23 ديسمبر، 2024 2:26 ص

السيد حيدر العبادي … سنة البصرة يذبحون بصمت فهل من ناصر ينصرهم .؟

السيد حيدر العبادي … سنة البصرة يذبحون بصمت فهل من ناصر ينصرهم .؟

إن العيش كل يوم خوفاً من القتل هو اشد وطأه ورعباً من القتل نفسه … وهذا ما يعيشه سكان محافظة البصرة من الطائفة السنّية كل يوم .. وسط صمت حكومي مريب ﻻ يمر اسبوع اﻻ ونسمع عن مقتل احدهم او خطف اخر وكل هذا يحدث امام مرأى ومسمع القوات اﻻمنية من جيش وشرطة لكن اﻻجهزة اﻻمنية عاجزة عن منع من يقوم بهذه اﻻفعال اﻻجرامية علماً إن المجرمين  معروفون للجميع  ويتجولون في شوارع البصره بسيارات حكومية لكن ﻻ يجروء احد على ايقافهم خوفاً من بطشهم لما يمتلكون من سلطة وسﻻح تجعل منهم افراداً فوق القانون .!
أيام الحرب الطائفية الطاحنة التي عصفت بالعراق جراء تفجير مرقدي اﻻمامين في سامراء في عام 2006 عاثت مليشيات اﻻحزاب اﻻسﻻمية بالطائفة السنية في البصرة قتﻻً وتهجيراً انتقاماً لتفجير المرقدين … وكان نصيب الفقراء والمساكين اﻻكبر من هذا القتل اما ميسوري الحال ففضلوا الهرب الى سوريا او تركيا او دول الخليج او حتى الى اوربا هرباً من بطش تلك المليشيات .. وصار منظر الجثث الملقاة في العراء واثار التعذيب الظاهرة عليها منظراً اعتيادياً … حتى اشتهرت بعض المناطق بكثرة الجثث وكان اشهرها طريق صناعية حمدان ونهر البصرة بالقرب من جسر محمد القاسم … هناك كم أُغرقت في هذا المكان فرحة اﻻف اﻻطفال التي كانت تنتظر عودة أبائهم الى المنزل … هناك دُفنت احﻻم اﻻف اﻻمهات برؤية ابنائها يوم زفافهم … هناك ترملت  اﻻف النساء … هناك وفي سكون الليل لو انصت ستستمع الى صرخات ارواح اﻻف من قتلوا … ﻻتنصت الى اﻻحياء منهم انهم خائفون من بطش جﻻديهم … انصت الى  أمواتهم اسألهم من قتلم ولماذا قتلهم .. اسألهم إن كان منهم من شارك في معركة الجمل .. او سلب حق احد من ال بيت الرسول .!!
ماذنبهم انهم ولدوا سُنّة… مرت تلك السنين العجاف بكل مئاسيها  قُتل من قُتل وهُجر من هُجر وضغطت الناس على جراحها محاولين نسيان ماجرى .. لكن المجرمين اليوم عادوا الى ارتكاب نفس مسلسل الجرائم لكن بوتيرة ابطأ واهدأ محاولين تهييج الجراح من جديد
  إن سُنة البصرة  عراقيون اصﻻء اكثر اصالتاً من قاتليهم ولدوا وترعرعوا على هذه  اﻻرض  اباً عن جد منذ مئات السنين جنباً الى جنب مع اخوتهم اهل البصرة من كل اﻻديان والمذاهب والقوميات بكل حب ووئام دون معكر لصفوة هذه العﻻقة اﻻنسانية .. لكن عوادي الدهر وقهر الزمان حالت دون استمرار ذلك فبعد سقوط النظام السابق وبعد أن كانت مدينة التأخي اصبحت مدينة البصرة  مباحة لكل من هب ودب من اﻻحزاب (اﻻسﻻمية) ومنبراً لكل فكر ثأري متطرف ومرتعاً لكل مجرم معتد اثيم ومسرحاً للتدافع بين هذه اﻻحزاب للفوز بنصيبهم من الفريسة … كل ينهش ما يشتهي من لحمها  ويرمون فتات عضامها الى فقرائها الذين ينامون على بحر من النفط ﻻيروا منه سوى دخانه الذي جلب لهم مئات اﻻمراض واﻻحزاب اﻻسﻻمية التي فتكت بهم وبمستقبل ابنائهم  .
عند زيارتك اﻻخيرة الى مدينة البصرة التقيت بكل مسؤوليها ومنهم امراء الحرب فيها  اطلب منهم او توسل اليهم بالنيابة عن سُنة اهل البصرة أن .. رفقاً بهم وبأطفالهم واخبرهم  انهم قرروا البقاء في هذه اﻻرض مهما كلفهم اﻻمر ذلك ..  فﻻ مكان اخر يأويهم غير هذا الوطن .
[email protected]