هكذا هي رؤيتي وأعتقادي بشخص السيد جعفر أبن الشهيد محمد باقر الصدر رحمه الله مؤسس حزب الدعوة في العراق بأن يكون طوق النجاة للعراق، منذ أن شاهدته وسمعته كيف يتكلم في لقاء أجري معه عام 2010 مع الفضائية العراقية! ، وقبل الدخول في تفاصيل المقال لا بد من التعريف بأن (السيد جعفر الصدر كان قد درس العلوم الدينية في النجف الأشرف وفي قم للفترة من عام 1995 لغاية عام 2007 ثم حصل على شهادة البكلوريوس في علم الأجتماع من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 2011 ثم الدبلوم العالي عام 2012 ومن ثم الماجستيرعام 2016 من نفس الجامعة في علم الأجتماع / أختصاص في علم المعرفة ، وهو يجيد اللغة الأنكليزية والفارسية أضافة الى لغة الأم العربية) 0 لم يكن للسيد جعفر الصدر أي دور وبروز على الساحة السياسية في العراق من يعد سقوط النظام السابق والأحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 ، ولم يدخل معترك السياسة أبدا على عكس ما كان متوقعا! وعلى عكس ماكان يتمنونه الكثيرين من أنصار وأتباع والده0 ولكن هذا لا يعني بأنه كان بعيدا عن مجريات الأحداث في العراق من بعد الأحتلال الأمريكي بل كان هو البعيد القريب منها! رغم أنشغاله بالدراسة وتكريس كل وقته لها 0 عرف العراقيين السيد جعفر الصدر أكثر بعد دخوله المعترك السياسي عندما ترشح في قائمة السيد نوري المالكي في ولايته الثانية عام 2010 وحمل ترشيحه الرقم (5) في قائمة دولة القانون ، ولكنه ورغم فوزه بعضوية البرلمان ألا أنه ترك العمل السياسي بعد عدة أشهر وترك كل شيء! ، حيث لم تعجبه لا أوضاع حزب الدعوة الذي أسسه والده ولا أوضاع العراق بشكل عام ولا أوضاع السياسيين ممن قادوا العراق من بعد سقوط النظام السابق! ، فغادر العراق عام 2010 والألم يعتصر قلبه متجها صوب بيروت لأكمال دراسته العليا في الجامعة الأمريكية ، حيث كانت صدمته كبيرة مما رأى! ، (فلم يجد ذلك العراق الذي ضحى والده الشهيد محمد باقر الصدر وعمه الشهيد محمد محمد صادق الصدر بحياتهم من أجله)!.
وأنقطعت أخباره عن المشهد السياسي تحديدا والمشهد العراقي عموما منذ ذلك الحين حتى طواه النسيان!! 0 ولكن المفاجأة! كانت عندما جاء في خبر عبر أحدى الفضائيات بأن البرلمان العراقي صوت بالأجماع على تعيين السيد جعفرالصدر سفيرا للعراق في بريطانيا وكان ذلك بتاريخ 10/4/2019 0 وندخل الآن الى صلب الموضوع ونرى كيف له ان يكون طوق نجاة العراق حسب ما ارى! ، بعد فوز الكتلة الصدرية بأكثر الأصوات في الأنتخابات الأخيرة بدأت تنشر مواقع النواصل الأجتماعي تصريحات عن مسؤولين في التيار الصدري عن طرح أسم السيد جعفر الصدر لرئاسة الحكومة العراقية الصدرية القادمة! ، وبعيدا عن جدية وصدقية مثل هذه الأخبار والطروحات فأنا ولربما يتفق معي البعض أو حتى الكثيرين! ، أتمنى بل أدعم ترشيحه وأدعوا الى ذلك!، فهو ومن وجهة نظري الشخص الوحيد الذي يستطيع ضبط أيقاع الأنفلات العام بالعراق وأيجاد بوصلة العراق التائهة منذ 2003! وتوجيهها وأرسائها الى شاطيء الأمان والهدوء والأستقرار وبدون عنف!! ، لما يمتلكه من شخصية هادئة ورصينة ورزينة وعلمية ومثقفة ومن أرث أجتماعي وديني وعلمي لا يظاهيه أحد فيه! ، وهذا ما يجمع عليه غالبية من شاهدوا لقاءه على فضائية العراقية عام 2010 ، حيث لم يسمع منه أية أساءة صدرت أو أنتقاد للنظام السابق غير كلمة هناك قانون وقضاء يحاسب كل من أجرموا بحق العراق! ، وهذا ليس بكثير عليه وعلى ما يتمتع به من سمو في الأخلاق ونقاء في الروح فهو أبن العالم والفيلسوف الجليل محمد باقر الصدر رحمه الله ، كما أنك ترى فيه الهيبة وكاريزما القيادة ، ومن الطبيعي أن للأرث الديني والتاريخ النضالي المشرف لعائلتة تحديدا ولأل الصدر عموما التي ضحت بنفسها من أجل العراق تأثير كبير في أن يكون صوته مسموعا وكلامه ورأيه مطاع لدى جميع الفرقاء السياسيين! ، لا سيما وأنه يختلف عن غيره كثيرا ، فهو رجل مسالم ومحب جدا للعراق ولخير هذه الأمة ولا يمتلك نفسا طائفيا ولا وجود للحقد والأنتقام في نفسه أبدا حتى ممن قتلوا والده! (راجع اللقاء الذي أجرته معه الفضائية العراقية عام 2010، حيث لم يتكلم بسوء عن أي أحد بقدر ما تكلم بأحقاق الحق وبأن القانون يأخذ مجراه!)، والرجل يتكلم بلغة أنسانية لم نألفها ونسمعها من كل السياسيين الذين عرفناهم من بعد 2003 وما لمسنا من البعض منهم ومع شديد الأسف من روح الأنتقام والحقد والطائفية المقيتة! التي دمرت العراق 0 والأهم في كل ذلك بأن السيد جعفر الصدر يحظى بأحترام وتقدير جمهورية أيران الأسلامية! ليس لكونه أكمل دراسته الدينية هناك في مدينة قم فحسب ولكن لأن والده الشهيد محمد باقر الصدر ضحى بنفسه من أجل دعم ونصرة الثورة الأسلامية في أيران! التي قادها الخميني رحمه الله0 ولا أجد نفسي متسرعا في كل ما ذكرته وتمنيته من هذا الحلم السياسي!، حتى أني لا أبالغ أن قلت بأنه يمكن ان يكون نيلسون ما نديلا العراق!! ، الذي سيضع حدا لروح العنف والأنتقام ودولاب الدم والموت الذي يدور به العراقيين منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 ولحد الآن!! 0 لربما يرى الكثير من العراقيين بأن شخصية مثقفة مسالمة طيبة خيرة مثل السيد جعفر الصدر بقدر ما تحمل العلم والمعرفة تحمل حب الخير وأشاعة السلام الذي نحن في أمس الحاجة أليه ، قد لا تتوائم مع الوضع العراقي الذي يحتاج الى حجاج أبن يوسف جديد يضع القانون على الرف والقضاء خلف ظهره ويمسك بسيف بتار ينتقم به من كل من أساؤا ونهبوا وسرقوا وقتلوا لا يفرق بين طفل وشيخ ولا أمرأة ولا عجوز وليضع حدا لكل هذه الفوضى والأنفلات! ، مشكلة هؤلاء أنهم نسوا وتناسوا بأن روح الحجاج هي من تلبست غالبية حكام العراق منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 ولحد الآن! ، وتلك هي مصيبتنا وعلتنا ومرضنا المزمن الذي ارى بأن السيد جعفر الصدر سيكون هو الطبيب الحاذق المعالج لها بشخصية السلام وروح التسامح التي يحملها!0 وهنا لابد أن أذكر تجربة دولة ( رواندا الأفريقية التي شهدت عام 1994 أعمال عنف رهيبة بسبب الحرب الأهلية بين قبيلة الهوتو والتوتسي والتي راح ضحيتها أكثرمن 800000 ألف شخص خلال شهر واحد! ، فهل يعلم هؤلاء الذين يريدون حجاج آخر يحكم العراق بأن دولة رواندا الآن تعتبر أرقى الدول الأفريقية وهي أنظف دولة في العالم!! ، وأنها تسابق الزمن في التطور والتقدم والنمو الأقتصادي وفي كل مجالات العلم والمعرفة!! ، هذا بفضل روح السلام والتسامح وأشاعة القانون وفرض النظام لدى من حكمها!) 0 أقول في الأول والآخر يبقى الأمر في ذلك متروك للكتلة الصدرية وللتوافقات السياسية والمحاصصة التي تشكل الألية السياسية للحكم في العراق! منذ سقوط النظام السابق ، وكذلك يبقى الأمر متروك لشخص السيد جعفر الصدر نفسه في قبوله لمنصب رئاسة الوزراء أم لا! 0 أخيرا أقول : بأن هذا الرجل هو من يحتاجه العراق وحقا سيكون طوق النجاة له وسيضع حدا لروح الأنتقام والثأر وحمامات الدم والموت التي عشنا بها منذ عقود وعقود فهذا الرجل هو من سيعيد للقانون والقضاء هيبته ووجوده وسيشيع السلام والمحبة والتسامح لا سيما وأنه لا يؤمن بطروحات الأسلام السياسي!!! 0 والله من وراء القصد0