك وقد يقول قائل ان هناك ضوابط ذكرتها الكتب الفقهية ورسائل العلماء في تحديد الاجتهاد فنقول ان تلك الضوابط اصبحت غير قادرة على ان تصمد اما الكثير من التداعيات خصوصا انها حمالة ذات وجوه كل هذه الاسباب وغيرها هي التي ادت وكما قلنا الى ظهور العديد من الشخصيات التي تدعي الاجتهاد وهي ابعد ما يكون عنه ومع ذلك سلمنا  بذلك وعلى مضض لأنه ليس باليد حيلة  الا  اننا واجهنا مشكلة جديدة وهي ادعاء الاعلمية على سائر الموجودين وهذا اكثر صعوبة من الادعاء الاول واكثر خطرا لأننا لا نملك الحجة في معرفة المجتهد فكيف لنا ان نعرف الاعلم لان  السواد الاعظم من الشيعة عندنا في العراق لا يقلدون وفق الضوابط الشرعية التي حددتها الكتب الفقهية(مع تحفظنا عليها)فهم يقلدون المرجع الفلاني لان اهله كان يقلدونه او لان اغلب الناس تقلد ذلك المرجع وغير من الاسباب المضحكة المبكية وهكذا وفي خضم هذه الخزعبلات برز السيد كمال الحيدري ليطرح نفسه مرجعا اعلما وبلا منافس وان كنت حقيقة من المتابعين لمحاضراته منذ فترة التسعينات والتي  لا تجعلني اشك بكونه عالم من العلماء واما موضوع اعلميته فبقيت مترددا اتجاهها الا ان  ارتكب السيد الحيدري  خطأً كبيرا وهو تعرضه لواقع المرجعية في النجف الاشرف عندها قلت ان الرجل ليس بأعلم الموجودين لأنه ليس من المعقول ان يكون أعلم الموجودين وهو لا يعلم ان في العراق بالإمكان التعرض الى كل شيء سوى موضوع المرجعية فمثلا ممكن ان تقول ان الامام الحسين (وحاشاه) قد خطأ في خروجه  او تقول ان مرقد امير المؤمنين الموجود في النجف ليس للإمام علي(ع) او تقول  ان الامام المهدي سيولد في اخر الزمان وغيرها من الامور غير القابلة للتصديق الا انك يمكن ان تقول بها وتطرحها للمناقشة واما ان تقول ان المرجعية  في النجف الاشرف غير مؤهلة لقيادة الشعب العراقي او انها تتبع اسلوبا في الادارة تثار حوله الكثير من التساؤلات فهذا خطا احمر قد يلقي بصاحبه الى مزبلة التاريخ ويصبح عرضة لكل اوصاف النقد والتجريح والتي قد تخرجه  من المذهب ويصبح في دائرة النسيان وعنصرا غير مرغوبا به في الوسط الشيعي ولنا في الشيخ فاضل المالكي خير دليل  ولذلك فكيف للسيد كمال الحيدري ان يكون الاعلم ولم يلتفت الى هذه النقطة الجوهرية والتي هي الاساس الذي يبدأ منه كل عالم يريد ان يتصدى للاجتهاد والمرجعية وحتى لا يحرم ابناء المذهب من علمه كما حدث مع السيد الحيدري نفسه لأنني من ابسط الناس واقلهم علما منتبه لهذه المعضلة فكيف للأعلم من الناس ألا يلتفت لها. خلاصة الكلام ان هذه النقطة هي التي قصمت ظهرت ادعاء السيد كمال الحيدري للاعلمية والاجتهاد فانا لله وانا اليه راجعون .