شر البليةَ مايضحك هذا الذي نمر به كشعب وكبلد !يدخل الينا الأِحتلال فيخرب كل مقدراتنا ونصفق له مخدوعين على اننا قد انتصرنا بقوى المعارضة الرنانة التي جائت لتخليصنا من حكم دكتاتوري !
نعيش حالة نسلم فيها كل شيء لتلك المعارضة فالأمل كبير نحو مستقبل مشرق ! نسير خلفها كسير الكفيف خلف عصاه وهو متيقن انها لن تخونه بل انها تسقط في الحفر لتنبهه وتلك معادلة انسانية بحت !
تسلمت قوى المعارضة الحكم في محافظات العراق ومن تلك القوى المجلس الاسلامي الأعلى واتذكر كيف استُقبِل الشهيد سماحة السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله بالحفاوة الكبيرة من جماهير خرجت بالفطرة واستمرت بالولاء لخطه المعتدل الذي جعل منه هدفا للأعداء .
كما اتذكر ذات السيرة لسماحة السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله
ومثلما اتذكر السيرة الطيبة الجهادية لعائلة الحكيم أتذكر ايضا السيرة التي جاء بها احمد الجلبي عراب الآحتلال على انه جاء ليكون نوري سعيد من جديد وعندما تغير برنامج المحتل تغير معه وحصل ماحصل .
اتذكر ذلك الشاب الذي كان قالها امام الجلبي ( انت سبب في تدمير العراق ) سأله الجلبي لماذا اجاب الشاب ( جبت النا امريكا )
هذه الحقائق نعرفها وبدأت مرحلة جديدة على أنها ستكون منقذة للعراق وشعبه .سنة بعد اخرى ونحن نتحمل الفواجع على ان العراق فيه تركة ثقيلة حتى ان مفردة ( تركه ) جزعت من حجم تداولها كشماعة !
مرحلة للأنشغال بالمقرنص ورصف الشوارع وانهاء الزراعة
ومرحلة لتعبيد الشوارع وبعد اسابيع قلها ومعها تدمير الصناعة
ومرحلة توسيع العشوائيات واستغلال اصحابها انتخابيا
ومرحلة استشراء الفقر والفاقة والجوع والمرض واموال طائلة
ومرحلة ازمات مفتعلة وتهميش واقصاء وتصفيات
ومع كل تلك المراحل وبالتوازي استمرار عمليات القتل والترويع وكل اشكال الأنتهاكات والتوسع في بناء السجون والمعتقلات !
ومع كل ذلك كان عذرنا المحتل وهو عذر مشروع !
لكن المحتل خرج واحتفلنا بيوم اسميناه السيادة وخرجنا من البند السابع وياليتنا لم نخرج !
اموال العراق بددت وحدوده انتهكت بينما اعداد فرق الجيش عددا وعدة تفوق الحاجة وفي كل محافظة لايقل عديد منتسبي اجهزتها الامنية عن 20 الف منتسب !
الموازنات تذهب الى اماكن يعرفها الجميع لتصبح اغلبها عقارات وحسابات خارجية وانتم التحالف الوطني المتصدي للقيادة وبالمقابل ابناء الجنوب وانا منهم نعيش الويلات فقرا وعوزاً وعشوائيات وقلة خدمات !
أليست مفارقة ياسماحة السيد عمار الحكيم ؟
تحملنا ماتحملنا وشعرنا ان عملية تصحيح قد بانت في خطاباتكم وجائت الأنتخابات الأخيرة وكانت عودتكم واضحة للساحة السياسية نتيجة لثقة المواطن بخطابكم الجديد على انه سينتصر وكان الشعار الجميل ( المواطن ينتصر )
حصلتم مع التحالف على الأكثرية وجاهدنا من اجل التغيير معكم شكلت اللجان داخل البرلمان وشكلت الحكومة واستبشرنا خيرا على ان اللجنة المالية كانت لكم برئاسة الجلبي !
اذاً الجلبي هو من ضمن كتلتكم أي كتلة المواطن . لكنه اليوم يشتم الشعب اثناء اقرار الموازنة التي عليها اصلاً الكثير من علامات الأستفهام .
هل يصح ان يشتم اثناء مناقشة مشروع الموازنة بقوله (لتغيرون خلي يلعنون ابو الناس ) الناس التي جائت به الى البرلمان ليتنعم بأمتيازات بينما الناس تتضور جوعاً!
هذه الشتيمة التي يتداولها الناس منذ يوم امس كان وقعها كالصاعقة علينا وكنت اتوقع ان يصدر اعتذار على الأقل منه او تنديد من قبلكم وتنبيه او تأنيب . ولكن يبدو اننا نستحق اكثر من قبل التحالف الوطني ! هذا التحالف الذي يخرج رئيسه على الشاشة عبر قناة الحرة ويطلق جملة لاأريد تفسيرها وهي انا ( بايع ومخلص ) وخلف هذه الجملة آلاف علامات التعجب !!!!!!!!!
تحملنا ما لايتحمله شعب في التأريخ وسكتنا !
اصاب مجتمعنا مالايطاق وسكتنا !
هُجِرنا قُتِلنا جعنا مع توفر الثروات الطائلة وسَكَتنا !
ولكن يبدو ان ذنبنا هو اننا تحملنا عذابات الحصار ومرارته ولم تسمح لنا الفرصة للهروب والعيش بنعيم ثم نعود على اننا مجاهدين لنا حقوق استثنائية وأثمان الخدمة الجهادية !ولكننا لو اعيد التأريخ من جديد لن نترق العراق فنحن بدونه لانساوي شيء.
لذا اقول نحن نستحق شتيمتكم لنا فنحن ………. !!
