18 ديسمبر، 2024 5:26 م

السيد المستشار ..لسنا في عصر غوبلز !

السيد المستشار ..لسنا في عصر غوبلز !

اتحفنا المستشار السياسي لرئيس الوزراء السيد فادي الشمري بتصريح صحفي قال فيه ”
الحكومة ستفصح عن ملف ” نور زهير ” بالكامل في الوقت المناسب عندما تنتهي التحقيقات واسترداد المطلوبين واسترجاع كامل المبالغ” فكرة سديدة وهدف نبيل واتجاه صحيح ، نخشى فقط ان ينطبق على هذا الهدف السامي المثل العراقي الشعبي ” قيّم الركاع من ديرة عفج ” !!
لاحاجة الى الكشف عن فضيحة مكشوفة ومفضوحة صار يتداولها اطفال الروضة ويتندر بها المتندرون من أمثالي الخبثاء الذين “لايعجبهم العجب ولا الصيام في رجب ” وصارت مضرباً للأمثال جنوب البلاد وشمالها !
يعدنا السيد الشمري بان هذا الكشف المبين سيكون ” في الوقت المناسب ” بوقت هلامي غير معروف ، وربما خانته ذاكرته ان السيد السوداني بعظمة لسانه قال أمام العراقيين اجمعين ان الموضوع سينتهي خلال اسبوعين فقط ، وها نحن ندخل الشهر السادس أو السابع بانتظار وعود السيد رئيس الوزراء !!
ويبشرنا الشمري بان هذا الوقت المناسب سيكون بعونه تعالى بعد اكمال التحقيقات ، ويعلم السيد المستشار وانا والعراقيون ، ان الدخول الى عالم تحقيقات اللجان يشبه النوم في الكهف ، وان نتائج اللجان السابقة ، بصغير الامور وكبيرها بما فيها من فضائح، كانت تنام في الادراج ويعلو عليها غبار الاهمال ثم النسيان ثم الى سلال المهملات المتخمة بنتائج التحقيقات !
والاعجب انه يبشرنا أيضاً ، ان زمن الكشف عن الفضيحة لايكون الا بعد ” استرداد المطلوبين ” وهو العالم والعارف بدرجة تعقيد تحقيق هذا الهدف ، فغالبية الفاسدين لديهم جنسية مواطنة أخرى تحميهم من المساءلات القانونية ، ولو كان الامر ممكناً بالسهولة التي يعتقدها السيد المستشار ، فان الامور ستأخذ سنوات ضوئية قبل ان تتحقق فضلاً عن ان السيد نور كان تحت اليد ، ولم يكن داعيا لصداع الرأس باسترداده وهو يتجول في شوارع بغداد !
والادهى من ذلك والاعجب ، إن لا افصاح عن الملف الا بعد استرداد الاموال ، وهذا حقيقة من اغرب الامور ، فالاموال المنقولة وغير المنقولة لنور زهير كانت محجوزة وتحت وصاية الدولة ، حتى حلّت المفاجأة ، برفع الحجز عنها ، واصبح الرجل حراً بالتصرف بها ، ثم تأتي ونتحدث بكل اريحية عن استرداد اموال منهبة القرن !
السيد المستشار :
أود ان أقول لجنابكم الكريم ان لديناً عقولا تفكر واعيناً ترى وآذاناً تسمع جيدا ، وان شعبنا يتلهى عادة باسرار الاشياء معتمدا مثلاً يطلق عليه ان العراقي ” مفتح باللبن ” !!
فهل لبنك خائر الى درجة فقدان الشفافية في النظر الى الاشياء من خلاله !
احترم عقولنا سيادة المستشار فلسنا في عصر غوبلز !
والحليم من الاشارة يفهم !!