23 ديسمبر، 2024 2:15 م

السيد رئيس الوزراء .. انا عاشقة

السيد رئيس الوزراء .. انا عاشقة

انا لست بكاتبة … لكني عاشقة لكل الاديان والطوائف .. لذا سأسطر مايجول بخاطري ووجداني باسلوب بسيط ارجوا ان يعذرني القاريء الكريم عليه .. عندما كنت صغيرة في الخامسة من العمر .. وبعدها في سنوات الدراسة الابتدائية .. لم أكن اعرف هل اهلي سنة أم شيعة .. ولم اسمع هذه الكلمة ينطقها احدا من العائلة .. وكنا كل عام في الصيف نذهب الى كربلاء والنجف والحمزة والسيد محمد ثم الكاظم ونمكث في كل مدينة عدة ايام ثم نعود الى مدينتنا .. عندما كبرت علمت ان اهلي من السنة ولكن معظم جيراننا من الشيعة وكنا نلعب مع اطفال الجيران ولم اذكر اننا تخاصمنا لدرجة القطيعة .. وفي الليل كل ليلة السهرة في احد البيوت نساءا ورجالا وعندما يكون لأي عائلة من عوائل المنطقة فرح أو حزن الجميع يشارك لاأحد يميز بين اهل الفرح او الحزن او جيرانه الآخرين فالكل فرحين أو الكل حزانى .. وفي المدرسة لدي صديقات مسيحيات واخريات صابئة وكنا نزورهم في اعيادهم وفي مناسبة او غير مناسبة .. رغم اني افترقت عن كثير منهم لكني لا أزال اتذكرهم جيدا واتذكر مواصفات بيوتهم وأحن اليهم كثيرا .. وعيوني تدمع لأني لم أعد اراهم .. عندما كبرنا تزوجت اخواتي من رجال ( شيعة) لكني لم اجد احدا في العائلة يعترض او يرفض لكون الخاطب شيعي كان السؤال الوحيد عن اخلاقه ووظيفته .. كذلك أنا اول شاب دخل قلبي كان (شيعيا ) ولم افكر لحظة في مذهبه .. ولم يحصل النصيب ثم تزوجت برجل (شيعيا) ايضا وينتمي الى احد الاحزاب الدينية الشيعية ولم اعترض بل ساندته وساعدته .. لم يكن احدا في العائلة يحب صدام رغم انه (سنيا ) ,عندما تم تسفير من هم تبعية لأيران تألمنا كثيرا وبكينا على من نعرفهم وحرم علينا اهلنا شراء أي اثاث او حاجيات من العوائل التي فرض عليها مغادرة العراق فقد يكونوا مجبرين على بيعها بثمن بخس ..توفي والدي ونحن صغار .. وتزوجت الوالدة بعد أن اجبروها اهلها لأنها مازالت شابة لم تتخطى الثلاثين من عمرها من رجل (سيد) شيعي وانجبت ولدين هم الان رجال اخوتي اعتز وافتخر بهم وتربطني علاقة طيبة بهم ..بعد حرب الكويت لم أكن احتمل رؤية صدام على شاشة التلفزيون فكنت اغلق الجهاز بسرعة عند ظهوره .. لم نحبه يوما ولم نؤيده لأننا عشنا في عائلة تكره الظلم .. عائلة منحها الله حنية متناهية على الغريب قبل القريب .. لنا صلة قرابة عن طريق النساء او مايسمى (بالنسابة ) مع الاكراد .. بعد الحصار الجائر على العراق وبعد حرب الكويت فكرنا بمغادرة العراق الى ارض الله الواسعة .. ولأن زوجي ينتمي الى حزب ديني شيعي وكان ملاحق من أمن صدام لم نتمكن من مغادرة العراق بصورة مشروعة وعن طريق رسمي .. في ذلك الوقت لم يساعده حزبه في ذلك ولكن الذي ساعدنا في بداية الأمر اشخاص من التركمان .. ثم الجهة التي لولاها لكان زوجي في عداد المعدومين والتي ساعدتنا في الهروب من العراق هم اخواننا الاكراد بعد أن استضافونا في بيوتهم لمدة خمسة عشر يوما ساعدونا في المغادرة عن طريق الشمال
الآن الحزب الحاكم والمستفيدين والمهيمنين على ثروات البلد يقولون ان هناك فتنة طائفية وتقول  / السيدة حنان الفتلاوي ان الشارع الشيعي مستفز …. وأنا اسأل السيد / رئيس الوزراء المحترم .. والسيدة / حنان الفتلاوي .. وكل من يدلو بدلوهم بربكم ماذا تريدون من كلامكم هذا …. أفتوني بربكم
 
أنا سنية .. وأخي شيعي .. ومن له فضل علي تركماني … ومن أدين له بحياتي كردي
هل اقتل أخي الشيعي .. أم أخي يقتلني .. او اذهب لأقتل التركماني الذي ساعدني .. أم اذهب لأقتل الكردي الذي هربني وأدين له بحياتي … اقتله لأنه أنقذ حياتنا وبقينا على قيد الحياة الى هذه اللحظة التي وفي غفلة من الزمن وجدناكم وقبل سابق معرفة بتاريخكم وجدناكم تحكموننا بطائفية مقيتة … وهي الشيء الوحيد الذي وزعتوه للشعب .. مقابل ثرواته التي نهبت وعمره الذي ضاع في انتظار حياة افضل وعيش رغيد بعد سقوط الدكتاتورية .