لقد تسلم قيادة العراق خمسة رؤساء بالتوالي لمجس الوزراء العراقي بعد إسقاط قوات التحالف النظام الصدامي وليس المعارضة كما يدعون!!؛ وكلما يستلم رئيس جديد يلعن سلفه! وآخرهم السيد عادل عبد المهدي! الذي لمح في أكثر من موقع وموقف أنه استلم حكم العراق وهو غارق في المشاكل! والفساد! وهو دليل على أنه يعترف بوجود الفساد ولكنه يبحث عن الدليل والشهود! أربعة شهود قد رأوا الميل في المكحلة!!؟ وبعكسه يساق المدعي إلى المقصلة.
آخر رئيس لمجلس الوزراء قبل السيد “عادل” هو صاحب “النصر الناقص” الذي صرح يوما بأنه يعجز عن محاربة الفساد لأن الفاسدين لهم سماسرة وعملاء ولا يتركون أثراً لفسادهم!! لكن الفساد باقِ ويتمدد!.. ولا زال الدواعش نشطون ويناورون في هجمات يخطط لها في القواعد الأميركية لمشاغلة القوات العراقية والحشد الشعبي وإنهاكها وربما ضربها مباشرة وبطريق الخطأ كالعادة مع تقديم الاعتذار وقبوله برحابة صدر!! والمصيبة أن مَنْ يتلكأ ويخطأ في فترة حكمه ويحمل العراق وشعبه الكثير من المآسي والتخلف وتفاقم الفساد ينسحب بسلام ويتمتع بحياة هانئة مستقرة في الأماكن التي جاء منها ولا من شاف ولا من دري!! بلا حساب ولا مساءلة ولا عقاب!
السيد عادل عبد المهدي تسلم الحكم والبلاد غارقة في الفساد وحصيلة هذا الفساد سرقات وعقود وهمية وموظفين وهميين والموجودين فاشلين وشركات تستلم الملايين والمليارات وتذهب ولا أثر للعمران والبناء والتطور والتقدم؛ لا مدارس كافية بل هدمت القديمة منها للإستثمار!! ولا مستشفيات ولا تبليط شوارع إلا ما ندر ولا حتى تصليحها ولا زراعة ولا صناعة ولا رعاية صحية أو خدمات بلدية وإن وجدت بعض آثار التحرك والبناء فهو عشوائي من غير تخطيط وحسابات المستقبل والتوسع والتقدم مطلقاً ولغاية اليوم. ولا زال السيد عادل عبد المهدي يطالبنا بالدليل والشهود على وجود الفساد!!
مظاهر الفساد وتأثيره واضح في الشارع والمجتمع العراقي؛ الإحتجاجات مستمرة والتظاهرات البائسة جارية بعد أن فقدت التظاهرات المليونية “بريقها” واختفت؛ اعتصامات مختلفة تشكو وترجو وتتوسل وتبكي!! وعند يبكي العراقي – أو العراقية – فإن يوم القيامة أصبح قريباً!!
الإعلامي “علي الخالدي” يعرض مشاهد من الشارع العراقي معاناة الناس وفي أيديهم الأدلة والشهادات وهم الشهود!! التي يبحث عنها “عبد المهدي” فلا من مجيب! وكذلك قناة “الشرقية” تعرض تقارير مصورة وشهادات وأحداث دامية وتدمي القلوب ولم يلتفت لها “عبد المهدي” وربما تعالج معالجة شخصية منفردة لتخفيف الصدمة أو الصدمات؛ “التميمي” في قناة العراقية نيوز أيضاً يعرض أحداثاً ومشاهد وشكاوى مؤلمة لوضع المواطن والشارع العراقي وما يجري فيه من ظلم وتخلف وفيه شهود ومستندات ضد هذه الدائرة وتلك الوزارة ولا من يتحرك ولا من حلول؛ قنوات عراقية مختلفة تعرض عشرات التجاوزات والتخلف في تقديم الخدمات للمواطنين ولا يتحرك السيد “عادل” ولا وزراءه ولا مستشاريه ولا قياداته على الفاسدين الذين يظهرون على شاشات التلفزيون والقنوات الفضائية هم أو مرتزقتهم ليهاجموا الفساد والفاسدين وقد وصل الحال كما قال أحد المحاورين لو حصل التصدي للفساد لانهارت الحكومة والعملية السياسية في العراق لأن الفاسدين هم أركان الدولة العراقية ولا مجال للخلاص منهم إلا بتغيير النظام وإزاحتهم جميعا من الساحة السياسية وإقامة نظام رئاسي ديكتاتوري عادل!!.. ورغم كل ما تقدم لا زال السيد عادل عبد المهدي يطالب بالشهود والأدلة والمستمسكات على الفاسدين! وأكثر من ذلك ربما يطلب من أجل إثبات “الزنى السياسي” إلى أربعة شهود عدول على أن يثبتوا أنهم “رأوا الميل في المكحلة”!! كما في “الزنى الاجتماعي”!! وإلا فعلى المدعي تدور الدوائر!! ويهدد بالاغتيال أو يخطف هو والعيال!!؟ ومضى على حكمه سنة وهو لم يقدم سوى باع النفط الأسود وموسم حنطة قياس (والفضل للأمطار وليس له) واعتبره إنجاز حكومته!!؟