في زمنٍ أصبحت فيه الكفاءة الإدارية عملةً نادرة، يبرز اسم الأستاذ عبد القادر الدخيل كمثالٍ حي للمسؤول الناجح والمخلص، الذي أثبت حضوره بجدارة واستحقاق على مستوى محافظة نينوى، بل وعلى مستوى العراق بشكل عام.
لم يكن اختياره لمنصب محافظ نينوى وليدَ صدفةٍ أو نتيجةً لمجاملةٍ سياسية، بل جاء تتويجًا لمسيرة حافلة بالنجاح والتميّز الإداري، إذ امتلك هذا الرجل خبرة طويلة في شؤون الدولة، وترك بصمته الواضحة في مختلف المواقع التي شغلها، لا سيما خلال رئاسته لإحدى المؤسسات الحكومية المختصة بشؤون الإعمار.يعرفه أبناء محافظة نينوى عن قرب، إذ أدار العديد من الدوائر المهمة في المحافظة، وتميز فيها جميعًا بالحزم والعدالة، وكان قريبًا من هموم الناس، لا يكتفي بإدارة الملفات من خلف المكاتب، بل ينزل إلى الميدان ويحتكّ بالمواطنين بشكل مباشر، يستمع، يتفقد، ويصدر التوجيهات اللازمة لتذليل الصعوبات أمامهم.
ورغم جسامة المسؤولية وتعقيدات المشهد السياسي، استطاع الدخيل أن يسلك طريق “الاعتدال الإداري” ويُجنّب نفسه الدخول في دوّامة الاستقطاب الحزبي، واضعًا نصب عينيه مصلحة المواطن أولاً، ومستندًا إلى سياسة تقوم على العقل والحكمة والتوازن في التعامل مع مختلف الجهات الفاعلة.
إن ما يميّز هذا الرجل بحق، هو نظافة سجله الإداري، إذ لم تُسجّل عليه أي ملاحظات سلبية تذكر، بل على العكس، ازدادت الإشادات به يومًا بعد يوم، لما أظهره من حرصٍ شديد على المال العام، والتزامه بتوزيع المشاريع بعدالة على عموم أقضية ونواحي المحافظة، دون تفرقة بين ابن سنجار أو ابن الحمدانية أو ابن القيارة، فالكل عنده أبناء نينوى، والكل أمانة في عنقه.
إن تواضعه ومتابعته الشخصية لشؤون المحافظة جعلته قريبًا من قلوب الناس، فهم يرونه مسؤولًا يشبههم، يشاركهم آمالهم وآلامهم، ويعمل ليلًا ونهارًا لتحسين واقعهم. ولا تكاد تمرّ زيارة له إلى العاصمة بغداد إلا ويعود منها محمّلًا بالموافقات الرسمية والمشاريع الخدمية التي تصبّ في مصلحة أهالي نينوى، دون أن يروّج لذلك أو يستعرضه إعلاميًا.
وفي ظل واقع إداري متخم بالمحاصصة والانتماءات، فإن نموذج الأستاذ عبد القادر الدخيل يبعث الأمل مجددًا بإمكانية النهوض، إذا ما تسلّمت أمثال هذه الشخصيات زمام الأمور في المحافظات العراقية كافة، إذ نحتاج اليوم إلى المسؤول الخدمي أولًا، والمستقل ثانيًا، الذي يضع همّ الناس فوق كل اعتبار.
كلمة “شكر” لهذا الرجل قليلة بحقّه، فهو الساهر في الليل، الحاضر في الميدان، الحريص على أمانته، باذلًا كل جهده في خدمة نينوى وأهلها، متحملًا المسؤولية. بأمانة وشجاعة وإخلاص نادر.
له منا كل التقدير والعرفان… ونقولها بكل فخر:
نعم، إنه الرجل المناسب في المكان المناسب.