23 ديسمبر، 2024 12:16 ص

السيد عبد المهدي ..الفساد اولاً !

السيد عبد المهدي ..الفساد اولاً !

لم أفرح ، كما فعل غيري أيضاً، بالرقم الفلكي لحجم الاستثمارات الصينية الممكنة في العراق ، والذي أعلن عنه الوفد المكون 56 مسؤولاً الذي رافق السيد عبد المهدي الى الصين ، وياله من رقم سحري هو الآخر في العقل العراقي ولوعاته منه ..!
خمسمائة مليار دولار ..ياله من رقم سحري يبعث الآمال ويجدد الحيوية ويبني عراقاً سويدياً أو اسبانياً أو صينياً !!
ومن سيرفض أو يعترض ، سواء من الموالاة أو المعارضة الناشئة وربما حتى من المتربصين بالسيد عبد المهدي للاطاحة به من أجل اصلاح بلا برامج !
لكننا من منطلق الحرص على أموال الآخرين علينا ان نجيب على السؤال التالي :
أين ستذهب هذه الاموال الفلكية ؟
وقبل هذا السؤال اللئيم نسأل :
أين ذهبت المليارات العراقية من مالنا الصافي ؟
هنا تكمن المشكلة والكارثة معاً..وهي تشبه مآزق سيزيف مع صخرته ، وتنطبق على محتوى اغنية عراقية تقول على لسان سعدون جابر ” مثل اليلم بالماي ويرد جفّه خالي ” !!
أحفاد ماوتسي تونغ ليسوا اغبياءً حتى يرموا أموالهم في الجحيم الذي يقول هل من مزيد ، جحيم الفساد الذي حوّل العراق الى أسوأ بلد في حقول الاستثمار والبناء والأمن ..
الفساد المالي مشكلة بنيوية في هيكلية الدولة ومؤسساتها وليس مشكلة اقتصادية ، وبنيويته المتماسكة القوية تمنع حتى عن العملية السياسية أي محاولة للاصلاح وتثبت البلاد والعباد دائما في مربعها الأول !
السيد عبد المهدي الموسوم بالعقل الاقتصادي يدرك ذلك جيداً ويعي ان حسابات الحقل غير حسابات البيدر ، وان كلام المليارات الساحرة غير افواه التماسيح السائلة اللعاب والمتحفزة للانقضاض على ماينتظرونه !
ولانه يدرك هذه الحقيقة المرّة في البلاد ، عليه ان يفعل المطلوب منه لاصطياد التماسيح في مستنقعاتها الآسنة حتى تأتي مليارات البناء والاستثمار للبلاد ، سواء من الصين او غيرها ، ودليلنا مؤتمرات المانحين التي كانت كلّها جعجعة بلا طحين ، والسبب وراء هذه النتائج هو :
غول الفساد المالي أولاً ثم تاتي البقية من البيروقراطية وقوانين الاستثمار والوضع الامني ..الخ
رفع العبادي شعار ” الضرب بيد من حديد ” ثم اكتشف الرجل انه لم يستطع ان يحمل خشبة للضرب على الرؤوس فبقي يدور في دوامة النزاهة والمفتشين والموظفين الصغار في مواجهة غير متكافئة مع غيلان الفساد في البلاد !
وقدم وزير الصحة للسيد عبد المهدي رسالة قوية لما يحدث في وزارات الدولة ، حين انتصرت الغيلان على الوزير واجبرته على تقديم الاستقالة التي قالت بوضوح تام :
لااستطيع المواجهة !!
ليس امام عبد المهدي غير ان يخوض غمار هذه الحرب بشجاعة وقوة في ساحة الكبار وليس الفاسدين الصغار ، ضربة قوية وشجاعة لرأس منتفخ ومدجج بانواع الاسلحة قد تطيح بالبقية كاحجار الدومينو وربما تفتح باباً للأمل في امكانية كسب الحرب التي لاتقل أهمية عن الحرب ضد الارهاب ، فهما وجهان لعملة واحدة :
الفساد والارهاب !
عملة ستبقى هي الاقوى لو استمرت ” الحرب ” ضدها على منوال السنوات السابقة ، وستطرد كل العملات الجيدة في البلاد والعملات الخارجية ، على عبد المهدي ان يدرك ، وهو يدرك ذلك ، ان احدا من المجانين لن يفرط بدولار واحد في العراق وهو يعلم علم اليقين ان هذا الدولار سيذهب الى جيوب الفاسدين وليس الى جيوب الاعمار والشعب الفقير !!