28 سبتمبر، 2024 1:17 ص
Search
Close this search box.

السيد باقر جبر الزبيدي .. أنتم لا تملكون حق التفاوض لتشكيل الحكومة القادمة

السيد باقر جبر الزبيدي .. أنتم لا تملكون حق التفاوض لتشكيل الحكومة القادمة

في تصريح له لوكالة الأناضول التركية , قال السيد باقر جبر الزبيدي رئيس كتلة المواطن التابعة للمجلس الاعلى الإسلامي الذي يتزّعمه السيد عمار الحكيم ( ستكون لنا لقاءات هذا الاسبوع مع القيادات الكردية لتشكيل الحكومة القادمة ) , وفي تصريح آخر تزامن مع تصريح السيد الزبيدي , قال النائب حسين عزيز عن تيّار الأحرار للمسلة ( إنّ التيّار سيبدأ بالمفاوضات لتشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية بعد مصادقة المحكمة الاتحادية العليا على نتائج الانتخابات ) , وكأن حق تشكيل الحكومة والتفاوض على تسمية أعضائها , هو حق مباح للجميع , ربّما لا أحد ينظر لتصريح النائب حسين عزيز بذات الاهتمام الذي ينظر به لتصريح السيد باقر الزبيدي , كون السيد عزيز ليس من طبقة القيادات السياسية , ولهذا يهمنا أن نتعرّف على الخارطة الدستورية المتعلقة بتشكيل الحكومة ومن يمتلك حق التفاوض على تشكيل هذه الحكومة , فالمادة 76 من الدستور العراقي قد رسمت خارطة دستورية لتشكيل الحكومة , وهذه الخارطة تبدأ أولا بتكليف رئيس الجمهورية لمرشح الكتلة النيابية الأكثر عددا , والخطوة الثانية بتوّلي رئيس الوزراء المكلّف بتسمية أعضاء وزارته , وعند إخفاق رئيس مجلس الوزراء المكلّف بتشكيل الحكومة , يكلّف رئيس الجمهورية مرشحا جديدا لرئاسة مجلس الوزراء , فالخارطة الدستورية قد أعطت حق تشكيل الحكومة لمرشح الكتلة النيابية الأكثر عددا حصرا , وهو الذي يملك حق التفاوض لتشكيل الحكومة وتسمية أعضاء وزارته .
ومن خلال هذا التوضيح للخارطة الدستورية التي رسمت طريق تشكيل الحكومة , يتّضح لنا أنّ كل من كتلتي الأحرار والمواطن غير معنيتين بالكتلة النيابية الأكثر عددا , لأنّ كتلة الأحرار قد حصلت على 34 مقعدا , وكتلة المواطن على 31 مقعدا , حتى لو اندمجتا في كيان سياسي واحد , إلا إذا استطاعتا أن تكوّنا كيانا سياسيا واحدا مع كتل سياسية أخرى , بحيث يصبح عدد امقاعد هذا الكيان السياسيى الجديد أكبر من مقاعد ائتلاف دولة القانون التي تجاوزت 115 مقعدا , ففي هذه الحالة يصبح لمرّشح هذه الكتلة الحق بتكليف رئيس الجمهورية لتشكيل مجلس الوزراء , وقد يكون مرشح هذا الكيان السياسي الجديد من الأحرار أو المواطن أو من باقي الكتل السياسية الأخرى المنضوية في هذا الكيان السياسي , ولكنّ هذا الأمر لم يحصل حتى هذه اللحظة , فلا زالت كتلة رئيس الوزراء نوري المالكي هي الكتلة النيابية الأكثر عددا بموجب الدستور حتى هذه اللحظة , ومرّشح هذه الكتلة السيد نوري المالكي هو من يمتلك حق التكلّيف بتشكيل الحكومة القادمة , وهو ايضا من يمتلك حق التفاوض مع الكتل السياسية الأخرى لتسمية اعضاء وزارته .
ولهذا اقول للسيد باقر الزبيدي أو للنائب حسين عزيز , إنّ تصريحاتكم حول تشكيل الحكومة القادمة لا تعدو أكثر من كونها ( لغو فارغ ) , فحين تتمكنون من تشكيل الكتلة النيابية الأكثر عددا , يحق لكم في تلك الحالة الحديث عن هذه المفاوضات , بالمعنى الشعبي ( مو تحضرّون العطّابة كبل الفشخة ) , أمّا أن يصبح السيد باقر الزبيدي برمكيا ويهب رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان على مزاج ورغبة كتلته , فهذا أمر ليس من حقه ولا من حق كتلته , وربّ سائل يسأل السيد الزبيدي ويقول له ماذا تملكون من مقاعد لتقول إنّ ائتلاف المواطن لديه عدد من المرّشحين لرئاسة الوزراء ؟ أم أنّ السيد الزبيدي يعتقد أنّ ترشيحات محبيه على شبكات التواصل الاجتماعي تعطيه الحق بالتنافس على رئاسة الوزراء , كند للسيد المالكي الذي يمتلك ائتلافه فعلا أكثر من مئة مقعد ؟ .
أخيرا اقول للسيد باقر الزبيدي , إذا لم تحسنوا صناعة فن الممكن , فإنكم ستكونون الخاسر الأكبر , فأنتم لا زلتم بعيدين جدا عن المنافسة على رئاسة مجلس الوزراء , ونصيحتي الأخوية لكم في كتلة المواطن , ان تستثمروا حاجة نوري المالكي لشركاء لتشكيل حكومة أغلبية سياسية قوية , للفوز بعدد من المقاعد الوزارية في الحكومة القادمة , ولا ياخذنكم الغرور أبعد من هذا , فتخسرون كل شيئ كما حدث في الانتخابات السابقة , ورحم الله أمرء عرف قدر نفسه .

أحدث المقالات